ولادة رئاسية ولو جاءت قيصرية

ولادة رئاسية... ولو جاءت قيصرية

ولادة رئاسية... ولو جاءت قيصرية

 عمان اليوم -

ولادة رئاسية ولو جاءت قيصرية

بقلم : فؤاد مطر

قبل أن يختار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الدبلوماسي العريق جان إيف لودريان على مدى عشر سنوات بإحاطة رحبة في ضرورات أن تكون للمؤسسة العسكرية إحدى نقاط الحسم إزاء أوضاع سياسية مرتبكة، وهي إحاطة توفرت له بعدما شغل منصب وزير الدفاع، أكثر المهمات السياسية اللبنانية غرابة، كانت مهابة الرئيس الفرنسي الشاب اهتزت بعض الشيء بفعل مظاهرات أشعل في بعض ساعاتها متظاهرون حرائق في باريس ومدن عدة ثم اتسع مدى اهتزاز المهابة نتيجة حادثة قتل شاب جزائري على يد ضابط شرطة مندفع أشعلت فتيل انتفاضة الضواحي التي كانت ستنتهي كوارث متنقلة لولا حكمة جدة الشاب القتيل بمناشدتها عدم توظيف واقعة حفيدها ورقة بيد الطيف الثوري واليساري والنقابي عموماً المنتفض على النظام وحكومته.

هذه التطورات رمت بما يشبه عدم الرهان على الدور الفرنسي في أن تكون له حصة وازنة في علاج الأزمة اللبنانية التي بدأت تأخذ شكل المحنة الاجتماعية. وهذا الدور اكتسب لمحة من التألق بعدما انفرد الرئيس ماكرون دون سائر قادة أصدقاء للبنان بتلك الزيارة التفقدية على إثر التفجير النويوي (أي مصغَّر نووي) لمرفأ بيروت، وأضفت زيارته وتجواله في مناطق تأثرت بشراً وحجراً بالتفجير المحجور الكشف القضائي عنه لغاية في نفوس الفاعلين أو العارفين.

والذي زاد المهابة اهتزازاً لم يخطر في البال وحدث فيما الوسيط لودريان المكلف جمْع لبنان الممانع مع لبنان المعارض بما يدحض المقولة الشعرية «يرضى القتيل وليس يرضى القاتل». ونحن هنا لسنا في معرض التحديد مَن القاتل ومَن هو القتيل وبالعكس. وفي الوقت الذي بات الوسيط الفرنسي متأهباً للجولة الحاسمة يخوضها في ميدان العراك السياسي والحزبي اللبناني وسلاحه هذه المرة رسالة موجهة ومطبوعة إلى أعضاء مجلس النواب اللبناني. وفي وقت التأهب هذا الذي اكتسب بعض الثقة بمهمته بعدما شمل في اتصالاته، التي أنهى بها جولة استقصاء رحبة غادر بعدها لبنان، أحد رموز الصف الثاني في «حزب الله» النائب محمد رعد، حدثَ للمهابة الفرنسية التصدع النيجري الذي لم يخطر في البال وبطبيعة الحال ترك تأثيره على رموز العراك الرئاسي اللبناني بدليل أن الطيف المطمئنة فرنسا إلى اصطفافه معها سجل من التحفظات على رسالة الوسيط لودريان الممسك بالورقة اللبنانية ما قد يجعلها تُطوى في انتظار محاولة طرف غيور على لبنان ويريد إنقاذه من وهدته الرئاسية أو الترئيسية.

بصرف النظر عما إذا كان العلاج الدبلوماسي الفرنسي ليس ناجعاً بما فيه الكفاية، إلا أنه حقق إنجاز رحلة نصف الطريق وهذا تم قبل أن يخط لودريان رسالته والشبيهة بمضمونها بمذكرة إحضار إلى حسم مسألة طال تغليب الهوى والمزاج لدى الأطراف اللبنانية على تأدية الواجب، فإن التمسك بها يبقى حاجة لبنانية رغم الظروف التي أصابت مهابة الدولة «الأم الحنون» بسبب مفاجأة الجنرال النيجري الذي وضع قاعدتها وجنود هذه القاعدة ومعهم السفير وطاقم السفارة ومبناها تحت رحمة القبضة الانقلابية إلى حين... أي احتلال أملاك فرنسية قانوناً.

ما يقال عن الاستجواب المفترَض من جانب لودريان للنواب اللبنانيين وقبْله التخاطب التقريعي من جانب السفيرة الفرنسية حدثا في غيبة عابرة للحنكة ومن أجْل ذلك كان تحفُّظ حتى بعض أقرب اللبنانيين لوذاً بفرنسا. وهذه الغيبة تكررت مع الأستاذ نبيه بري برئاستيْه: رئاسة البرلمان ورئاسة «حركة أمل». وهو لو طرح مشروعه للحوار من خلال بيان صادر عنه كرئيس للبرلمان أو حتى من خلال تصريح له بالصفة المشار إليها، لكان المشروع سيلقى التأمل والترحيب ويشجع بالتالي على الأخذ به. لكن المشروع فيه الثأر السياسي والتعاطف التشاركي، ومن أجل ذلك بدا وكما لو أنه الموقف البرلماني ﻟ«حركة أمل» بافتراض في الوقت نفسه موقف «حزب الله» وبذلك فإن الأخذ به يعني التسليم بموقف طيف، أو فلنقل طائفة، وليس كما كان سيبدو لو أنه كما ذكرْنا جاء من جانب نبيه بري كرئيس لمجلس النواب وليس كمَن يمسك برئاستيْن إلى جانب أنه أحد ثنائي الطائفة زعامة.

لكن كما حال مسعى الوسيط الفرنسي يحسب الحساب للحظة قد يجد نفسه مرتبكاً ومحرَجاً في حال قرر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي كتابة الحرف الأخير في مهمة التصريف وبذلك يصبح هنالك في لبنان رئيس رسمي ودستوري واحد هو رئيس مجلس النواب، وتلك حالة لا يتمناها الرئيس بري والذي من الجائز الافتراض أنه بالصيغة التي اقترحها في الخطاب الحزبي كان كثير القلق من حدوث ذلك وأن الحل في استنفار برلماني لانتخاب الرئيس الأول للبنان. وبالرئاسة هذه إلى جانب رئاسته البرلمان تكون الرئاسة الثالثة... رئاسة الحكومة الكاملة الأوصاف وتمثل تطلعات الطائفة التي لا حزب لها ولا مقاومة ولا وضوح رؤية. وأما جمهورها فكما سائر اللبنانيين يتكلون على الله وبأنه لا بد بعد كل عسرة ميسرة وتلك حال الذين يصبرون وعلى ربهم يتوكلون... ويأملون بما يُطمئن النفوس ويُفرح القلوب مع ولادة سعيدة وإن جاءت قيصرية للرئيس المعجزة في نهاية تاسع أشهر العام الأول للبنان الخالي دون غيره من دول العالم من رئيس له في قمة السُلطة. والله المعين.

 

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ولادة رئاسية ولو جاءت قيصرية ولادة رئاسية ولو جاءت قيصرية



بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
 عمان اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 20:55 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
 عمان اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 21:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
 عمان اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 21:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

تحقيق يكشف عن تقييد "فيسبوك" للصفحات الإخبارية الفلسطينية
 عمان اليوم - تحقيق يكشف عن تقييد "فيسبوك" للصفحات الإخبارية الفلسطينية

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab