بقلم:أمينة خيري
نطرح، اليوم، أسئلة بغرض التسلية وتمضية الوقت فى هذا الحر الشديد. هى بديل لألغاز زمان وحزّر فزّر، التى يقول عنها مبتكروها إنها تجمع بين الذكر والمرح وحب الاكتشاف. سيارة تسير عكس الاتجاه، دهست شخصًا، نناشد القائد ألا يكرر فعلته، ثم نتركه يمضى فى سلام؟، نؤنب الشخص ونوجه إليه رسالة شديدة اللهجة قوامها ألا يعاود المشى أمام سيارة تسير عكس الاتجاه؟، نمنع سير السيارات، كل السيارات؟.
زفة عبارة عن عشر سيارات تحمل العريس والعروس والأهل والمدعوين. يجامل قادة السيارات أصحاب الفرح، فيأتون بحركات جنونية وأخرى بهلوانية، تقع سيارة فى النهر، وتصطدم أخرى بحاجز أسمنتى، وتقتل ثالثة عددًا من المارة، نضرب كفًّا بكف ونقول: قدّر الله وما شاء فعل؟. نصدر بيانًا يحذر المواطنين من التواجد فى محيط الزفاف؟، نمنع الزواج لمدة عام؟.
تتكبد الدولة الكثير من الجهد والفكر والعمل والمال، وتخصص نظامًا يحصل بمقتضاه أصحاب الإعاقات على حق شراء سيارات معفاة من الجمارك، كالعادة يبدع البعض فى أنظمة النصب وسبل الاحتيال، فيتحول جزء من المنظومة إلى تجارة غير قانونية، ويسطون على حق المعاقين بالتعاون مع بعض الموظفين من معدومى الدم والضمير والأخلاق، نحبس المعاقين؟. نناشد النصابين تخفيف حدة النصب؟. نوقف المنظومة برمتها، وعلى المعاقين المستحقين ضرب رؤوسهم فى أقرب حائط؟.
يدرس طلاب مواد دراسية بالغة الأهمية ولا تستوى بدونها أى عملية تعليمية، لكن نظام التعليم يشوبه الكثير من المشكلات والمعضلات منذ عشرات السنين، يأتى أحدهم ويضع قواعد إصلاح ذات جذور تحتاج صبرًا وعزيمة وإرادة حتى تبدأ فى أن تؤتى ثمارها، يعترض الأهل، ويدبدب أباطرة الدروس الخصوصية بأقدامهم على أرض الوطن، فنلغى الفكرة، ونعود إلى ما كانت عليه الأمور، وحين تطل مشكلات المنظومة برأس بالغ القبح، ويتضح أن الطلاب يحفظون ويصمون ويسكبون ما حفظوه على ورقة الامتحان، وتبقى محصلة التعلم فى أدمغتهم صفرًا، ماذا نفعل؟. نصر على إصلاح المنظومة حقًّا دون الحاجة إلى إعادة اختراع العجلة، حيث نقتدى بدول تشبهنا اقتصاديًّا، وتمكنت من إصلاح التعليم؟. نناشد الطلاب أن يحبوا التعليم ويحترموا المعلم؟. نلغى المواد الدراسية التى تجلب علينا وجع الدماغ؟.
فيلم يناقش قضية حساسة موجودة فى أى مجتمع، وحساسيتها لا تَحُول دون وقوعها، ماذا نفعل بالفيلم؟. نشاهده ثم نصدر عليه حكمنا الفنى والاجتماعى ونرفض الفكرة أو نقبلها ونُخضعها للنقاش مادامت مهمة؟. يجن جنوننا، ونفقد عقولنا، ونقسم أنفسنا فريقين: الأول يصعد فوق الطاولات ويدبدب بأرجله ويُحدث جلبة رهيبة، والثانى يرمى نفسه على الأرض ويرفس ويصرخ ويولول؟. نمنع عرض الفيلم أو نقصقص مشاهده حتى يفقد تسلسل أفكاره ويخرج مهلهلًا بلا قيمة، أو نمنعه برمته استجابة للدبدبة؟.
حين تكون محبطًا أو يائسًا، ماذا تفعل؟. تقنع نفسك بأن إحباطك دليل قلة إيمان، فتؤنب نفسك وتلومها وتجلدها؟. تبحث عن أسباب الإحباط واليأس وتحاول علاجها؟. تعمل نفسك سعيدًا ومبتهجًا؟.