بقلم:أمينة خيري
جدول الانتخابات الرئاسية المرتقب تم الإعلان عنه. والتوقيتات تم تحديدها. الجولة الأولى فى ديسمبر، والثانية- فى حال كانت هناك جولة ثانية- فى يناير. والتفاصيل كلها فيما يختص بالمرشحين، وشروط الترشح، والتوكيلات، وموعد إعلان النتائج وكل ما يتعلق بتفاصيل لوجستية خاصة بالانتخابات المهمة- إن لم تكن الأهم- فى تاريخ مصر تم إعلانها وشرحها بالتفصيل من قبل الهيئة الوطنية للانتخابات. ويظن البعض أن الإعلان عن التفاصيل سيضع حدا للهبد العنكبوتى والرزع غير العنكبوتى، لكن البعض مخطئ، فكل من الهبد والرزع مكتوب لهما الاستمرار لأن كل الأعين ستكون منصبة على مصر والمصريين، ولأن ما يجرى فى مصر دائما وأبدا يظل أمرا محوريا للمنطقة والعالم سلبا أو إيجابا حتى وإن حاول خبثاء التلميح غير ذلك، ولأن أوضاع البلاد الحالية تحتم أن يكون الاهتمام بأشكاله وألوانه وأهدافه ومآربه مركزا علينا وعلى ما سنفعله فى الأشهر القليلة المقبلة. وبعيدا عمن سيترشح، ومن لن يترشح، ومن سيحق له الترشح بحسب اللوائح المعلنة والمعروفة، ومن قال إنه سيترشح لكنه لن يترشح، ومن بدأ يمضى قدما فعلا فى إجراءات الترشح، وماهية ما يجرى بين الأحزاب المصرية خلف الأبواب المغلقة والنوافذ نصف المفتوحة، والمفاجآت التى حتما ستطل علينا فى الأيام والأسابيع القليلة المقبلة، فإن هذه الانتخابات فرصة ذهبية لتتصدر مصر الأخبار- التى ستتصدرها شئنا أو أبينا- بشكل جيد، وتحوز الاهتمام العالمى الذى تستحقه، لكن الأهم هو أن يجدد المصرى شعوره بالانتماء لهذا البلد، وإيمانه بالأمل فى مجرياته، واليقين بأنه مشارك ومساهم
وليس مشاهدا أو متفرجا فى صناعة مساره. وهذا لن يتحقق إلا بثقة متبادلة بين المواطن والدولة فى قدرة كل منهما على إنجاز واجبيهما. الدولة فى التنظيم والمتابعة والمراقبة، والمواطن فى الفهم والاستيعاب والتفكير لنفسه واتخاذ القرار والاختيار الذى يعتبرهما الأنجع لتحقيق الصالح العام. أما الهبد والرزع المتوقعان، بل والمؤهلان للتصاعد والتفاقم لدرجة الاشتعال مع مرور كل يوم يقربنا من موعد الاستحقاق، فلا ينبغى أن يكونا مدعاة لقلق كل من لديه قدرة على التفكير والبحث والقياس والفهم، دون تحرير «توكيل اختيار» لآخرين. الاختيار لن يكون صائبا أو يصب فى مصلحة الصالح العام طالما بيننا من يلجأ إلى كل من هبوا ودبوا على الـ«سوشيال ميديا» للتأثير على عقولنا وهم لا يعتمدون إلا على إعادة تدوير لما يهبد به آخرون، أو لبث ما من شأنه أن يحدث الفتنة أو يزرع الريبة أو يروج لتصويت انتقامى أو كيدى، أو أولئك المعروفة مهامهم على مدار عشر سنوات، أى منذ عام 2013 ليهدموا ويخربوا. المؤكد أن هناك على هذا الأثير العنكبوتى الذى يتسع للكوكب من يقدم محتوى يستحق التفكير وجدير بالمتابعة، لكن التفريق بين الصالح والطالح، والفاهم ومدعى الفهم، والمتجرد والموجه يحتاج وعيا وثقافة وقدرة على التفكير المنطقى المستقل المبنى على وعى، وهذا يحتاج وقتا وجهدا لأنه لا يأتى من فراغ. ولحديث الانتخابات بقية