بقلم:خالد منتصر
أثناء رحلتى الأخيرة لأمريكا، التى استغرقت أسبوعاً، وهى بمقاييس الرحلات لها قصيرة جداً، فيوم السفر ويوم العودة هما يومان ضائعان، وتغيير الساعة البيولوجية نفسه يستهلك وقتاً وجهداً، ولكن برغم ضيق الوقت فقد كان المسرح على قائمة جدول الزيارات والفسح، وهذا ليس قرارى فقط، ولكنه قرار معظم السياح الذين يزورون أمريكا.
يضعون أبا الفنون فى صدارة الاهتمامات، زرت مسرحين، الأول فى ولاية نيوجيرسى وهو «سايت أند ساوند»، والثانى فى نيويورك وهو «البرودواى»، كل منهما مبهر، كل منهما لا يوجد كرسى فارغ فى الصالة، المسرح محجوز لأسابيع قادمة، معظم الجمهور متجه للمسرح من أوتوبيسات السياحة المزدحمة أمامه، كل منهما يثبت أن المسرح ما زال قادراً على منافسة السينما وبقوة.
العرض الأول كان «موسى»، وعرض البرودواى «الأسد الملك ليون كينج»، أنت تشاهد تكنولوجيا على أعلى مستوى، غناء وموسيقى وبيرفيكشن فى الإضاءة ونقاء الصوت يصل إلى حد الكمال، أما التمثيل والإخراج والمؤثرات البصرية وحركة الممثلين واستخدام الحيوانات بمنتهى الدقة، والمزج بين السينما والمسرح بتلك الصورة التى لا تحس معها هل أنت فى سينما أم مسرح.
كل هذا يمنح المشاهد طاقة بهجة وجرعة متعة تجعله متعطشاً أكثر وأكثر لمشاهدة المسرح فى كل زيارة.
لماذا أكتب تلك المقالة عن هذا المسرح الاستعراضى؟، لأن المسرح المصرى كان قبلة سياحية، ومصدر جذب للسائحين العرب ليس له مثيل، فقد كانت هناك رحلات بالطائرات من الدول العربية مخصصة لمسرح عادل إمام وسمير غانم، هذا الجمهور بالطبع لا يدخل المسرح فقط، وإنما يسكن الفنادق ويشترى من المحلات ويزور الأماكن السياحية ويجلس على المقاهى.. إلخ، لا بد من عودة المسرح على قائمة السياحة مرة أخرى.