بقلم : محمد أمين
أود أن أنتقل اليوم من أسعار السلع إلى أسعار الخدمات.. خاصة خدمة الطب، التي كانت رسالة عظيمة.. فاضطر كثيرون بسبب ارتفاع قيمة الفيزيتا للهروب إلى العلاج عن طريق مقدمى الخدمة في الصيدليات.. والسؤال: هل الروشتة حق للطبيب يضع تكلفتها على مزاجه؟.. ثانيًا هل الاستشارة حق للمريض أم الطبيب يجعلها منحة لمن يشاء؟
المؤكد أن هناك قواعد للتعامل مع العيادات الخاصة حددها القانون بالتعاون مع نقابة الأطباء.. ومعروف أن المريض يتردد على العيادة مرتين.. الأولى بكشف مدفوع والثانية استشارة مجانية محددة ومعروفة طبقًا للقواعد والضوابط وميثاق الشرف.. ولا يصح أن يدفع المريض ثمن الاستشارة طبقًا لهوى الطبيب أو مساعده.. فالاستشارة في العرف مجانية وحق للمريض!
هذه قواعد تقديم الخدمة، كشف مدفوع واستشارة مجانية بعد أسبوع.. ومن غير المنطق أن يمد الطبيب فترة الاستشارة شهرًا ليعتبر المريض كأنه كشف جديد.. هكذا نلاحظ بعض العيادات تخالف قواعد العلاج الحر.. وهنا لابد أن تتدخل النقابة قبل أي جهة لشطب الطبيب من الجدول قبل إحالته للنيابة ليتم التعامل معه بدون حصانة!
صحيح أن هناك أطباء يكشفون على المرضى المحتاجين والبسطاء بدون أي شىء.. ولكنه ربما يُحمّل الفئات القادرة ثمن كشف البسطاء.. وكأنه لم يغرم شيئًا أو يخسر أي شىء!.
وأعرف شرفاء في المهنة يفتحون عياداتهم لكل المرضى بدون أجر ويعتبرونها رسالة.. وفى التاريخ أسماء كثيرة لا ينبغى تجاهلها وهم أطباء الغلابة في ربوع مصر.. هؤلاء يقدمون الخدمة كأصحاب الرسالات.. لا ينتظرون شيئًا من أحد ولا حتى شكورًا!
كل مهنة فيها وفيها.. فيها شرفاء وفيها تجار، ولا يقلل ذلك من قيمة الرسالة وأهميتها، وأنا هنا لا أستعدى أحدًا على أحد.. إنما أريد ضبط المهنة وتطبيق ميثاق الشرف الطبى وقسم المهنة.