العودة إلى سيوة

العودة إلى سيوة!

العودة إلى سيوة!

 عمان اليوم -

العودة إلى سيوة

بقلم : محمد أمين

مرة أخرى أعود إلى سيوة.. خلال موسم الدفن فى الرمال، المعروف بموسم السياحة العلاجية، كنا خمسة أصدقاء. تجمعنا بعد اعتذارات كثيرة، فى النهاية كانت هذه المجموعة.. فيها من يحضر لأول مرة، وهنا كانت القصة والمتعة.. أو الاشتغالة.. تحول البعض إلى معالج يشرح للجروب طريقة العلاج بالملح والرمل.. ومن يذهب إلى سيوة لا ينساها!

أحد الأصدقاء كان نجم الرحلة يتكلم ويشرح ويتقدم المجموعة ويقول أنا العمدة.. فسألته: عمدة إيه؟.. قال: أنا عمدة الجيزة أو الشرقية.. زملاء كثيرون يرون صور المجموعة على وسائل التواصل فيعلقون: خدونا معاكم.. وعندما يمر العام وتنتظر المسافرين تكثر الاعتذارات ولا أحد يصدق فى الكلام ولا الوعد!

المهم يرد صاحبنا العمدة فيقول: إنتو هتربطوا معيزكم جنب معزة العمدة؟ كلام العمدة كوم وكلام الخفر كوم تانى!

وعاش دور العمدة وقدمنا المتأخرين فى الطقوس إلى المحاكمة.. وارتدى العمدة جلبابه وقفطانه، فبدا كتاجر المواشى، فأطلقنا عليه لقب الحاج عبده تاجر المواشى، فاستحسن الاسم، ونفس اللحظة جاءت إحدى البنات فى الرحلة وقد أعجبت به وسألته: إنت بتشتغل إيه يا أستاذ؟.. كانت تريد أن تعرف ولكنه بحسه الفكاهى قال: شغال فى السوق.. قالت له: سوق إيه بجد؟ قال: سوق المواشى.. شايفه الجلابية!

وكان صاحبنا صحفيًا كبيرًا عمل أربعين عامًا فى بلاط صاحبة الجلالة، لم يبق منها غير الذكريات.. قابلت فلانًا وحاورت علانًا وكنت فى وفد كذا، وابتسم وراح يسخر من كل شىء!

كانت النكتة حاضرة، ولم نتكلم فى السياسة ولا الصحافة، ولم نقدم الدروس للجيل الجديد.. لأنها لم تنفعنا، وربما تضر الجيل الجديد. حاولت الفتاة أن تخفف عن صاحبنا آلام الحاضر فقالت: طب والنبى لايق عليك تجارة المواشى وأكسب لك.. هى الصحافة بتكسب زى المواشى. وانفجرنا فى الضحك، وبحسه الفكاهى قال: قل للزمان ارجع يا زمان، بصوت أم كلثوم!

الرحلة هذه المرة ألطف، وأصبحت لدينا خبرة الغمر فى الرمل والاستسلام لأبناء الشيخ السنوسى، وأصبح فينا ألف خبير.. كأننا جميعًا إخصائيون.. البعض يريد أن يأخذ جرعة أكبر.. والإخصائى يقول لا.. إنه علاج بحساب، هل ينفع أن تأخذ جرعة زائدة من الدواء؟

هذه رحلة استشفاء وسياحة كلها مكاسب للجسد المنهك.. لا شىء فيها يضر.. حلاوتها فى طقوسها السريعة.. يذهب إليها جميع الناس يشكون من الآلام الجسدية والنفسية ويعودون مبتسمين.

 

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العودة إلى سيوة العودة إلى سيوة



بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab