بقلم - خالد منتصر
هناك نجوم ستارز كثيرون، ولكن دائماً السوبر ستارز قليلون بل هم ندرة، السوبر ستار له معايير محددة ومواصفات مرسومة، كلها توجد وتنطبق على الفنان كريم عبدالعزيز، الكلام ليس بالإيرادات فقط، ودخل الشباك فقط، وعدد الفولورز والفانز فقط، برغم أنه يحوز ويمتلك كل هذا، فأفلامه هى من أكبر الأفلام التى حصدت إيرادات وباعت تذاكر، وألتراس كريم ممتد فى الوطن العربى كله، لكنى لا أتكلم عن تلك المقومات فى تصنيفى للسوبر ستار وسر حفاظه على مكانته فى الصف الأول دائماً، لكنى أتكلم عن المواصفات الفنية، «كريم» يمتلك كاريزما ليست نتاج الوسامة فقط، فهناك الكثيرون ممن يمتلكون الوسامة من الممثلين، لكنهم يبتعدون بمراحل عن «كريم»، لكنها كاريزما الطلة والقبول، وهى هبة وبذرة، من الممكن أن تكون نتاج الأسرة الفنية التى تربى فيها وتنفس الفن من خلالها.
فالأب المخرج الكبير محمد عبدالعزيز، جمع بين الإخراج فى الاستوديوهات والتدريس فى الأكاديمية، واكتسب نجومية السوق وصرامة المدرج الجامعى، والممثل الذى يمتلك عين مخرج هو الممثل الذى تراهن عليه، لأنه بهذه الحاسة الإخراجية لديه رادار داخلى وبوصلة توجهه إلى المكان الصح والإيقاع المنضبط والزاوية المضبوطة …الخ، وهو على المستوى الإنسانى جميل ومحب ورجل خير، ومن الممكن أن يتساءل أحدكم، ومال هذا وما علاقته بقدرته التمثيلية؟ الحقيقة أن المخزون الإنسانى للممثل جزء كبير من نجاحه ومن قدرته على الاختيار الصحيح والسليم، وكلما ازداد بركان الشر بداخله، انطفأت موهبته بسرعة وخمدت جذوتها.
كريم عبدالعزيز يذاكر أدواره جيداً كالتلميذ، وحكايته عن أول مشهد مع الفنان أحمد زكى فى فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة»، حكاية طريفة ومهمة، فقد أحضر كاميرا وأغلق عليه حجرته وظل يكرر ويعيد ويزيد قبل أن يذهب أمام المخرج شريف عرفة ليواجه العملاق أحمد زكى، لم يأخذ الأمر اعتباطاً أو واسطة أو أنه ابن الأستاذ وهذا يكفى … إلى آخر تلك الدعامات التى من الممكن أن تسنده، ذهب كتلميذ مثلما فعل فى الباشا تلميذ!!! فضلاً عن أن تمثيله كطفل فى فيلم مهم مثل فيلم «المشبوه» مع الفنان الكبير عادل إمام جعل مواجهة غول الكاميرا بالنسبة إليه شيئاً مألوفاً غير مرعب أو مفزع.
كريم عبدالعزيز لم يحصر نفسه فى إطار الكوميديان برغم خفة دمه المتناهية وطاقة الكوميديا الجبارة التى يختزنها بداخله، واختياره لشخصية حسن الصباح بكل ما فيها من تراجيديا وتركيب وتعقيد وشر ذكى، هو أكبر دليل على تلك الاختيارات الذكية والمرونة الفنية، «كريم» يمتلك رشاقة الإبداع وذكاء الفنان الخبير ببصمات الجمهور النفسية، وهو يمتلك توازناً قل وجوده بين الفنانين الجدد، فمعظم الممثلين الجدد يركزون على المخرج، يغازلونه هو فقط، وينجّمونه هو فقط، لكن «كريم» مثلما يهتم بالمخرج، يهتم أيضاً بالسيناريست، فهو يدرك جيداً أن الفيلم القوى هو سيناريست قوى بجانب مخرج قوى، كريم عبدالعزيز حالم دائماً بالأفضل والأجود والأكثر تأثيراً، والجميل فيه أنه لا يمتلك ذرة غرور، ويعتبر أن كل ما قدمه هو بداية طريق وليست نهايته أو قمته، يبحث دائماً عن المختلف، لا يجلس فى برج عاجى، إنما هو فى حالة اختلاط مزمن بالناس والشارع، السوبر ستار له ثمن وله ضريبة وله فاتورة، و«كريم» دفعها وبذل من أجلها الكثير ولذلك فهو يستحقها عن جدارة.