بقلم : مشعل السديري
مقالي اليوم (تربوي)، مع أنني لا أنتمي لهذا الجانب الرائع بأي صلة، فالتربية النموذجية مشرّقة وأنا مغرّب، ومع ذلك أحب أن أحشر نفسي فيه، على مبدأ (يا صابت يا خابت) – لهذا أعتذر مقدماً.
ومن قراءتي المتأخرة: فقد أظهرت دراسة أجراها علماء برازيليون أن هناك 8 إهانات يمكن أن تدّمر معنويات الطفل، وتؤدي لإغلاق مخيّلته الخصبة وتجعله يعيش في حالة نفسية سيئة، وذلك في حال وُجهت إحدى هذه الإهانات إليه عند ارتكاب خطأ ما.
وعلى سبيل المثال فمن بين هذه الإهانات إطلاق ألقاب مشينة عليه، كأن يقال له إنه قزم أو كبير الرأس، إضافةً إلى الكلمات الجارحة التي تُشعره بالدونيّة وتجعله جباناً في المستقبل.
وكذلك ضرب الطفل بشكل عنيف والتهديدات المستمرة، قد تخلق عنده نوعاً من الخوف المَرضي عندما يكبر، وتنمّي لديه روح الانتقام.
أو التعذيب النفسي الشديد، كوضعه في الظلام أو الترديد على مسامعه أنه لا يصلح لأي شيء، وأخيراً حرمانه من حقوقه الطفولية كاللعب والخروج مع أصحابه.
وبما أنه في عالم الفنون والآداب، هناك مدرسة يقال لها: أدب أو فن (اللامعقول)، فقد حذت التربية عند البعض حذو هذه المدرسة للأسف، وسوف أضرب لكم مثلاً واحداً من هذا الاتجاه أو الأسلوب العبيط، لتضعوا أياديكم على رؤوسكم من شدّة العجب، مثلما فعلت أنا.
ومن الأخبار التي وردت أن سيدة صينية أقدمت على الكذب على ابنتها لمدة 13 عاماً، حيث ادّعت أن الوالدة (الحقيقية) لها توفيت منذ 10 سنوات، وأرجعت الأم التي تُدعى (شين) هذا السلوك الذي اتّخذته إلى حالة من القلق انتابتها من أن ثروة زوجها (شينغ) قد تُفسد ابنتها وتجعلها متكبرة.
ولم تعترف الأم بالحقيقة إلاّ بعد أن تخرجت البنت في الجامعة وعملت في إحدى الشركات، وذلك بعد مرور 13 عاماً، وصرّحت الأم بأنها غير نادمة على خداع ابنتها، قائلة: (ابنتي فتاة جميلة وناجحة مهنياً وتحصل على راتب شهري كبير).
أما اللعنة الحقيقية الثانية فهي: عندما أُدين زوجان أميركيان بتجويع ابنتهما بالتبنّي وضربها حتى الموت، فقد جوّع (لاري وكاري ويليامز) من ولاية واشنطن ابنتهما (هنا ويليامز) وضرباها إلى أن فارقت الحياة في الساحة الخلفية لمنزلهما.
وقال محامي الدفاع عن الأبوين إنهما قدّما مثالاً سيئاً عن دور الأب والأم، لكنهما مع ذلك ليسا مجرمين لأنهما لم يتعمدا القتل وإنما مجرّد الضرب!
هل تصدقون... لقد أُطلق سراحهما!