غزة تتكلم بكل لغات العالم

غزة.. تتكلم بكل لغات العالم !

غزة.. تتكلم بكل لغات العالم !

 عمان اليوم -

غزة تتكلم بكل لغات العالم

بقلم : فيصل مكرم *

▪︎جيشُ الاحتلال قتل نحو 20 ألفًا من سكان غزة بينهم نحو 8 آلاف طفل و6 آلاف امرأة، وجرح أكثر من 50 ألفًا، ودمّر أكثر من 70 بالمئة من قطاع غزة، خلال 67 يومًا من القصف والتدمير والقتل الجماعي، بهدف تحرير الرهائن الإسرائيليين لدى كتائب المُقاومة، والقضاء على حماس، وحين واتت هذا الجيش فرصةٌ -لتحرير أحد جنوده الأسرى- تم قتله برصاص من جاؤوا لتحريره، فهم بدورهم سقطوا بين قتيل وجريح برصاص المُقاومين الأبطال وترك بقيتُهم جثةَ الأسير، ولاذوا بالفرار، ويقول مسؤولون في حكومة الاحتلال ومُراقبون: إن حكومة الحرب دفعت بالجيش بعد هزيمة السابع من أكتوبر إلى خوض حرب انتقامية، اعتمدت على تدمير غزة وقتل سكانها، بغطاء أمريكي وغربي غير مسبوق، وحين قررت الاجتياح البري، لم يكن لدى الجيش الإسرائيلي أية خطة تُحدد له ما سيقوم به غدًا، وبالتالي لا يُمكنه تحقيق أي نصر على المدى المنظور كما تقول صحف أمريكية مرموقة نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين، ما يؤكد أن هذا الجيش يُجيد قتل الأطفال والنساء وإهانة المدنيين وتدمير المنازل والمدارس والمشافي، فيما يعجزُ عن تحقيق نصر عسكري على ساحات المواجهة مع كتائب المُقاومة في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، حيث يتكبد يوميًا خسائر فادحة، في صفوف جنوده وضباطه وعتاده المُتطور جدًا، ولا تزال صواريخ المُقاومة تنهال على عاصمة الاحتلال ومُستوطناته دون توقف.

▪︎وفي هذا السياق بات جيش الاحتلال عنوانًا عريضًا يتصدر مشاهد الإبادة الجماعية في غزة بأنه جيش يقتل الأطفال، ويرتكبُ جرائم نازية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، لم يشهد لها التاريخ مثيلًا من قبل، كما أن ما تقوم به قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين العزل -في الضفة الغربية- من قتل واعتقالات وتجريف للمنازل والمزارع ومُداهمات عشوائية، والسماح للمُستوطنين بحمل السلاح وقتل أي فلسطيني لمجرد أنه فلسطيني، كلها جرائم بحق الإنسانية وتتم في إطار مُخطط إسرائيلي لتهجير الشعب الفلسطيني عن أرضه، وهذه الجرائم والمجازر التي يرتكبها قادة الاحتلال لم تعد وصمة عار في جبين الإنسانية فحسب، وإنما باتت تنعكس على واشنطن وحلفائها على اعتبار أن واشنطن تقدم لإسرائيل الغطاء الدولي والدعم العسكري والمادي لترتكب جرائمها غير عابئة بأي مبادئ لحقوق الإنسان وحق الشعوب في التحرر من الاحتلال وتقرير مصيرها.
▪︎حركة المُقاومة الفلسطينية بكل فصائلها وتوجهاتها لها الحق الأصيل في مُقاومة الاحتلال، ولا يمكن القول بأنها تخوض مواجهة مع المُحتل بالوكالة أو نيابة عن قوى خارجية، ولم يسبق أن تجاوز المُقاومون الفلسطينيون حدود وطنهم، لخوض حروب الآخرين هنا أو هناك، وعلى واشنطن وإسرائيل التوقف عن محاولات نزع هُوية القضية الفلسطينية من أصحابها، ومن وجدان الشعوب العربية والشعوب المُحبة للسلام والحق والعدالة الإنسانية، ولعل مُخطط إسرائيل لجهة تهجير الشعب الفلسطيني، يصب في هدف إفراغ القضية الفلسطينية من ركائز قوتها – بتأييد واشنطن منذ زمن بعيد – وما تقوله واشنطن عن رفضها تهجير الفلسطينيين ليس أكثر من ذرٍّ للرماد في العيون، وعليها أن تُدركَ أن حرب الإبادة الصهيونية في غزة لا بد أنها ستتدحرج مثل كرة الثلج إن لم تتوقف إسرائيل عن جرائمها، بأن خيارات تحوّلها إلى صراع إقليمي ودولي لن تتمكن من منعه، وأن حرب الإبادة الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني جعلت قطاع غزة يتحدث بكل لغات العالم، ويعكس ازدراء الشعوب من سياسة الكيل بمكيالين والسقوط الأخلاقي في مُناصرة مُحتل مُجرم دموي في إبادة شعب كل ذنبه أنه يُقاوم المُحتل ويُطالبُ بدولته على أرضه والعيش بكرامة.


فيصل مكرم صحفي وكاتب يمني*

 

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة تتكلم بكل لغات العالم غزة تتكلم بكل لغات العالم



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab