الجنرال الروسي الذي لا يغيب

الجنرال الروسي الذي لا يغيب

الجنرال الروسي الذي لا يغيب

 عمان اليوم -

الجنرال الروسي الذي لا يغيب

بقلم : عبد الرحمن شلقم

 المشكلة السودانية شديدة التعقيد على نحو لا يسهل تفكيكه. من ضمن الخيوط خيط القوات التى ذهبت للحرب فى اليمن دون أن يوافق المجتمع السودانى على قرار إرسالها، ودون أن يستطيع أحد أن يمنع حميدتى، قائد قوات الدعم السريع، من التصرف فى جنوده، بعيداً عن قيادة الجيش السودانى!. ومن المعروف أن العدد الأكبر من ضحايا الحرب فى اليمن لم يكن من اليمنيين، ولا من السعوديين أو الإماراتيين، وإنما كان من السودانيين وغيرهم من الجنود الأفارقة الذين ذهبوا للحرب دون أن يعرفوا موقف الجانب الذى يقاتلون لأجله ومدى اختلافه عن موقف الجانب الذى يقاتلونه.

ليست المشكلة أن حميدتى يتاجر فى الإبل، أو أنه لم يدخل كلية عسكرية، ولا أنه لم يلتحق بالجيش كمجند من الأساس، وإنما أن يكون بالدولة جيش رسمى وميليشيا تأتمر بأمر شخص بخلاف قائد الجيش!. ترتب على هذا الوضع أن سعى كل طرف مسلح إلى كسب ثقة هذه الدولة الخارجية أو تلك، وتوالت الوفود الرائحة إلى إسرائيل والغادية فى محاولة إقناع تل أبيب بالجدارة والموثوقية وأصبح البلد الطيب يلهث لنيل رضا الإسرائيليين الذين عاش العمر كله يراهم أعداء!.

الكارثة أن هذه الحرب ستطول ولن تتوقف حتى يتم سحق أحد أطرافها سحقاً نهائياً، لأن التمثيلية التى خاضها الطرفان منذ عام 2019 لم يعد فى الإمكان المضى فيها إلى أبعد مما وصلت إليه. فى السابق كان الطرفان يتظاهران بالتحالف، ويقدمان نفسيهما للشعب السودانى على أنهما طرف واحد، واليوم تم إسدال الستار وهدم المسرح وانكشف العرض الردىء أمام الناس فى الشارع. وما يجعل وقف إطلاق النار مستبعداً هو كيف سيجلس الطرفان مع بعضهما فى المستقبل بعد أن أعلن كل منهما رأيه فى الآخر؟، وكيف يستطيع أى منهما أن ينال ثقة الشارع السودانى وهما اللذان جعلا من شوارع المدن ساحة لضرب النار، أصيب وقتل فيها من المدنيين أكثر مما قتل من الطرفين المتحاربين!. إن ما يجرى اليوم فى السودان يمس الأمن القومى المصرى فى الصميم، وحسناً فعلت السياسة المصرية بوقوفها على مسافة واحدة من طرفى الصراع، ورغم هذا فالمهتمون بأمان السودان وسلامته يتطلعون إلى الدور المصرى القادر على إعادة التماسك إلى المجتمع الذى يتفكك بفعل مجازر المعارك التى تطال المدنيين وتخرب حياتهم. ولا يمكن إنكار أن هناك محاولات تجرى لتهميش مصر وإبعادها عن الملفات الحيوية فى المنطقة، مثل ملف غزة، إلى جانب الملف السودانى، ومن الغريب أن تدير الولايات المتحدة محادثات مع أطراف عربية وأخرى أجنبية بشأن الحرب المحتدمة فى السودان، متجنبة الطرف المصرى الذى هو فى حقيقة الأمر الطرف الأول المعنى بالموضوع والقادر على التأثير فى الأحداث لصالح الشعب الشقيق، فضلاً عن كون مصر معرضة للتأثر بما يجرى هناك.

نسأل الله أن يحفظ السودان وأهله من مؤامرات الداخل والخارج.

omantoday

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

هوامش قمة البحرين

GMT 08:30 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 08:29 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 08:28 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجنرال الروسي الذي لا يغيب الجنرال الروسي الذي لا يغيب



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab