نتنياهو من براعة الصعود إلى فداحة الهبوط
أخر الأخبار

نتنياهو... من براعة الصعود إلى فداحة الهبوط

نتنياهو... من براعة الصعود إلى فداحة الهبوط

 عمان اليوم -

نتنياهو من براعة الصعود إلى فداحة الهبوط

بقلم: نبيل عمرو

منذ أن ابتُليت إسرائيل، وابتُلينا معها بالصعود الصاروخي لبنيامين نتنياهو، حدث إجماع على أنه ملك إسرائيل. وهذا لقب لم يحظَ به حتى مؤسسو الدولة وقادتها التاريخيون.

كل الأرقام القياسية التي تتصل بالاستقرار على القمة حققها بنيامين نتنياهو، فهو صاحب أطول ولاية لرئيس وزراء في تاريخ إسرائيل. والأقوى في السيطرة على الأتباع والخصوم، وتوظيفهم لمصلحة بقائه في السلطة، وفي موقع صاحب القرار الأول والأخير في إسرائيل.

في عهده كانت الإخفاقات -مهما بدت ظاهرة- تختفي وراء حاجة إسرائيل لرجل مثله، يجيد الإنجليزية ويجيد أكثر «الأميركية» لاستخدامها في لعبته.

ألم يكن هو من صُفِّق له أربعين مرة وقوفاً في خطابٍ واحدٍ أمام الكونغرس؟

ألم يكن هو الزائر الدائم للبيت الأبيض؟ وإن حدث أن اضطربت علاقته برئيس الولايات المتحدة لأسباب تكتيكية، كان الخلاف يزول لتعود أبواب البيت الأبيض للانفتاح أمامه؟

لقد كان مقاطَعاً من قبل الرئيس بايدن الذي التقاه على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في فندق، إلا أن ما حدث بعد ذلك أن بايدن جاء شخصياً لزيارته في إسرائيل؛ ليس بايدن وحده وإنما كل أركان إدارته، حين وقع زلزال السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

مسيرة نتنياهو من القاعدة إلى القمة أقنعت معارضيه قبل مؤيديه بأنه الرجل الذي ما دخل في معركة إلا وكسبها، وخصوصاً في الشأن الداخلي، وذلك كرَّس في وعيه وسلوكه شعوراً عميقاً، عنوانه: «أنا إسرائيل وإسرائيل أنا».

لم يكن نتنياهو ليحقق كل ذلك إلا من خلال إجادته استخدام الدولة وجيشها ومؤسساتها وقدراتها جميعاً، كورقة في لعبة زعامته. حتى الحرب على غزة، نصحه الأميركيون منذ أيامها الأولى بالتوقف عنها والذهاب إلى تسوية سياسية تحقق أهدافها، إلا أنه لم يقل «لا» فقط للأميركيين؛ بل جرَّهم وراءه صاغرين كسيد للعبة، وأميركا «بايدن» مجرد عربة مقطورة وراءه.

نتنياهو الذي صعد بقوة وجلس على القمة أطول مدى في تاريخ إسرائيل، كان -وفق قراراته وسلوكه- متأكداً من أن مصير إسرائيل ارتبط بمصيره الشخصي، وأن التضحية بهوية وخصائص الدولة العميقة أمر يستطيع فعله كما لو أنه يرتشف فنجان قهوة. ومَن غيره منذ وُجدت إسرائيل، تجرَّأ على القضاء ومحكمته العليا، ليحولهما إلى بيدق في لعبة الشطرنج الداخلية، يحركه أينما شاء وكيفما شاء؟

ومَن غيره يقيل وزير الدفاع بينما جيشه في قلب معركة ضارية على الجبهات السبع؟ وكذلك الأمر فعله مع رئيس الأركان، ومع رئيس «الشاباك»، ومع وزراء أبعدهم عن حزبه في وقتٍ كان ضرورياً بالنسبة له إبعادهم فيه، وأعادهم إلى حظيرته في الوقت الذي كانت إعادتهم فيه ضرورية أيضاً.

ومَن غير نتنياهو يحمل على كتفيه أربع قضايا فساد تهد الجبال، والواحدة منها كفيلة بإرساله إلى السجن، أو البيت في أفضل الأحوال؟ ولكنه وهو حامل للقضايا على كتفيه بكل ثقلها، ظل فائزاً في سباق سباحة المسافات القصيرة والطويلة في بحر إسرائيل.

هذا بعضٌ من نتنياهو وليس كله، غير أنه بعد أن ملأته إنجازاته غروراً وثقة زائدة بالنفس، لم يدرك أن للحقيقة وجهاً آخر، فالجلوس على القمة ليس أبدياً، وإذا كان الصعود إليها استغرقه سنوات طويلة، فإن الهبوط عنها ربما يتم في سنة واحدة، هي السنة الأخيرة في آخر ولاية له، فما الذي حدث بالضبط؟

قبل السابع من أكتوبر 2023 امتلأت الشوارع بالمتظاهرين ضده، حتى أنه لم يتمكن من الذهاب إلى مطار بن غوريون للسفر في زيارة رسمية، ما أرغمه على اللجوء إلى مروحية عسكرية نقلته من بيته في القدس إلى المطار.

وحين فُتحت من جديد ملفات الفساد، بدأ يتوسل بالمستشارين والمحامين لإيجاد طريقة لتأجيل البت في القضايا، مستخدماً في ذلك كل الحيل؛ لكن القضايا ظلت قائمة، وظل رعبه منها مستمراً.

حين امتلأت الشوارع بالمتظاهرين ضده، كان يعدُّ أيامه في الرئاسة بالساعة، وانفض من حوله مَن انفض، وبقي معه من بقي، إلا أن براعته في الإفلات من الكمائن التي نُصبت له من قبل كثيرين من حزبه وأحزابٍ أخرى، منحته بعض وقتٍ ليس من أجل النجاة، وإنما للتأجيل فقط.

في السابع من أكتوبر 2023، وجد نتنياهو ضالته ليعود تحت عنوان الحرب الوجودية التي فُرضت على إسرائيل، كي يمسك بزمام المبادرة؛ ليس فقط في شؤون الحرب؛ بل وفي شؤون الدولة العبرية جميعها.

استعاد بفعل ذلك اليوم كل الخيوط التي سُحبت من بين يديه، وأهمها بالنسبة لإسرائيل الحجيج الذي قصده من رئيس الولايات المتحدة إلى وزير الخارجية إلى رئيس الـ«CIA» إلى وزير الدفاع، مصحوباً بجسر جوي أوله في إسرائيل وآخره في «البنتاغون». ومن أجل كسبه الحرب التي تحفَّظ عليها الأميركيون بعد أن قطعت أسابيع قليلة، ومن أجل الحفاظ على ما وفرت له من مزايا للبقاء على قمة السلطة، فقد اخترع لها أوصافاً، مثل: النصر المطلق، والحرب الوجودية، وحرب تغيير الشرق الأوسط.

نتنياهو اليوم غير نتنياهو الأمس، وآخر فضيحة يعاني منها هي لعبة السيطرة، من خلال إقالة رئيس «الشاباك»، وتعيين رئيس بديل له، ثم التراجع عن تعيين البديل، مع دخول معركة جدية مع المحكمة العليا التي أمرته بإرجاء قرار الإقالة والاستبدال، إلا أنه لم يمتثل.

رحلة هبوط نتنياهو من القمة بدأت مع بدايات آخر نوبة له في رئاسة الحكومة، وها هي في طريقها إلى الانتهاء في آخر سنة من سنوات رئاسته طويلة الأمد لإسرائيل.

إن أفضل ما يستطيع نتنياهو فعله لنفسه هو إكمال سنته الأخيرة وتفادي انتخابات مبكرة، وحتى هذا لم يعد مضموناً.

 

omantoday

GMT 20:15 2025 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

ثلاثة مسارات كبرى تقرّر مستقبل الشّرق الأوسط

GMT 20:12 2025 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

لا تعزية حيث لا عزاء

GMT 20:11 2025 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

حطب الخرائط ووليمة التفاوض

GMT 20:10 2025 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

خرافات العوامّ... أمس واليوم

GMT 20:08 2025 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

لماذا فشلت أوسلو ويفشل وقف إطلاق النار؟

GMT 20:08 2025 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

الخصوصية اللبنانية وتدوير الطروحات المستهلكة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نتنياهو من براعة الصعود إلى فداحة الهبوط نتنياهو من براعة الصعود إلى فداحة الهبوط



تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 16:53 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 08:44 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الثور

GMT 09:26 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج العقرب

GMT 16:24 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:30 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 16:15 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 05:08 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

برج الثور عليك أن تعمل بدقة وجدية لتحمي نفسك

GMT 21:21 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 04:06 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الأضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 05:26 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

القمر في برجك يمدك بكل الطاقة وتسحر قلوبمن حولك

GMT 09:54 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الحوت

GMT 08:37 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الحمل

GMT 20:46 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 17:31 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 04:12 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 04:52 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجدي الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 20:35 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 16:43 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 09:50 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الدلو
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab