قلق يتعدى مأساة غزة

قلق يتعدى مأساة غزة!

قلق يتعدى مأساة غزة!

 عمان اليوم -

قلق يتعدى مأساة غزة

بقلم : يوسف الديني

لا يمكن فهم الضغط الأميركي والأوروبي على ضرورة إيجاد حل لمعضلة غزة، والذي مرّ بتحولات تذكّرنا بمفهوم السيولة السياسية بمعناها غير الحيوي، حيث التغيير المبني على قياس حجم المخاطر وانزلاق الفعل السياسي إلى مربع ردة الفعل، وليس اللعب وفق القواعد الأساسية، ومنها القانون الدولي والعودة للسياق الأساسي للمعضلة، وهو ما يطرح سؤال المصداقية حول الجدية والتحولات كما تم طرحه على التأييد المطلق. السيولة السياسية هي بسبب سيولة دماء الأبرياء وبطرائق غير مسبوقة، كان من أبشعها استهداف الراكضين لملاحقة بعض الطعام الذي هبط عليهم من الأعالي، بينما لم يفلح الضمير العالمي حتى في التواصل معهم على الأرض.

هناك قلق حقيقي يتعدى اليوم مسألة غزة إلى ما بعدها مما ستخلقه من مناخات غير مسبوقة للتطرف وردود الأفعال، وربما كانت واحدة من أهم صيحات التحذير ما كتبته «الإيكونوميست» قبل أيام تحت عنوان «ثمة ثورة دينية جارية في الشرق الأوسط، هل بإمكاننا النجاة من حرب غزة؟»، مفاده أن ثمة خطراً حقيقياً يهدد مكتسبات المنطقة والعالم الإسلامي في الحقب الماضية باتجاه التحديث والتطلع إلى التعايش المشترك الذي كان ثقافة في طريقها للقبول، لكنهم اليوم بحسب وصف ما يعيشون ما بعد غزة تداعيات هائلة ومنعطفاً حرجاً في قناعاتهم وإيمانهم، وهناك 400 مليون نسمة لا يمكنهم الشعور بالاطمئنان وهم يرون ما يحدث، والخوف يسيطر من عودة خطابات التطرف واستغلال الشعارات المتصلة بتأجيج الجماهير لخلق ردود أفعال ثورية ستكون بالغة الضرر، أو على الأقل سيسخر العالم التحولات الإيجابية الهائلة في المجتمعات الإسلامية في القطيعة مع التطرف وخطابات التحريض ونبذ الإسلام السياسي، وهي مواقف انتقلت من النخب إلى قطاعات واسعة، خصوصاً في جيل الشباب الذين يتطلعون لمستقبل أفضل.

الجرائم الوحشية ما زالت تضخ بكثير من السيولة عبر الأسئلة التي تتصل بالمفاهيم الأساسية من السياسة إلى العدمية إلى سيادة القانون إلى استهداف المدنيين، وبينما تتواصل الحالات الإنسانية البشعة المتصلة بالأطفال يتساءل العقلاء في الولايات المتحدة قبل غيرهم في العالم عن إطالة أمد الحرب وحجم الضحايا الذي يمكن بعده الضغط على حليفتها إسرائيل، لا سيما أن سياسات التجويع لإخضاع أهل غزة أتت بنتائج كارثية بسبب ما تبعثه في زمن الميديا وسلطة الصورة من محتوى يتسم بقسوة شديدة، ومع ذلك يدرك العقلاء أن الولايات المتحدة ما زالت اللاعب الأساسي في النظام الدولي وقواعده التي تفترض تدخلاً إنسانياً لكبح جماح هذا التجريف للمشتركات الإنسانية إن لم يكن من انتصار من أجل الضحايا، فعلى الأقل من حماية لما تبقى من الأحياء وللأجيال الشابة في المنطقة والعالم، التي حتماً لا تستوعب تعقيدات وسياق القضية، ولكنها تستجيب لانفعالاتها النفسية، التي يمكن لأي باحث أن يرصدها على شبكات التواصل الاجتماعي.

الاستثمار في المستقبل والاعتدال وثقافة التعايش يبدأ من إيقاف سيولة الدم والعدمية، وتضميده بحل دائم وشامل لقضية لا يمكن إلا أن تحل على الأرض، فالدول العربية وفي مقدمتها دول الاعتدال بقيادة السعودية تدرك جيداً عواقب الإهمال التي قد تؤدي إلى كوارث لا تحمد عقباها، عبّر عنها أحد الخبراء في شاتم هاوس «لا تمنحوا التطرف قُبلة الحياة مجدداً»!

omantoday

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

هوامش قمة البحرين

GMT 08:30 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 08:29 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 08:28 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قلق يتعدى مأساة غزة قلق يتعدى مأساة غزة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 18:46 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
 عمان اليوم - فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:35 2013 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

النجم محمد باش يهدي المغربية سكينة بوخريص عقدًا ماسيًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab