بقلم : مشعل السديري
هذه القصيدة ـ أو بمعنى أصح (الأرجوزة) مكتوبة سنة 565 هجرية الموافق 1169 ميلادية، ولكن لاحظوا ما هو مكتوب فيها، وهي واردة في كتاب (عظائم الدهور) لأبي علي الدبيزي:
عندما تحين العشرون/ قرون وقرون وقرون... يجتاح الدنيا كورون/ من فعل البشر الضالون
يخشاه الأقوياء/ ولا يتعافى منه الضعفاء... يفتك بساكني القصور/ ولا يسلم منه ولاة الأمور
لا تنفع معه حجامه/ ويفترس من أماط لثامَه... يصيب السفن ومن فيها/ وتخلو المراكب من راكبيها
تتوقف فيه المصانع/ ولا يجدون له من رادع... مبدؤه من خفاش الصين/ وتستقبله الروم بالأنين
وتخلو الأماكن من روادها/ وتستعين الأقوام بأجنادها... يضج منه روم الطليان/ ولا يشعر من جاورهم بأمان
يستهينون بأول اجتياحه/ وييأس طبهم من كفاحه... يتناقلون بينهم أخباره/ ويكتشفون بلا نفعٍ أسراره
يخشاه الأخيار والفساق/ ويدفنون ضحاياه في الأعماق
الواقع أنها اطول من ذلك بكثير ولكنني اختصرتها – ولديّ شك كبير في مصداقيتها، وأشبهها (بالغيبيات) التي لا يعلمها سوى الله، ولا أستبعد أن أحداً قد (فبركها)، وإذا أراد أحد أن يتحقق من صدقها فعنوان الكتاب موجود في أول الصفحة وكذلك التاريخ، فقط لكي تعذروني (إن صابت أو خابت)، ولا أستبعد أن تخيب هي، وأخيب أنا معها كذلك كالعادة.
***
قام فريق من الباحثين في جامعة ستانفورد بصنع ستة روبوتات تحاكي أرجل النمل تمكنت من جر سيارة تزن نحو طنين رغم أن أوزانها لا تتجاوز 100 غرام، وللمعلومية الكيلو الواحد يساوي (1000) غرام، واستوحى فريق البحث تصميم الروبوتات من النمل الذي يعمل معاً ضمن مجموعات لجر أجسام تفوقها وزناً؛ إذ لاحظ الباحثون أن النمل يعزز قوته باستخدام الأرجل الست في آن واحد، وحجم تلك الروبوتات المرصوصة بجانب بعضها بعضاً لا يزيد على حجم هذا القلم الذي أكتب به، ولو أنهم مثلاً جمعوا روبوتات تزن كيلو واحداً، لاستطاعت أن تجر طائرة أو شاحنة تزن (20) طناً – وعليكم الحساب -، إذن انتهى عصر (الكرينات) الضخمة المزعجة التي تسد الشوارع، والمجد أولاً وأخيراً لعمتنا (النملة).
***
هناك مقولة تزعم أن أعضاء جسم الرجل أقرب إلى التناسق، من أعضاء جسم المرأة – وهذا ما أكده الأستاذ (العقاد).
وما أن قرأت ذلك حتى أغمضت عيني مستعرضاً أصدقائي من الرجال، فوجدت الأغلبية هم من أصحاب الكروش، والبقية الباقية هم: (صوير وعوير واللي ما فيه خير)، وأنا من ضمنهم – والاعتراف بالحق فضيلة.