بقلم : مشعل السديري
في طفولتي كنت في الطائف، ولدينا حوش ملاصق للمنزل به بعض الماعز مع تيس فحل، وسمعت يوماً بعبعته العالية، وهو يلاحق عنزاً هاربة مذعورة منه، وهو يريد أن ينال منها وطره، ومن شفقتي على العنز و(غشامتي) كذلك، تصديت له أحاول أن أوقفه عند حده، (وبعدها عينكم ما تشوف إلا النور)، وإذا به يوجه لي نطحة كادت تصرعني، ومن حسن حظي أن البعض سمعوا صراخي، فسارعوا لسحبي وأنا بين الحياة والموت.
ولم يكذب الشاعر (علي بن الجهم) عندما مدح الخليفة (المأمون) ووصفه بقوله: أنت كالتيس في قراع الخطوب، وها هو التاريخ يعيد نفسه مؤكداً مقارعة التيس للخطوب في هذه الواقعة:
فقد شهدت إحدى المزارع في مركز الجلة بالرياض واقعة غريبة، حيث تمكن (تيس) من قتل ذئب، وذلك بعد أن فوجئ (مرزوق الشيباني) بذئب دخل مزرعته وبدأ بمهاجمة قطيع الأغنام، قبل أن يواجهه التيس ويغرس قرنه برأس الذئب.
وقال: إن الذئب حاول الإفلات من التيس بعد معركة حامية الوطيس لكنه فشل وانتهت الواقعة بموت كليهما، وأكد أن التيس ساهم في إنقاذ بقية الأغنام من الذئب الذي افترس العشرات منها في عدة مواقع خلال الفترة الماضية، من دون أن يستطيع أي من ملاك المواشي وحراسها إيقافه.
وبقدر ما للكلب من شجاعة وقراع، فللقرد باع طويل بالذكاء والخباثة والتسبب في المشاكل، مثلما فعل في مدينة (سبها) جنوب ليبيا، من حادثة وقعت بين قبيلتي القذاذفة وأولاد سليمان استمرت 4 أيام، وذلك عندما هاجم قرد يملكه صاحب متجر من قبيلة القذاذفة مجموعة فتيات من قبيلة أولاد سليمان، أثناء مرورهن بجوار المتجر، وقام بنزع أغطية الرأس من فوق رؤوس بعضهن، وتطور الأمر في اليومين الثاني والثالث، واستخدمت فيه الدبابات وقذائف المورتر والأسلحة الثقيلة، وأوضحوا أن عدداً من شيوخ القبائل حاولوا التدخل لتهدئة الأمر، من أجل انتشال الجثث والترتيب لهدنة، لكن جهودهم باءت بالفشل.
من جهته أوضح المتحدث باسم مركز سبها الطبي، أن المركز استقبل 16 جثة و50 مصاباً بينهم نساء وأطفال، ومن ضمنهم صاحب القرد نفسه، أما القرد الذي تسبب في كل ذلك، فقد نجا من تلك المعركة، التي أخذ يتفرج عليها من بعيد وهو جالس فوق صخرة.
الخلاصة: إنني أنصح كل واحد منكم، أن لا يغضب من أي أحد يقول له: يا تيس، فهذه مدحة وليست شتيمة، ويا سعد حظ من كانت له شجاعة التيس.