بقلم - مشعل السديري
فعلاً (رحم الله من فاد واستفاد)، أما الذي يفيد ولا يستفيد، فهو إنسان خيالي وبشره في نهاية المطاف (بالفلس)، وبعكسه الذي يستفيد ولا يفيد، فهو أشبه بمصاص الدماء (دراكولا)، وهو الذي يستحق عن جدارة أن (يعلّق من كراعينه) في ساحة عامة ليكون عبرة لأشباهه.
وما أكثر ما تغنّى العرب بالكرماء، الذين يؤثرون الناس على أنفسهم حتى لو كان فيها خصاصة، ومن هو منا الذي لم يسمع عن كرم (حاتم الطائي) مثلاً، وغيره وغيره وغيره كثيرون إلى أن تقوم الساعة، ولكي لا أكون عنصرياً، فكل شعوب العالم فيهم الكرماء والبخلاء، وسوف أطرح أمامكم ثلاثة نماذج، فيها دلالات إنسانية عميقة:
فهذا ثري هندي يدير شركة لتصدير المجوهرات، قرر مكافأة موظفيه بسيارات وشقق ومجوهرات، وهذه ليست المرة الأولى التي يقرر فيها الثري الهندي مكافأة موظفيه، حيث منح في عام سابق 1200 شخص من العاملين لديه سيارات وشققاً سكنية، تقديراً لإنجازاتهم.
وأخيراً في مناسبة عيد الأنوار الهندوسي الذي صادف عطلة نهاية الأسبوع، قدم 1260 سيارة و400 شقة وقطعاً من المجوهرات، للموظفين في شركته على (تحقيقهم أهداف الشركة)، وإذا ما كفاكم هذا، إليكم هندياً آخر:
ففي قرية ناتي التي تبعد 100 ميل عن مومباي، يقع مسقط رأس الهندي (روني سكروفالا) الذي بنى مع زوجته (زارينا) مجموعة إعلامية قبل أن يبيعها إلى مجموعة والت ديزني بمبلغ 1.4 مليار دولار، وقد قرر أن يضع الزوجان نصب أعينهما أن ينتشلوا بهذا المبلغ مليون قروي من ولاية ماهارشترا من براثن الفقر في غضون ست سنوات ومساعدتهم على بناء حياة أفضل، لهذا أقدما على بيع الجمعية.
ولا تقل الصين عن الهند في هذا المجال، وذلك عندما اصطحب الملياردير الصيني مالك الشركة المتخصصة في المبيعات المباشرة، ما يقرب من ألفين وخمسمائة موظف في وقت سابق إلى العاصمة الإسبانية (مدريد) سافروا على متن 20 طائرة وحجز من أجلهم 1650 غرفة فندقية.
والجدير بالذكر أن (لي جينيوان) قد أطلق مثل هذه الرحلات الترفيهية للعاملين عنده لأول مرة قبل خمسة أعوام حينما اصطحب 6400 من موظفيه إلى العاصمة الفرنسية (باريس) واعتبرت حينها أكبر رحلة جماعية تزور البلاد، ونقلوا على متن 54 طائرة، كما تم توزيعهم على 200 فندق، وهو يمتلك ثروة قدرها 5,9 مليار دولار – انتهى.
وختاماً اعطوني مثل ثروة أحدهم، وأعدكم انني سوف أفعل (البطيط)، غير أن عشمي هذا مثل: (عشم ابليس في الجنّة).