بقلم : مشعل السديري
إليكم هذه القصة العجيبة لرجل ياباني يدعى تاكبو أوساهبرا الذي كان يتساءل دائماً عن سر تقدم الغرب عن الشرق، إلى أن وجد إجابة بسيطة وهي المحرك، وإذا عرفت كيف تصنعه وضعت يدك على السر.
فخرج من اليابان إلى ألمانيا في بعثة ليدرس علم الميكانيكا والمحركات، وأن ينهض بأمته، لكنه فوجئ بأن الغرب لا يدرس الأجانب إلا نظريات على ورق، وهو يريد أن يتعلم الصناعة بحذافيرها، يقول الرجل: وبحثت عن معرض يقام في إيطاليا للصناعات، وذهبت إلى هناك، وتقدمت للالتحاق بمصنع لصهر الحديد والنحاس والألمنيوم، ووافقوا على التحاقي وكاد عقلي يطير من شدة الفرح، وبدلاً من أن أعد رسالة للدكتوراه، كما أرادها أساتذتي الألمان تحولت إلى عامل ألبس بدلة زرقاء، وأقف صاغراً إلى جانب عامل صهر المعادن الغربي، وكنت أطيع أوامره وكأنه سيد عظيم، حتى كنت أخدمه وقت الأكل مع أنني من أسرة ساموراي، وهي من أعرق الأسر في اليابان.
كنت أعمل ما بين عشر وخمس عشرة ساعة في اليوم وبعد انتهاء يوم العمل كنت آخذ نوبة حراسة، وخلال الليل كنت أراجع قواعد كل صناعة، ويكمل قصته قائلاً: ثم سمع بي دومينيكا إمبراطور اليابان ورغب في رؤيتي، وكان ردي: إنني لن أتشرف وأستحق مقابلته إلا بعد أن أنشئ مصنعاً كاملاً للمحركات، واستغرق ذلك مني تسع سنوات، أخذت عشرة محركات وذهبت بها إلى الإمبراطور، وقلت له هذه محركات يابانية مائة في المائة فأدرناها فاشتغلت وابتسم الميكادو وقال: هذه أعذب معزوفة سمعتها في حياتي.
هذا نموذج واحد من شباب اليابان الذين أوصلوا بلادهم إلى القمة، وبما أن الكلام يجر بعضه مثلما يقولون فهل تصدقون أن الكثير من أفراد البعثات اليابانية في طريقهم إلى أوروبا كانوا يمرون على مصر ليستفيدوا من تقدمها في ذلك الوقت.
وهل تعلمون كذلك أن شركة «تويوتا» تستعد الآن لثورة كهربائية، ببطارية شحن تستغرق 10 دقائق، ولخصت الشركة أبرز ما يميّز البطارية الجديدة في (المدى والنطاق ومدة الشحن)، موضحة أن قدرة البطارية الليثيوم أيون الجديدة التي تدعم إنتاجها من السيارات الكهربائية تسمح لها بنطاق ومدى يصل إلى 1000 كيلومتر.
إنها طفرة تكنولوجية تهدد بنزع عرش السيارات الكهربائية من أساطينها، وسوف يصل عمر البطارية المتوقع من 25 سنة إلى نصف قرن، وهي تشحن في 10 دقائق فقط لا غير، - وصب القهوة أو العرقسوس يا فليحان.