بقلم : مشعل السديري
الحقيقة أنها (مصيبة) إذا وصلت المحبة إلى هذه الدرجة، فقد انتحر رجل وزوجته بالاتفاق في ما بينهما.
وبعد التحقيقات وجدت الشرطة أن رفائيل البالغ من العمر 96 عاماً، وزوجته (تامار ألمان) البالغة من العمر 72 عاماً، قررا طواعية مفارقة الحياة سوياً، بعد عِشرة استمرت (46) سنة.
وكانت الزوجة تعاني من حالة صحية سيئة جداً، قبل أن يقررا التخلص من حياتهما، خوفاً من أن يموت أحدهما ويترك الآخر وحيداً، والذي طرح هذا الاقتراح المؤلم هو الزوج.
وليلة (المغادرة) أطفآ أضواء منزلهما، وأدارا أسطوانة تبث الموسيقى الهادئة، وتناولا سائلاً ساماً، ليفارقا الحياة متعانقين في غرفة نومهما، وكل منهما يمسك بيد الآخر.
لا وفوق ذلك (كملا الناقص)، عندما وجدا في محفظة الزوج، وصية أن يدفنا معاً في تابوت كبير يتسع لهما، مرفق بشيك مالي لعمل ذلك، وفعلاً نفذوا وصيته، ولكن لو كانت أعمارهما بالعكس هي الأكبر وهو الأصغر – ألا تعتقدون أنه سوف يتحرق شوقاً (لتجديد فراشه)؟!
**
وصل إلى مدينة (ماجورو) عاصمة جزر المارشال بالمحيط الهادئ المكسيكي خوسيه سالفادور ألبارينغو، الذي أبحر من بلاده قبل أكثر من سنة وتاه في المحيط بعد رحلة شاقة فقد فيها رفيق سفره، وتمكن هو من البقاء على قيد الحياة عن طريق صيد الأسماك والسلاحف البحرية، وكان يشرب من مياه الأمطار، وإذا تعذر عليه ذلك يشرب من دماء السلاحف.
لا أدري ما هو شعورك يا عزيزي القارئ لو كنت في مكان ذلك المكسيكي، وأرجوك ألا تسألني أنا عن شعوري؛ لأنني في هذه اللحظة بالذات مصاب بما يشبه (النفّاضة).
**
ذكرت الصحافة الرسمية الصينية أن المخرج الكبير جانج آي مو، قد انتهك قانون (الطفل الواحد) الذي يطبق في الصين لخفض عدد المواليد، لهذا غرموه بنحو 7 ملايين يوان –أي (1.2) مليون دولار، نقلاً عما ذكره محامي المخرج الكبير.
عندها تذكرت رجلاً في السعودية لديه (11) ابناً وابنة – وهذا ليس بمستغرب، فهناك رجال كثر لديهم مثل هذا العدد وأكثر، وهو أمر طبيعي.
غير أن الكارثة أن جميع أبنائه وبناته (من ذوي الاحتياجات الخاصة)، وزوجته الآن حامل بانتظار المولود الثاني عشر؛ لأن الزوج ما زال مصراً على أمل أن يحظى بمولود (صحيح) حتى لو أدى الأمر أن تحمل زوجته 20 مرّة.
هذا الرجل لو كان في الصين، ما المبلغ الذي سوف يغرمونه إياه؟!