هل يخسر الجمهوريون رئاسة 2024

هل يخسر الجمهوريون رئاسة 2024؟

هل يخسر الجمهوريون رئاسة 2024؟

 عمان اليوم -

هل يخسر الجمهوريون رئاسة 2024

إميل أمين
بقلم - إميل أمين

غطت أحداث الشرق الأوسط في الأيام الأخيرة على غيرها من أخبار، وبنوع خاص السباق الحزبي الأميركي لجهة البيت الأبيض، وانتخابات الرئاسة 2024، وربما سيترك الدور الأميركي الرسمي، في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي هذه المرة، بصمات واضحة على سياقات الحملات الانتخابية هناك.

مهما يكن من أمر، وكما أسلفنا أنها واحدة من أغرب الانتخابات المليئة بالمشاهد التي لم يألفها الناخب الأميركي؛ ذلك أن المواجهات لم تعد قاصرة على الحزبين الكبيرين، الجمهوري والديمقراطي فحسب، بل إنها تمتد داخل كل حزب على حدة؛ فالجمهوريون لم يعودوا على قلب رجل واحد، والديمقراطيون بدورهم ينسحب عليهم الشأن ذاته، بل ربما بات حالهم أسوأ.

هل يبدو الحزب الجمهوري مهدداً بخسارة الانتخابات الرئاسية 2024، لا سيما بعد الانقسام الواضح الذي تمثل في عزل رئيس مجلس النوب، كيفن مكارثي، وفي سابقة برلمانية تاريخية؟

مؤكد جداً أن هناك حالة من الفوضى والتخبط تعمّ أركان الحزب من الداخل؛ ما ينذر بتكرار سيناريو الخسارات المتتالية في الانتخابات الأخيرة، من عند خسارة البيت الأبيض في 2020، ومعه السيطرة على الكونجرس، وصولاً إلى النتائج الهزيلة لانتخابات التجديد النصفي 2022، وإخفاق حملة «السماء الحمراء» التي تغطي أميركا.

اكتشف الجمهوريون في مجلس النواب أن هناك اتفاقيات ما ورائية جرت بين مكارثي وبين الأقلية الديمقراطية، وإن كان الهامش بسيطاً جداً؛ إذ يبدو أن الرجل قدم تنازلت ووعوداً غير علنية، لتعزيز فرص انتخابه رئيساً للنواب.

بينما الأمر الأشد خطورة ووعورة، القول بأنه اتفق سراً مع الرئيس بايدن وإدارته الديمقراطية، على تسهيل الوصول لقرار يمنع الإغلاق الحكومي لمدة 45 يوماً، على خلاف المتفق عليه داخل الحزب من الامتناع عن قبول أي موازنة مؤقتة حتى ولو قاد الأمر إلى الإغلاق.

يفيد ما فعله مكارثي، بأنه قدم طوق نجاة لبايدن، والمحتاج إلى الكثير من تلك الأطواق لانتشاله من مخاطر الغرق السياسي، تارة من أزمات الاقتصاد الداخلي ومخاوف ارتفاع نسب التضخم، وتارة أخرى من جراء فضائح ابنه هانتر التي تطاله دون شك، وثالثة بسبب التورط الأميركي في الحرب الأوكرانية؛ الأمر الذي تجلى في تدني شعبيته.

ما أقدم عليه مكارثي من تحالفات في الخفاء مع الديمقراطيين في قضية إقرار موازنة مؤقتة، ربما يعطي دلالات على ما ستشهده الانتخابات الرئاسية من انقسامات داخل الحزب نفسه، وبخاصة في ظل الحضور الطاغي للرئيس السابق ترمب، مرشحاً متقدماً على المرشحين كافة.

لا يبدو ترمب حجر زاوية في طريق الجمهوريين للبيت الأبيض واسترداده من أيدي الديمقراطيين، بل حجر عثرة، ومع ذلك فإن جميع استطلاعات الرأي، وحتى بعد المناظرة الثانية، تجعله المرشح الفائز بأعلى نسب تصويت.

غير أن ترمب في الوقت عينه، محمل بأعباء ثقيلة جداً، تتمثل في محاكمات مفتوحة، لا يعلم أحد إلى أين ستؤول، وهل ستتم إدانته جنائياً عما قريب، وكيف سيكون الحال إذا تم انتخابه مرشحاً للحزب؟

يخلق ترمب بدوره حالة من الجدل الكبير والخطير بين صفوف الحزب المنقسم اليوم بين تيارين، أحدهما محافظ جداً، وآخر تقليدي؛ ما يعني أن ترمب ليس هو رجل الحزب المرشح للبيت الأبيض بإجماع، فالخلاف عليه بين القواعد الرئيسية للحزب قائم وقادم.

يدرك ترمب أن جمهور حزبه في الداخل الأميركي ينظرون إليه بوصفه ضحية مؤامرة ديمقراطية؛ ولهذا يحصد شعبية هائلة، لكن مخاوف لدى الرجل من أن تقود الصراعات الداخلية بين الجمهوريين أنفسهم؛ إلى أن تتشتت جهودهم وتذهب ريحهم عما قريب، ويفقدوا بذلك الرئاسة القادمة والمحتمل أن تكون من نصيبه.

في أعقاب عزل مكارثي تساءل ترمب: «لماذا الجمهوريون منقسمون دائماً عوضاً عما أسماه، مواجهة اليسار الديمقراطي، الذي يدمر الولايات المتحدة»؟

المخاوف من فقدان الجمهوريين المكتب البيضاوي 2024، تجلت بالقدر نفسه في تصريحات نائب الرئيس السابق مايك بنس، الرجل شديد الاستقامة، بحسب وصف ترمب له، والذي صرح بأنه يشعر بخيبة أمل عميقة؛ لأن حفنة من الجمهوريين تتعاون مع جميع الديمقراطيين في مجلس النواب للإطاحة برئيسه.

بنس يرمي بنظره بعيداً جداً، حيث الأسر الأميركية المعرّضة لمخاطر اقتصادية عالية في هذه الأوقات المأزومة اقتصادياً، وكيف ستمضي اتجاهاتها الانتخابية، وهي ترى الجمهوريين على هذا النحو من الاضطراب الكفيل بدفع البلاد في حالة من عدم الاستقرار المقلق للغاية، وقد يكون العقاب عبر صناديق الاقتراع في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

هل من قضايا أخرى عمقت الشرخ الحادث في جدار الحزب الجمهوري؟

المؤكد، أن الصراع الروسي - الأوكراني قد لعب دوره في هذا الإطار، وبخاصة بعدما بات من الواضح أن الجناح المحافظ في الحزب غير راضٍ عن الدعم الكبير الذي تلقاه زيلينسكي، رغم إخفاقه في التقدم لجهة روسيا وتخليص الأراضي التي اقتطعت من بين يدي بوتين.

لكن على جانب آخر، نشاهد الجمهوريين التقليديين، أمثال زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، يدعم مثل هذه المساعدات، ويعدّها ضرورية لبلد محاصر مثل أوكرانيا، حيث لا بد من وقف تقدم بوتين، وإلا فإنه ربما سيكرر ما فعله هتلر انطلاقاً من بولندا.

هل حال الديمقراطيين أفضل بكثير من الجمهوريين؟ إلى قراءة قادمة.

omantoday

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

هوامش قمة البحرين

GMT 08:30 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 08:29 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 08:28 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يخسر الجمهوريون رئاسة 2024 هل يخسر الجمهوريون رئاسة 2024



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 10:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab