بريطانيا الحكومة العمالية بين فكي رحى

بريطانيا... الحكومة العمالية بين فكي رحى

بريطانيا... الحكومة العمالية بين فكي رحى

 عمان اليوم -

بريطانيا الحكومة العمالية بين فكي رحى

بقلم:جمعة بوكليب

النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية الأميركية أبانت مؤخراً أنَّ المرشحَ الجمهوري دونالد ترمب قد فاز بكل الولايات السبع المتأرجحة، وأصبح الرئيسَ السابع والأربعين، مدعوماً بأغلبية أصوات الناخبين وبالمجمع الانتخابي، وبأغلبية حزبية في مجلس الشيوخ، وأغلبيةٍ محتملةٍ في النواب، ودعمِ أكبر هيئة قضائية: المحكمة العليا.

الحزب الديمقراطي عليه، منذ الآن وصاعداً، الركون إلى هدوء الصفوف الخلفية، ولعق الجراح، والتفكير في احتمالات المستقبل، وما يتوجب عليه القيام به من تغييرات، تعيد إليه ما فقده من دعم شعبي.

المحللون الإعلاميون الأميركيون والغربيون مشغولون هذه الأيام بمحاولة معرفة الأسباب التي دفعت بالناخبين الأميركيين إلى انتخاب مرشح رئاسي بسجل جنائي، مضافاً إليه علمهم بزئبقيته. ومن جهة أخرى، انشغل آخرون بمعرفة الأسباب التي أدت إلى هزيمة الديمقراطيين في معركة انتخابية كان من المفترض أن تكون لصالحهم، حسب زعمهم.

على الضفة الأطلسية المقابلة، وجدت الحكومة العمالية البريطانية نفسها في موقف لا تحسد عليه. فهم، أي العماليون، تاريخياً يصطفون إلى جانب الحزب الديمقراطي. وخلال الحملة الانتخابية الأخيرة قاموا بإرسال كوادر شبابية عمالية لتساعد في الحملة الانتخابية للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، هذا من جانب.

من جانب آخر، يعاني المسؤولون في الحكومة العمالية من الشعور بالذنب نتيجة تصريحات مسيئة أدلوا بها ضد دونالد ترمب في أوقات سابقة، حينما كانوا على مقاعد المعارضة. وحالياً، هم يجلسون على مقاعد الحكومة، وعليهم التعامل مع الرئيس المنتخب وإدارته الجديدة. وخلال الحملة الانتخابية الرئاسية الأخيرة، حرص رئيس الحكومة كير ستارمر مصحوباً بوزير خارجيته على لقاء المرشح ترمب في واشنطن، والحديث معه بهدف رأب الصدع.

الحكومة البريطانية الحالية وجدت نفسها هذه الأيام بين شقي رحى. فهي من ناحية وصلت إلى الحكم في وقت كانت فيه بريطانيا قد تركت الاتحاد الأوروبي وأغلقت الباب وراءها. ومن ناحية أخرى، وجدت نفسها في مواجهة معقّدة مع رئيس أميركي قادم، يحمل أجندة سياسية واقتصادية لا تتلاءم وما تريده لندن. فهي، أي لندن، تريد استمرار الدعم الأميركي لحكومة كييف، لمنع حدوث نصر عسكري روسي، الأمر الذي لا يتفق وما أعلنه الرئيس الأميركي المنتخب من رغبة في إطفاء نيران الحرب. وفي حالة حرصه على تنفيذ تلك الرغبة، فإنَّ الرئيس الروسي بوتين سيحقق أهدافه العسكرية والسياسية. ويأمل الساسة العماليون البريطانيون محاولة إقناع الرئيس المنتخب بالاستمرار في تقديم الدعم العسكري والمالي لحكومة كييف لتفادي هزيمة أوكرانيا. بريطانيا، في هذا السياق، لن تكون وحدها، بل ستكون مدعومة بالدول الأعضاء في حلف الأطلسي، وبالدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. واحتمال إقناع الرئيس الأميركي المنتخب بتغيير أجندته ليس محتملاً. الأمر الذي سيزيد من تعقيد الأمور سياسياً بين واشنطن وحلفائها.

هناك أيضاً الجانب الاقتصادي، ممثلاً في رغبة الرئيس المنتخب رفع التعريفة الجمركية على أسعار السلع والبضائع المستوردة بقيمة تتراوح بين 10 و20 في المائة. وفي حالة تنفيذ تلك السياسة، فإن الصناعات البريطانية ستعاني من جرائها الكثير، وستلحق بها خسائر. كما أنها سوف تعوق بشكل أو بآخر السياسة الاقتصادية للحكومة العمالية الرامية إلى رفع نسبة نمو الاقتصاد البريطاني. ويأمل الساسة العماليون البريطانيون في السعي لدى الرئيس المنتخب لتجنيب السلع البريطانية الزيادة في التعريفة الجمركية، متوسلين في ذلك بالعلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين. وهناك احتمال ضعيف أن يجد مطلبهم هذا آذاناً مصغية في واشنطن. ذلك أن الإدارة الجديدة للرئيس المنتخب ترمب لن تكون كالسابقة. واستناداً إلى التقارير الإعلامية، فإن الإدارة الجديدة ستكون من الموالين للرئيس ترمب، وحريصة على تنفيذ الأجندة التي وعدوا بها الناخبين.

وهذا يقود إلى استنتاج ليس في صالح حكومة لندن على المستويين السياسي والاقتصادي. وربما هذا كان السبب وراء حالة القلق السياسي التي تسود الحكومة البريطانية، لعلمها بأن الرياح الأميركية من المحتمل لها أن تسير عكس اتجاه إبحار السفن البريطانية خصوصاً والأوروبية عموماً.

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بريطانيا الحكومة العمالية بين فكي رحى بريطانيا الحكومة العمالية بين فكي رحى



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 21:26 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 19:24 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab