بقلم : عبد اللطيف المناوي
انتهت مناظرة المرشح الجمهورى للرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، ومنافسته الديمقراطية، كامالا هاريس بإعلان كلا الطرفين فوزهما!.
حملات الطرفين ووسائل إعلامهما أخذت فى سرد كيف أن مرشحهما فاز على الآخر، وكيف استطاعت إجاباته أن تُسكت الطرف الآخر، وأن الرئاسة قريبة من المرشح الذى ينتمى إليه!
أما استطلاعات الرأى فتحدثت أيضًا عن تقدم لطرف على حساب آخر، وهذا أيضًا حسب الجهة التى أجرت استطلاع الرأى، والمنطقة التى أُجرى فيها. وبالمناسبة، النتائج شبه متقاربة، نعم هناك تقدم طفيف لترامب، ولكن نسبته لا تتعدى 1٪ أو 2٪ فى أغلب الاستطلاعات، لكن هذه النتائج لا تشير إلى شىء، إذ كانت أغلب استطلاعات الرأى فى الانتخابات التى نافس فيها ترامب هيلارى كلينتون تشير إلى تقدم هيلارى، وفاز ترامب فى النهاية. وفى الانتخابات الأخرى التى نافس فيها ترامب جو بايدن، كانت أغلب الاستطلاعات فى صالح ترامب، وفاز بايدن فى النهاية!
الحقيقة، ومن وجهة نظر محايدة، الطرفان خرجا من المناظرة بنتيجة التعادل، لا أحد انتصر على أحد. ترامب أظهر خبرة فى خوض المناظرات، نظرًا لأنها المرة الثالثة التى يخوض فيها الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أما هاريس فأظهرت ذكاء وقوة، مستفيدة من عملها كمدعى عام من قبل، وبدت هى الأخرى واثقة من نفسها فى الإجابة على الأسئلة، وعلى محاولات ترامب إحراجها.
ترامب لعب على وتر أن هاريس ليبرالية منفصلة عن الواقع، بينما لعبت كامالا على كسب النساء، اللاتى أظهرن انزعاجًا من أسلوب ترامب فى المناقشات.
المناظرة التى استمرت 90 دقيقة، جرت داخل المركز الدستورى الوطنى فى فيلادلفيا، وبغض النظر عن الإهانات والاتهامات التى وجهها الطرفان لبعضهما البعض، والتى وصلت إلى حد التجريح، فإن تطرقهما لكافة القضايا التى تهم العالم هو ما يهمنا الآن، ربما اتفقا فى كثير من المواقف، منها مثلًا الموقف من الحرب الروسية- الأوكرانية، والتى دعت هاريس فيها إلى ضرورة الوقوف إلى جانب أوكرانيا ضد بوتين، فى حين كان رأى ترامب هو ضرورة إنهاء الحرب ولو بالتفاوض.
أما فيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة فقد أعربت هاريس عن دعمها لحل الدولتين فى الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى، فيما تهرب ترامب من الإجابة على السؤال عندما سُئل عن ذلك، وكرر ببساطة ادعاءه بأن هاريس والديمقراطيين يكرهون إسرائيل، وأن الصراعات لن تحدث تحت إدارته، بل تقريبًا قال ترامب إن إسرائيل ستزول إذا ما أصبحت هاريس رئيسة للولايات المتحدة، لترد عليه نائبة الرئيس بالقول إن اتهامها بكراهية إسرائيل غير صحيحة على الإطلاق، مذكرة بأنها دعمت إسرائيل طوال حياتها ومسيرتها المهنية.
ربما نحن الآن بين شخصين، كلاهما يدعم إسرائيل، ولكن كلٌّ بطريقته الخاصة، وهذا أمر لابد من إدراكه جيدًا، لاسيما أن القضية الفلسطينية الآن تعيش واحدة من أشد الفترات صعوبة وعثرة فى تاريخها.