هل يدفع الديمقراطيون بميشيل أوباما في انتخابات السنة المقبلة

هل يدفع الديمقراطيون بميشيل أوباما في انتخابات السنة المقبلة؟

هل يدفع الديمقراطيون بميشيل أوباما في انتخابات السنة المقبلة؟

 عمان اليوم -

هل يدفع الديمقراطيون بميشيل أوباما في انتخابات السنة المقبلة

بقلم:إميل أمين

هل ديمقراطيو أميركا في مواجهة خوف عميق، في حال ترشح بايدن للرئاسة مرة جديدة في 2024؟

كثر الحديث خلال الأيام القليلة الماضية عن احتمالات الاستعانة بوجه ديمقراطي أكثر نضارة، وأفعل حضوراً، على الساحة الوطنية، لضمان التصدي لدونالد ترمب، هذا الذي تزداد حظوظ ترشحه، رغم حبال القضايا المتشابكة والمتقاطعة التي تلتف من حوله.

لم يكن مقال الصحافي البريطاني، تيم ستانلي، في صحيفة «التلغراف» البريطانية، هو أول إشارة لاحتمالات قيام الحزب الديمقراطي بترشيح ميشيل أوباما، أول سيدة أولى تسكن البيت الأبيض في تاريخه، بديلاً عن بايدن، وإن كان المقال عينه قد اعتبر أن الحديث جدي ويجري بين أركان الحزب.

الحديث عن ميشيل أوباما يعني أول الأمر استمرار الخط السياسي للديمقراطيين الممتد من 2008 إلى 2024، وهو خط قطعه دونالد ترمب، الأمر الذي يعتبره كثير من الديمقراطيين، بمثابة «انحراف مؤقت».

تبدو المخاوف من ترشح بايدن واسعة، لا سيما أن شعبيته لم تعد تتجاوز الـ40 في المائة، وهناك احتمالات مفتوحة لأن تتدهور أكثر، كلما تردَّت الأوضاع الاقتصادية في الداخل الأميركي، وفقد القائمون على الأمر مقدرتهم على خفض التضخم.

ولعل آخر استطلاع رأي أجرته «رويترز - إبسوس»، أظهر أن 54 في المائة من المستطلعة آراؤهم غير راضين عن أداء الرئيس، مع الأخذ في الاعتبار ما يمكن أن تؤول إليه أحواله الصحية، وصولاً إلى يوم الانتخابات.

عطفاً على ذلك، فإن هناك إشكاليات قضائية تترصد عائلة بايدن، يمكنها أن تتسبب في ضياع فرصة فوزه، ولو في الساعة الحادية عشرة من عمر الانتخابات، من جراء قضية ابنه هانتر التي تطاله بحال من الأحوال.

تظهر ميشيل أوباما على ساحة الديمقراطيين كوجه محبوب ومرغوب، بل ومؤهل كثيراً جداً فكرياً ومجتمعياً لقيادة الديمقراطيين في هذا التوقيت، وربما قيادة الولايات المتحدة الأميركية برمتها.

من المدهش التذكُّر أنه في عام 2012، ومع منتصف الولاية الأولى لباراك أوباما، كانت شعبية ميشيل تفوق شعبية أوباما نفسه، واعتُبرت بالفعل إحدى دعائمه الأساسية.

حين سكنت ميشيل البيت الأبيض، عُرفت بأنها شخصية لطيفة ودودة، لا تفارقها الابتسامة، تحب المزاح ولا تبخل بالمعانقة التي يحبها الأميركيون.

وصفت نفسها ذات مرة بأنها الأم القائد، وقد قصدت قيادة زمام ابنتيها، «ماليا وساشا»؛ فهل تضحى اليوم القائدة لعموم الولايات المتحدة الأميركية، حال قرر الحزب الديمقراطي ترشيحها؟

تبدو مؤهلات ميشيل تدفعها في طريق هذا المنصب الأرفع في البلاد؛ فهي محامية، أكاديمية، كاتبة، تخرجت في كلية الحقوق بجامعة هارفرد، ومنها حصلت على درجة الدكتوراه، عام 1988، ثم يقودها القدر للارتباط بالرجل الذي سيدخل التاريخ، كأول رئيس من أصول أفريقية للبلاد.

انخرطت ميشيل في النشاط السياسي مبكراً، كما عملت في مجال الاستشارات القانونية، وباتت اليوم من الشخصيات النسائية المؤثرة لا في الداخل الأميركي فحسب، بل على مستوى العالم أجمع.

