بقلم : محمد أمين
الأرجنتين لم تدفن بطلها الأسطورى مارادونا، ثم تعود وتنساه، ولكن مازال يتصدر واجهات الصحف ووسائل الإعلام رغم مرور أربع سنوات على وفاته.. وأقامت له الدولة نصبًا تذكاريًّا سيكون جاهزًا لاستقبال الزوار فى العام القادم ٢٠٢٥.
لم تغلق قضية وفاته، ولم يُسدل عليها الستار لانقضاء الدعوى.. مازالت المحكمة تنظر قضية وفاته ومحاكمة الفريق الطبى، ورفضت المحكمة طلبًا بوقف المحاكمة، وتأجلت القضية إلى شهر مارس القادم، مما يعنى أن الممرضة المتهمة سوف تحاكم أمام هيئة المحلفين، بتهمة القتل غير العمد بسبب الإهمال!.
أعلن أبناء مارادونا عن إطلاق «مؤسسة مارادونا» لتكريم إرث أسطورة كرة القدم الأرجنتينى، وكشفوا عن بعض ملامح نصب تذكارى مستقبلى فى قلب العاصمة بوينس أيرس.. وأوضحت ابنته «دالما»، خلال عرض خاص عبر منصة «يوتيوب»: «نريد أن يكون والدنا قريبًا من محبة الناس، وأن نحقق أمنية كل مَن يريد أن يُحضر له زهرة!».
هناك أجواء احتفالية رسمية وشعبية لأسطورة كرة القدم العالمية، قد تكون السنوات الماضية لها ظروفها فى الاحتفاء بمارادونا، ولكن بعد أربع سنوات، أصبح الوقت كافيًا ليكون الاحتفال مؤسَّسيًّا ومكتملًا على جميع المستويات.. هناك مؤسسة باسمه، وهناك نصب تذكارى، وهناك على مستوى القضاء عمل كبير لإنجاز الملف بشكل فيه عدالة!.
المثير أنه لو ثبتت قضية الإهمال فسيعاقب المتهمون بالسجن من ٨ سنوات إلى ٢٥ سنة.. لم تُطرح فكرة التصالح مع أبناء مارادونا، ولم تُطرح فكرة التعويض، فالقضية قضية شعب وليست قضية أهل مارادونا!.
فى حياة مارادونا دروس وعبر، خاصة للشباب، لأنه أدمن المخدرات، ولاسيما الكوكايين، فتدهورت صحته، وانتهى به الحال إلى ما صار إليه، وفقدنا أسطورة عالمية فى كرة القدم!.
باختصار.. مارادونا لم يَمُتْ، ولن يموت فى النفوس المحبة للساحرة المستديرة، فهو يحظى بمكانة كبرى فى قلوب محبيه من مشجعى كرة القدم تجعله يعيش قرنًا آخر، فمادامت الشعوب تعشق كرة القدم، وتلعبها، ستظل تذكر الأسطورة، وسيظل تمثاله يُذكرهم بنفسه فى قلب العاصمة بوينس أيرس!.