موعدنا الأحد والاثنين والثلاثاء

موعدنا الأحد والاثنين والثلاثاء

موعدنا الأحد والاثنين والثلاثاء

 عمان اليوم -

موعدنا الأحد والاثنين والثلاثاء

أمينة خيري
بقلم - أمينة خيري

الانتخابات الرئاسية المصرية تدق أبواب الداخل. انتهى فرز أصوات المصريين فى الخارج، ونستعد للتصويت فى أنحاء مصر أيام 10 و11 و12 ديسمبر الجارى. لا أميل كثيراً لعبارة «أهمية هذه الانتخابات» فى الإشارة لانتخابات بعينها، لأن أى انتخابات مهمة.

المهم أن يتوجه الناخب إلى لجنته، ويدلى بدلوه. البعض يقول إن الانتخابات محسومة لأسباب كثيرة من ضمنها -وليست الوحيدة- إن ما يجرى على أبوابنا (حدودنا) من تطورات بالغة الخطورة يتطلب حسماً ومعرفة ببواطن الأمور الاستراتيجية وظواهرها السياسية، لا سيما من حيث المخططات «القديمة» الجارية محاولات تطبيقها بشكل غير مسبوق على حدود مصر مع غزة، وأن مواجهة هذا الخطر الداهم لمصر والقضية الفلسطينية برمتها لا تحتمل أى تجارب.

البعض الآخر لا يعرف من قائمة المرشحين إلا مرشحاً واحداً، ولديه قناعة أنه لا مجال للمنافسة. وفريق ثالث يؤمن بضرورة وحتمية إتمام الطريق الذى سلكته مصر فى عام 2014، والأسباب التى يسوقها من يفكرون فى عدم القيام بواجبهم الانتخابى متعددة.

لكن التوجه لصناديق الانتخاب واجب. أعرف أصدقاء وأقارب كثيرين فى مشارق الأرض ومغاربها، منهم من يحمل هذه القناعة بأن المرشح الأوفر حظاً نظراً لتوافر مجموعة عوامل وأسباب هو الفائز.

ورغم ذلك، توجهوا إلى أماكن الانتخاب، مع العلم بأن أغلبهم ليسوا من هواة «الشو» والاستعراض، أو معتنقى مبدأ التأييد الأعمى. منهم من لديه انتقادات، أو له ملحوظات على قضية هنا أو أسلوب هناك، لكنهم قاموا بواجبهم الانتخابى وهم راضون، ويجمعهم إيمان بأن الواجب لا تفريط فيه، لا سيما فى تلك الأوقات الخطيرة والعصيبة التى تمر بها المنطقة برمتها، ومصر فى القلب منها والهدف من ورائها.

وراء ما يجرى فى غزة عشرات الدسائس والمؤامرات، وجميعها حقيقى هذه المرة، وليس من صنع الخيال أو وحى الأساطير.

وملحوظة على الهامش، ولكنها فى صميم الموضوع: أولئك الذين يسخرون أذرعتهم العنكبوتية على أثير منصات الـ«سوشيال ميديا» ليتهموا مصر وقيادتها ومواطنيها بقائمة طويلة من توليفة الاتهامات المتراوحة بين التقصير والتفريط والتهاون إلخ، والمطالبون لها بأن تعد العدة، وتحمل «مخلتها» وتتوجه بكامل أهبتها لتحرير الأقصى على غرار «على القدس رايحين شهداء بالملايين»، هم أنفسهم الذين سيملأون الأثير صراخاً ونحيباً وعويلاً مطالبين مصر بفتح أبوابها على مصاريعها وبناء المخيمات فى سيناء مع اشتداد واحتدام العدوان الإسرائيلى فى جنوب القطاع.

أولئك المطالبون بالشىء وضده، والمنددون بالإجراء وعكسه، والمولولون على التحرك ونقيضه، هم أنفسهم الذين سيحولون نشاطهم فى الساعات القليلة المقبلة صوب الانتخابات. هواية الصيد فى المياه العكرة عمرها 95 عاماً وبضعة أشهر، لذلك لا يتوقع أن تتوقف أو تتقلص فى المستقبل القريب. وهذا لا يعنى بأى حال من الأحوال التقليل من شأن المعارضة السياسية الحقيقية، المعارضة التى لا تلوح بسيف الدين واعتبار من يرفضها كافراً أو مشركاً أو خارجاً عن الملة. العكس هو الصحيح، سنطلب من الرئيس القادم المزيد من مساحات التعبير السياسى، وقدراً أوفر من الاختلاف، وهوامش أوسع من الحريات، ولكن بدون مكونات تخلط الحابل بالنابل.

يمكن القول إن المجازر الدائرة رحاها فى غزة، وما يتعرض له أهلها من حملة تتأرجح بين الإبادة والتهجير عبر الحدود رسخت اختلاط الحابل بالنابل. الأولوية القصوى والعظمى فيما يجرى الآن من أتون حرب القطاع هى إيقاف آلة القتل والخراب، وفى الوقت نفسه، عدم التفريط لا فى القضية الفلسطينية التى تحاول إسرائيل تفريغها وتفتيت رمقها الأخير، ولا فى السيادة المصرية وتحميل مصر ما لا ينبغى تحميلها به.

المخاطر واضحة. والتعامل بـ«غشومية» أو بحنجورية أو باندفاع سيلحق أكبر الضرر بالجميع. وأشير فى هذا الصدد إلى ما جرى فى لبنان قبل أيام، ولم يحظ بالقدر الكافى من الاهتمام نظراً لفداحة ما يجرى فى القطاع. فقد أعلنت حركة «حماس» عن فتح باب التطوع لما أسمته «طلائع طوفان الأقصى»! وصدر بيان جاء فيه أنه «تأكيداً على دور الشعب الفلسطينى فى أماكن وجوده فى مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة والمشروعة، واستكمالاً لما حققته عملية طوفان الأقصى، وسعياً نحو مشاركة رجالنا وشبابنا فى مشروع مقاومة الاحتلال والاستفادة من طاقاتهم وقدراتهم العلمية والفنية»، فإنها تدعو «الشباب والرجال الأبطال للانضمام لطلائع المقاومة والمشاركة فى صناعة مستقبل القضية الفلسطينية وتحرير القدس والمسجد الأقصى».

ويبدو أنه أمام جزع اللبنانيين وفزعهم من أن يتم جر لبنان المنهك أصلاً إلى حرب ضروس لا تخلو من شبح الاقتتال الأهلى كذلك، وهو ما فجر استنكارات لبنانية عارمة، تراجعت الحركة عن فكرتها. مصر تحتاج قيادة هادئة وحاسمة فى الوقت نفسه، تؤمن بالقضية الفلسطينية وفى ذات الوقت لا تنجرف وراء اختلاط الحابل بالنابل. نضمن الوطن أولاً واستمرار وجوده، ثم نتناقش ونتفق ونختلف فيما بيننا على أسلوب إدارته وأولويات احتياجاته. موعدنا الأحد والاثنين والثلاثاء.

omantoday

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

هوامش قمة البحرين

GMT 08:30 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 08:29 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 08:28 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موعدنا الأحد والاثنين والثلاثاء موعدنا الأحد والاثنين والثلاثاء



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 16:46 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
 عمان اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 20:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 23:59 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

احذر التدخل في شؤون الآخرين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab