بقلم : محمد أمين
تابعت لقاء الفنانة سحر نوح على قناة «النهار» مع مفيدة شيحة وسحر جودة. كنت سعيدًا باللقاء لأنها من رائحة «نوح» الذى أحبه، فما بالك أن تكون ابنته؟.. قالت «سحر» إن والدها غنى فى فرح أبناء السادات، سواء منفردًا أو مع آخرين.. وكشفت أسرار علاقة السادات ونوح، والتحولات فى حياة السادات من الغضب إلى الحب والصداقة!
القصة بدأت بأغنية «مدد مدد» التى استمع إليها السادات، ثم طلب «نوح» وصارت صداقة قوية بينهما.. كان «نوح» يغنى الأغانى الوطنية فى كل مكان ويستنفر طاقة الناس على التغيير.. كان يفعل ذلك فى مؤتمرات الوفد، وكانت الناس تجتمع حوله فيغنى «مدد مدد شدى حيلك يا بلد»!
وكنت أذهب معه فى كل المؤتمرات التى يعقدها الموسيقار كمال الطويل على المقاهى، و«نوح» يغنى ويلهب حماس الشعب، وكان يطبع الأغانى على حسابه ويوزع الشرائط التى تحمل أغنية «الكوسة»، التى أغضبت السادات كما حكت «سحر»!
وجاء «نوح» ذات يوم لمقر الصحيفة وأعطانى نسخة من شريط كاسيت لأغنيته «الكوسة»، وكتب عليها إهداء رائعًا، يقول فيها: «يا بلدنا يا عجيبة فيكى حاجة محيرانى، نزرع القمح فى سنين يطلع القرع فى ثوانى»، وكان يغنيها بطريقة حماسية أوبرالية بصوت عالٍ، وتقول سحر: «والأغنية دى كانت بتُطلب منه على طول، وبسبب الأغنية اتسجن لأنه بينتقد الأوضاع فى البلد!.
أما قصة التحول فى علاقته بالسادات، فبدأت عندما استمع السادات إلى الأغنية، فأعجبته جدًا وطلب بابا يغنيها وغناها معاه وبعدها جمعتهما صداقة قوية».. وتقول «سحر»: «السادات مرة اتصل بمحمد نوح فردت عليه جدتى وقالت له: مين؟.. فقال لها: محمد أنور السادات، فقفلت التليفون فى وشه، وقالت: عيب، وكانت مفكرة حد بيعاكس، لكن فى الفترة دى كان فيه صداقة قوية بين والدى والرئيس الراحل أنور السادات»!.
ما لم تقله «سحر» أن فؤاد باشا سراج الدين طلب «نوح» وضمه لحزب الوفد وعرض عليه رئاسة لجنة الثقافة والفنون، والتى نجح «نوح» من خلالها فى استقطاب كثير من الفنانين لحزب الوفد، وكانت لجنة قوية جدًا.. فقد كان الفنان الكبير يحب مصر ويدافع عن قضاياها، وينتقد الواسطة والمحسوبية وتردى الخدمات، وكان يؤازر مرشحى الوفد فى الانتخابات البرلمانية.. وحين نجح الموسيقار كمال الطويل شعر أنه هو الفائز بمقعد الوفد فى مجلس الشعب!
وأخيرًا، أثق أن «سحر» سوف تحافظ على تراث والدها الفنان الكبير، وسيأتى يوم تعيد فيه هذه الأغانى، وتذكرنا بأن الفنان يمكن أن يعيش عمرًا آخر فوق عمره بما قدمه للوطن وللناس، و«نوح» يستحق هذا الحب وهذا الاهتمام!.