بقلم : مشعل السديري
هناك حرب غير معلنة على دول الخليج، وتركيزا بالدرجة الأولى على السعودية والإمارات، وأسلحة تلك الحرب لا تقل فتكاً وخطورة عن أشرس الأسلحة، وهي تنطلق من الشمال وتحديداً من أراضٍ سورية التي تسيطر عليها بعض القوات الأجنبية أو بعض العصابات التي تتلقى أسلحة المخدرات، لتهريبها إلى السعودية والإمارات، غير أن المسؤولين في هاتين الدولتين لم يقفوا مكتوفي الأيدي، بل تصدوا لتلك التهريبات والهجمات بشجاعة وعنف يبعثان على الإعجاب والشكر لولاة الأمر.
وقاد الحملة المباركة في السعودية وزير الداخلية الأمير عبد العزيز بن سعود بتوجيه من الملك وولي العهد، وأكد الأمير أن الحملة تحقق ولله الحمد نتائج ملموسة، مشيرا إلى أنها لا تزال في بدايتها، وأن الضربات القوية لمواجهة مروجي ومهربي المخدرات متواصلة، وستبقى حازمة ولن تترك المجال للمهربين أو المروجين بأن يستهدفوا شبابنا أو أن يعبثوا بالأمن بأي شكل من الأشكال.
وهذا المخدر أو السم القاتل هو أخطر من كل المخدرات، ويقال له: (الشبو)، ومعدل الإدمان عليه يعتبر هو الأسرع، كما يتسبب في السكتة القلبية والجلطة الدماغية والفشل الكلوي، الأمر الذي قد يؤدي إلى الوفاة، كما يمكن أن يؤدي لأعراض أخرى كالأوهام والهلوسة البصرية والسمعية والرغبة بالعزلة والشك والعصبية والعنف، وغيرها من المشكلات الصحية والنفسية.
ويعتبر مخدر الشبو المخدر الأشد خطورة، ويتميز بعدم وجود رائحة تكشف متعاطيه، وتمثل فئة المراهقين بين عمر 14 عاماً و25 عاماً الفئة الأكثر تعاطياً له.
وفي الإمارات أسفرت عن ضبط واحدة من أكبر عمليات تهريب الكبتاغون على مستوى العالم، وقد أعلن الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية عن إحباط تهريب أكثر من 13 طنا من أقراص الكبتاغون المخدرة موزعة في 5 حاويات، موضحا أن قيمتها السوقية تجاوزت 3 مليارات درهم، وتمكنت شرطة دبي من إلقاء القبض على 6 من أفراد العصابة في حالة التلبس، وضبط 86 مليونا و20 ألف قرص كبتاغون، تزن 13 طنا و763 كيلوغراما.
وجاء في الوثائقي أن العصابة حاولت تهريب حبوب الكبتاغون بطريقة مُبتكرة داخل 651 بابا مصنوعا بحرفية من الحديد السميك والخشب، وبداخل 432 لوح أثاث للديكور المنزلي مصنوعة من مادتي الجراليك والخشب غالي الثمن.
ونجحت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في الكشف عن طريقة إخفاء المواد المخدرة، واستطاعت التعرف على مسار نقل الحاويات التي تحمل الأقراص وصولا إلى ضبط المتورطين في محاولة التهريب الإجرامية. ولا يفل الحديد، إلا الحديد.