في الأشهر الأولى لها بعد أن أصبحت السيدة الأولى، قامت بأعمال أبدى الأميركيون حالة من الرضا الواسع عنها؛ فقد قامت بزيارة مطاعم الفقراء التي كانت تقدم الطعام مجاناً لهم، كما أرسلت ممثلين عنها إلى المدارس وأيدت الخدمة العامة، ودعمت سياسات زوجها من خلال تعزيز مشروعات القوانين التي تزخم تلك السياسات.

لا يحمل ثوب ميشيل أوباما أي بقع سياسية تلطخ مسيرتها نحو البيت الأبيض، على العكس من المرشحين المتناحرين بايدن وترمب، بل يمكن القول إنها تمثل وجهاً مقبولاً لأميركا التي كانت مطمع الأمم ومراد الشعوب ذات يوم.

خلال المؤتمر الوطني الديمقراطي 2008، ألقت ميشيل كلمة سعت من خلالها إلى تصوير نفسها وأسرتها باعتبارهم تجسيداً «للحلم الأميركي»، وأوضحت ساعتها أنها هي وزوجها يؤكدان ضرورة أن يعمل المرء جاهداً لتحقيق ما يريده في الحياة، وأن كلمة الإنسان ميثاق عليه أن يفي بها، وأن يعامل الجميع بما يحفظ كرامتهم ويضمن احترامهم، حتى وإن كان لا يعرفهم أو يتفق معهم.

في كتابها الذي يحمل سيرتها الذاتية، الصادر في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2018، وحمل عنوان «Becoming»، أو «تحوُّل»، وصفت ميشيل طفولتها الصعبة، وكيف غاية حلمها كان أن تسكن منزلاً من طابقين، أو أن تكون لدى عائلتها سيارة كبيرة وجديدة بأربعة أبواب.

هذا الكتاب الذي جاء في 426 صفحة، وتُرجم إلى 24 لغة، احتل المركز الأول من حيث الطلبات على «أمازون»، وأظهر قصة كفاح مثيرة لطفلة يعاني والدها من الإعاقة على الفراش، وكيف تصل إلى هذه المكانة.

يتساءل المرء: هل قصة ترشح ميشيل أوباما أمر مدروس ومخطَّط له منذ فترة، أم أنه مجرد رد فعل عاطفي من الديمقراطيين خوفاً من الخيبات المحلقة فوق سماوات بايدن؟

غالب الظن أن هناك الكثيرين الذين كانوا على علم بدور ميشيل القادم، وإن لم تصرح هي أو زوجها أوباما به.

قبل نحو عام أكد رو غرستون، المستشار السابق للحزب الجمهوري، أن الحزب الديمقراطي سيرشح ميشيل، وفي التوقيت عينه، كان مقدم البرامج الأميركي الشهير «بوبا بوسي» يميط اللثام عن سيناريو متوقَّع، فيه سيتنحى بايدن في الأيام الأخيرة لرئاسته، فيما ستصبح نائبته كمالا هاريس رئيسة لبضعة أسابيع، ثم تظهر ميشيل على ساحة الأحداث مرشحةً للحزب الديمقراطي.

في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أصدرت ميشيل أوباما كتابها الثاني، الذي يمكننا اعتباره تهيئة لطريقها إلى البيت الأبيض، وقد حمل عنوان «The Light We Carry»، أي «النور الذي نحمله»، والذي يمكن اعتباره دستوراً إنسانياً للتصالح والتسامح مع الذات ومع الآخرين، والقراءة المعمقة له تقول كأنها كتبته خصيصاً لإصلاح ذات البين بين أميركا المنقسمة من حول نفسها.

هل هو وقت إزاحة ترمب وبايدن والبحث عن وجوه أميركية جديدة قادرة على استنهاضها من كبواتها المعاصرة؟

ربما يحتاج الأمر لإبرام اتفاق مسبق من الرئيسة القادمة تعفو بموجبه عن بايدن وترمب، ويطلقها في صحراء النسيان، لتبدأ أميركا مرحلة «البحث عن النور الذي فيها».

 

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يدفع الديمقراطيون بميشيل أوباما في انتخابات السنة المقبلة هل يدفع الديمقراطيون بميشيل أوباما في انتخابات السنة المقبلة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
 عمان اليوم - علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 14:38 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab