التراث بين الاجترار والاستمرار 2

التراث بين الاجترار والاستمرار (2)

التراث بين الاجترار والاستمرار (2)

 عمان اليوم -

التراث بين الاجترار والاستمرار 2

بقلم:خالد منتصر

يصف د. فؤاد زكريا تلك العلاقة المريضة بيننا وبين تراثنا فى بحث عنوانه «أزمة التطور الحضارى فى العالم العربى» قدّمه فى الكويت 1974، قائلاً: «الماضى ماثل دائماً أمام الحاضر بوصفه قوة مستقلة عنه، منافسة له، تدافع عن حقوقها إزاءه، وتحاول أن تحل محله إن استطاعت، نظرتنا إلى الماضى لاتاريخية»، هذه الصفة اللاتاريخية التى يؤكدها أستاذ الفلسفة الراحل يضعها فى مواجهة النظرة الغربية التاريخية التى تتأمل التاريخ من منظور نسبى، وبصفته مرحلة وانتهت، واندمجت فى مراحل لاحقة تجاوزتها بالتدريج، الماضى عندنا دائم الحضور فى الحاضر، متصادم معه، من هذا المنطلق تصبح كلمة إحياء التراث كلمة سيئة السمعة، لأن قصدنا من تلك الكلمة أو ذلك الطلب هو التكتيف والعرقلة فى سباق الحضارة وليس الانطلاق والتجاوز، نؤكدها لنظل نُردّد كالأسطوانة المشروخة، لقد سبقنا وليس لقد حققنا، عندما ننهض من سباق المسافات الطويلة للحضارة نعود إلى نقطة البداية لتسلم العصا من الماضى التليد، ولا نستلم العصا من النقطة التى وصل إليها متسابقو حضارة الحداثة، لم نفهم أن قوة التراث فى تجاوزه وليس فى التشرنق داخله، يعبّر عن هذا المعنى د. فؤاد زكريا فى البحث القيم نفسه، عندما قال «يوجد القديم فى الجديد، لا بمعنى أن الجديد يعود إلى القديم أو يستلهم منه أفكاره، لكن بمعنى أن القديم يتيح للجديد فرصة تجاوزه وتصحيحه، ومن خلال أخطاء القديم تأتى القوة الدافعة التى تولد الجديد، ولو شِئنا أن نُلخص فى كلمة واحدة التضاد بين النظرة إلى التراث التى تؤدى إلى تقدم فكرى، وتلك التى لا يترتب عليها سوى التخلف، لقلنا إن التراث فى الأولى يحيا من خلال موته، أما فى الثانية فإنه يموت من خلال حياته».

 

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التراث بين الاجترار والاستمرار 2 التراث بين الاجترار والاستمرار 2



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:01 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الاسد

GMT 21:16 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab