الميليشيات تتصرف كدولة ماذا حدث

الميليشيات تتصرف كدولة.. ماذا حدث؟

الميليشيات تتصرف كدولة.. ماذا حدث؟

 عمان اليوم -

الميليشيات تتصرف كدولة ماذا حدث

بقلم : عبد اللطيف المناوي

استمعت إلى رسالة صوتية طويلة أرسلها رجل سورى إلى صديقه يحدثه فيها عن الأحوال داخل مدينة حلب، بعد سيطرة ميليشيات المعارضة عليها وخروج قوات الجيش السورى. يتعجب الرجل من حالة الهدوء المسيطرة على أفراد الميليشيات الذين يسيرون بتباهٍ فى زيهم المموه، الذى يبدو من خامة جيدة، وكيف أنهم يوفرون الخبز عالى المستوى لمَن يريد، ويشجعون المواطنين على تغيير عملتهم السورية بالدولار الأمريكى، ويقومون بتأمين المبانى الحكومية، ونشر حواجز على المداخل والمخارج لمنع أى أعمال نهب وسرقة. وأفاد مراقبون بأن سكان المدينة، ويُقدرون بمليونى نسمة، يعيشون بشكل طبيعى.

الخطوط الفاصلة بين الميليشيا والدولة أصبحت أكثر غموضًا، مما يبدو أنه يُعيد تشكيل مشهد الصراع السورى. وقد أثارت التطورات الأخيرة الانتباه إلى تحول نوعى فى طريقة عمل هذه الجماعات. هذه المرة، لم تعد تتصرف كفصائل متمردة متفرقة، بل أشبه بدولة حاكمة، فهى تقدم الخدمات العامة، وتسيطر على الأمن، وتوفر الموارد التى تخلق شعورًا بالاستقرار. فى قلب هذا التحول يقف أبومحمد الجولانى، زعيم هيئة تحرير الشام. سيكون عنه حديث قادم.

تقدم الفصائل نفسها هذه المرة بأسلوب «الدولة». بيانات الحرب تصدرها «إدارة العمليات العسكرية». وهناك «حكومة إنقاذ» كانت قائمة فى إدلب، لها وزراء يتولون كافة الشؤون الإدارية والخدمية، امتد عملها إلى حلب، تسيطر هيئة تحرير الشام الآن على إدلب والمناطق المحيطة، من خلال جناحها المدنى المعروف بـ»حكومة الإنقاذ السورية». تدير هذه الإدارة مجموعة واسعة من الخدمات، بما فى ذلك التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية. الأسواق فى إدلب تعمل، والطرق تُصان، وتوفر قوات الأمن مستوى من الحماية غائبًا فى مناطق أخرى من سوريا.

يمتد هذا النموذج الإدارى ليشمل تسهيل حياة المدنيين. يتم توفير السلع الأساسية مثل الخبز والماء والكهرباء بأسعار مدعومة، وهناك أنظمة لوجستية لضمان وصول هذه الخدمات إلى معظم السكان. كما تنظم الهيئة التجارة والضرائب، محاكيةً الهياكل الحكومية.

بالنسبة للعديد من سكان إدلب، جلب ذلك استقرارًا نسبيًّا. ورغم أن الأساليب السلطوية واللوائح الصارمة للهيئة تثير مخاوف، فإن الشعور بالنظام يتناقض بوضوح مع الفوضى فى المناطق الأخرى.

تعتمد قدرة الميليشيات على الحفاظ على هذه العمليات على دعم داخلى وخارجى كبير. ماليًّا، تعتمد الجماعة على مزيج من الضرائب والتجارة والتبرعات الخارجية. ويُعد التحكم فى المعابر الحدودية مع تركيا مصدر دخل ثابت.

الخطاب الجديد لفصائل المعارضة يقابل بتغيير المزاج الدولى فى التعاطى معها، الصحافة الأمريكية والغربية تتحدث الآن عن ضرورة قبول النظام للتفاوض مع المعارضة من أجل التسوية.

كل هذه الملاحظات تثير شكوكًا وتساؤلات حول ما تشهده سوريا الآن، وتنزع عنه صفة المفاجأة، ويميل الأمر أكثر إلى وجود ترتيبات لم تتكشّف بعد.

 

omantoday

GMT 19:15 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الغرب يخطئ مرتين في سوريا

GMT 19:13 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لبنان والمسألة الثقافيّة قبل نكبة «حزب الله» وبعدها

GMT 19:12 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حب وزواج في زمن الحرب

GMT 19:11 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود المياه لمجاريها بين الجماعتين؟

GMT 19:09 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نظرة على الأزمة السورية

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بلاد الشام... في الهواء الطلق

GMT 19:07 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: بدء موسم المبادرات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الميليشيات تتصرف كدولة ماذا حدث الميليشيات تتصرف كدولة ماذا حدث



بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
 عمان اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 20:55 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
 عمان اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 21:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
 عمان اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 21:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

تحقيق يكشف عن تقييد "فيسبوك" للصفحات الإخبارية الفلسطينية
 عمان اليوم - تحقيق يكشف عن تقييد "فيسبوك" للصفحات الإخبارية الفلسطينية

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab