المؤامرة التي تستهدف السودان

المؤامرة التي تستهدف السودان!

المؤامرة التي تستهدف السودان!

 عمان اليوم -

المؤامرة التي تستهدف السودان

بقلم - عثمان ميرغني

 

الزيارة التي أجراها هذا الأسبوع الفريق شمس الدين كباشي، عضو مجلس السيادة، نائب القائد العام للقوات المسلحة السودانية، وبرفقته وزير الدفاع الفريق يس إبراهيم، إلى دولتَي النيجر ومالي تسلِّط الضوء مجدداً على واحد من أخطر ملفات الحرب الدائرة حالياً. فالجيش السوداني لا يحارب «قوات الدعم السريع» وحدها، بل يواجه معها موجات من الدعم البشري القادم عبر الحدود ممن يسمون «عرب الشتات الأفريقي»، ومعهم أحلامهم وتطلعاتهم في وطن داخل السودان.

هناك مقاطع فيديو عديدة توثِّق وصول مجموعات كبيرة متتالية من المسلحين القادمين من تشاد وأفريقيا الوسطى والنيجر ومالي ضمن ما يسمى «الفزع» للقتال إلى جانب «قوات الدعم السريع» سواء في دارفور أو كردفان أو إقليم الجزيرة والخرطوم. أضف إلى ذلك عشرات الفيديوهات التي يتحدث فيها منسوبو «الدعم السريع» عن تطلعهم للهجوم على مدن في شمال السودان، وملاحقة سكانها وطردهم من بيوتهم. وقبل أيام فقط كان هناك مقطع فيديو متداوَل لأحد كوادرهم القيادية يشن فيه هجوماً عنيفاً على أهل الشمال متوعداً إياهم بالطرد قائلاً إنهم قادمون إليهم «وسننتهي منكم، وأنتم أصلاً لستم سودانيين، وليس فيكم من لديه جذور في هذا البلد... هذا بلدنا».

الفريق ياسر العطا، مساعد القائد العام للقوات المسلحة، تحدث عن هذا الخطر في تصريحات له الشهر الماضي وصف فيها ما يحدث في السودان بأنه «غزو أجنبي من عرب الشتات» مدعوم من بعض الدول. وأشار إلى المخطط الرامي لإنشاء وطن لعرب الشتات المنتشرين في غرب أفريقيا، على أن يكون هذا الوطن في دارفور على حساب سكانها الأصليين، قائلاً إن «الدخول إلى الفاشر هدفه إعلان الوطن لعرب الشتات، ونحن سنقاتل لو سقطت الفاشر أو لم تسقط، ولن نترك شبراً من أرض السودان لعرب الشتات إطلاقاً».

هذا البعد يعطي معركة الفاشر، الدائرة الآن، أهمية وخطورة في مجرى الحرب بأبعادها الظاهرة والخفية. فالمدينة إلى جانب أهميتها التاريخية والاستراتيجية، أصبحت آخر مدينة رئيسية في إقليم دارفور لا تخضع لسيطرة «قوات الدعم السريع» التي اجتاحت عواصم ولايات الإقليم الأخرى وهي: زالنجي والضعين والجنينة ونيالا. من هنا فإن «قوات الدعم السريع» حشدت قوات كبيرة مدعومةً بالمستنفرين القادمين من دول الجوار وعرب الشتات لاجتياح المدينة لأن ذلك سيعطيها السيطرة على إقليم تقدَّر مساحته بخُمس مساحة السودان، ويمتلك موارد وثروات هائلة، وحدوداً مفتوحة على ثلاث دول (ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى)، تسهِّل تدفق السلاح والبشر، ويملكها ورقة مهمة للتفاوض أو للانفصال في خطوة تفتح الباب أمام أحلام عرب الشتات التي تضخمت بعد الحرب وبات الحديث عن مشروع دولتهم يتردد على ألسنة كثيرين منهم، كما هو الحال بالنسبة إلى مجاهرة شخصيات معروفة، لا سيما في تشاد، بالدعوة لمساندة «الدعم السريع» والقتال إلى جانبه. أحد هؤلاء تحدث في أبريل (نيسان) الماضي عن الاصطفاف وراء «الدعم السريع» لإكمال بقية المشوار «بحكم وحدة الانتماء والمصير، وعديد من القواسم المشتركة التي تربطنا كانتماء ومصير وهدف ومشروع». كما أنه عدّ «الدعم السريع»، «مشروع وجود لهذه الأمة»، مبشراً بأن هذا المشروع «منذ تأسيسه ما كان كبيراً وقوياً مثل ما هو عليه الحال اليوم».

أحلام «عرب الشتات الأفريقي» في وطن ليست جديدة، مثلما هو الحال بالنسبة إلى هجرات أعداد منهم إلى دارفور في فترات وسياقات مختلفة. وقد برزت فكرة جمع القبائل العربية في دارفور في جسم واحد خلال الثمانينات فيما عُرف وقتها بـ«التجمع العربي»، لكنها تراجعت بعدما واجهت انتقادات واسعة وقتها واتهامات بتأجيج الصراعات القبلية والإثنية في الولاية التي تتعايش فيها مكونات مختلفة. وعلى الرغم من أن الكلام عن هذا التجمع تجدد في التسعينات فإن موضوع دولة عرب الشتات برز إلى السطح مع اندلاع الحرب الراهنة.

لقد كانت هناك شعارات كثيرة أُطلقت إبان هذه الحرب مثل «محاربة الفلول»، و«القضاء على دولة 56»، و«ثورة الهامش»، سيطرت على الخطاب الدائر وحجبت الرؤية عن جوانب أخرى أخطر تهدد كيان الدولة، بل وجودها. فالحرب قد تكون اندلعت صراعاً على السلطة في الخرطوم، لكنها اكتسبت أبعاداً أخرى، وتداخلت فيها أجندة وحسابات ومصالح متعددة، أخطرها بالتأكيد تغذية أحلام ومطامع إقامة دولة لعرب الشتات الأفريقي في السودان بالسيطرة عليه كله إن أمكنهم دحر الجيش، أو على جزء منه في سيناريو التقسيم الذي رأيناه في دول أخرى وفي السودان ذاته في ظروف مختلفة.

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المؤامرة التي تستهدف السودان المؤامرة التي تستهدف السودان



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:01 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الاسد

GMT 21:16 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab