غياب شعلة مصرية أضاءت العقول العربية

غياب شعلة مصرية أضاءت العقول العربية

غياب شعلة مصرية أضاءت العقول العربية

 عمان اليوم -

غياب شعلة مصرية أضاءت العقول العربية

بقلم : عبد اللطيف المناوي

تظل مرحلة الطفولة هى أساس تكوين الأفراد، وبالتالى المجتمعات. مبكرًا، اهتمت بعض دول الخليج الناشئة-وقتها- بالطفل لاكتشافها أهميته فى صناعة المستقبل، ولم يكن قادرًا على القيام بذلك الدور إلا مصرى، وهو أحمد عمر أو «والت ديزنى الإمارات»، فكما أسس والت ديزنى، واحدة من كبرى وأهم الشركات الترفيهية فى العالم، يُعتبر «عمر»، الصحفى المصرى، قد أسهم فى تشكيل مشهد الإعلام فى المنطقة، من خلال مجلة «ماجد»!.

فى التاسع من أغسطس، فقدنا أحمد عمر، الذى وافته المنية عن عمر يناهز ٨٥ عامًا. فقدنا شعلة مصرية كان لها فضل فى إضاءة العقول وتشكيل عالم الطفولة العربية، من خلال مجلة «ماجد»، التى أثرت فى أجيال متعاقبة عبر العالم العربى.

وُلد «عمر» فى مصر، سبتمبر ١٩٣٩، وكرّس حياته للأدب والإعلام، مستفيدًا من شغفه العميق بالقراءة. كانت مكتبته الشخصية المتنوعة تعكس روح بحثه الدائم عن المعرفة، والتى أسهمت فى بناء رؤيته الإبداعية. تأثر بأعمال رواد الأدب المصرى مثل نجيب محفوظ ويوسف إدريس، مما أعطاه قاعدة متينة لبناء محتوى غنى وملهم، كما تأثر بزياراته المتكررة لسوق الكتب الأزهرية بالقاهرة، حيث اكتشف الكتب المستعملة، التى ساعدته على بناء مكتبة شخصية مليئة بالعناوين المتنوعة.

فى نهاية السبعينيات، حقق «عمر» إنجازه الأبرز، وهو تأسيس مجلة «ماجد» للأطفال فى عام ١٩٧٩، والتى تحولت بفضل رؤيته إلى واحدة من أشهر المجلات فى العالم العربى. بدأت المجلة بـ٥٠٠٠ نسخة مجانية، ولكن سرعان ما اكتسبت شهرة واسعة بفضل شخصياتها المحبوبة مثل «ماجد» و«كسلان جدًّا» و«كابتن خلفان».

كانت المجلة أكثر من مجرد وسيلة ترفيهية، لقد كانت أداة تربوية فعّالة. من خلال افتتاحياته وتعليقاته، قدم «عمر» دروسًا تعليمية وأخلاقية للأطفال، ما جعل المجلة تحظى بمكانة خاصة فى قلوب الأجيال المختلفة. كما كان يؤمن بأن غرس حب القراءة فى الأطفال هو واجب جماعى، يتطلب التعاون بين الأسر والمدارس والمجلات.

تميزت مجلة «ماجد» بقدرتها على الجمع بين الترفيه والتعلم، مع الحفاظ على الهوية الثقافية العربية. كان «عمر» حريصًا على جذب كبار الكُتاب ورسامى الكاريكاتير لضمان أن تتردد المجلة بعمق لدى الأطفال فى جميع أنحاء العالم العربى. كما أن شخصياتها المميزة مثل «زكى الذكى» و«شمسة ودانة» أصبحت رموزًا ثقافية تحاكى قيم الطفولة العربية.

بالرغم من أن مجلة «ماجد» لم تعد بنفس التأثير الذى كانت عليه فى الثمانينيات والتسعينيات، فإن إرث «عمر» لا يزال قائمًا، فقد تمكن من وضع أسس قوية لثقافة قراءة الأطفال وتزويدهم بمحتوى يعزز القيم الإنسانية والثقافية. بفضل جهود «عمر»، استمرت المجلة فى منافسة أقرانها من المجلات المترجمة، وحققت نجاحًا أكبر بكثير من مثيلاتها.

بوفاته، فقدنا أحد أعمدة الإبداع والابتكار. لكن إرث أحمد عمر، من خلال مجلة «ماجد»، سيظل مستمرًّا فى إلهام الأجيال القادمة وفتح أبواب المعرفة، وإضاءة المزيد من العقول فى المستقبل.

 

omantoday

GMT 19:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (الجزء 1)

GMT 19:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الوفاء غائب ولغة التخوين والحقد حاضرة

GMT 19:53 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حين ينهار كلّ شيء في عالم الميليشيا

GMT 19:52 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 19:51 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الرفاق حائرون... خصوم ترمب العرب

GMT 19:49 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

التوسع والتعربد

GMT 19:48 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا دونالد ترمب

GMT 19:47 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا طاح الليل...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غياب شعلة مصرية أضاءت العقول العربية غياب شعلة مصرية أضاءت العقول العربية



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
 عمان اليوم - علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 14:38 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab