انفصال الجنوب عن اليمن

انفصال الجنوب عن اليمن

انفصال الجنوب عن اليمن

 عمان اليوم -

انفصال الجنوب عن اليمن

بقلم : عبد الرحمن الراشد

فريقان سياسيان يتشابهان في اقتناص الفرص في الأزمة اليمنية، الجماعات الإخوانية والانفصاليون في الجنوب. كلاهما لا يحارب بنفسه، يعتمد على غيره، حليفان رغم الخصومة والتراشق الإعلامي. الإخوان المسلمون يرون أن انفصال الجنوب مقبول، يمنحهم مساحة أفضل للهيمنة على المسرح السياسي في الشمال، على اعتبار أن الانقلابيين منهكان من الحرب، الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

وكذلك الانفصاليون الجنوبيون، يرون أن فصل الشمال عنهم، يقلص المساحة والسكان، ويعظم فرصتهم في الحكم في عدن. وقد سبق لي أن كتبت رأياً ضد فكرة الانفصال منذ فترة، ووصلتني احتجاجات عاطفية كثيرة لم تكن مقنعة، مع احترامي لمن اختلف معي.

أولاً، الانفصال مشروع تغيير سياسي تحقيقه أصعب حتى من الانقلاب. فمن حيث المبدأ لا يتحقق انفصال إقليم عن دولة فقط لأن أهله قرروا ذلك، ولو بالإجماع، وإلا تفككت دول كثيرة في العالم. هناك قانون دولي يحكمه. فأكراد العراق عملياً انفصلوا منذ عام 1990. أي قبل تحرير الكويت آنذاك، ومع هذا هم ينتظرون منذ نحو 27 عاماً الاعتراف بدولتهم. ولا ننسى أن الأكراد قوم لهم لغة وعلم وبرلمان يميزهم عن بقية العراق. هناك نموذج الصومال، متفكك منذ عشرين عاما، وفيه دويلات مستقرة لها سلطة وعلم وعملة، مع هذا لم يعترف بها.

حتى اسكوتلندا التي تتوعد بريطانيا بالانفصال لا تستطيع إلا برضا وموافقة لندن. هناك العشرات من المطالب الانفصالية في أنحاء العالم من أقاليم متململة لم تفلح في الاستقلال؛ لأن النظام الدولي يرفض الاعتراف بها حتى لو تمكنت من ذلك.

نعم، يستطيع الانفصاليون الجنوبيون الانفصال فقط في ظروف ملائمة، ليس في غياب الدولة بسبب الحرب، كما هو الحال اليوم. عندما تستقر الأوضاع، وتكون هناك حكومة دائمة، فالحالية مؤقتة، أو برلمان شرعي منتخب، عندها يمكن الانفصال شرعياً إذا وافق اليمنيون من الجانبين عليه. هذا ما جرى في السودان حيث إن حكومة البشير قبلت بانفصال الجنوب، وبرعاية دولية.<br />والملاحظ في خطاب الانفصاليين أنهم لا يتجاهلون هذه الحقائق فقط، بل أيضاً يهونون من إشكالات المستقبل: «بعد الاستقلال». للجنوب مشكلاته التي نماها نظام صالح آنذاك، وفي الجنوب فرق شتى تتنافس على السلطة، ولا توجد ضمانات باستقرار الجنوب عندما ينفصل، بل قد يفتح باباً أوسع من الصراعات. فالجنوب، مثل الشمال، فيه قبائل متنافسة، وزعامات محلية متصارعة.

ولا شك عندي أن أغلبية سكان الجنوب فعلاً يريدون الانفصال، ومنذ زمن حكم صالح، فقد كانت الوحدة مفروضة عليهم بتحالف الفريق الجنوبي المهزوم مع نظام علي صالح في الشمال. بدأت مأساتهم بمؤامرة خلافات وانتهت بمسرحية اسمها الوحدة. لقد أفقر صالح الجنوب كما أفقر الشمال وجوّعه. لكن على الجنوبيين ألا يستعجلوا الاحتفالات؛ لأن الانفصال مسألة يحكمها القانون الدولي وليس الشارع العدني. وفِي حال تعذر الانفصال عندما تستقر اليمن، فإن هناك خيارات لا تقل جودة فيها استقلالية إدارية واسعة، مثل النظام الفيدرالي أو حتى الكونفدرالي.

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط

omantoday

GMT 10:00 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

استهداف الحوثيين والإيرانيين في البحر

GMT 18:55 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

المساومة على رفح؟

GMT 00:43 2024 السبت ,13 إبريل / نيسان

هل حرب إيران وإسرائيل وشيكة؟

GMT 00:00 2024 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

هل هي طبول «الربيع العربي»؟

GMT 16:25 2024 الجمعة ,15 آذار/ مارس

هل تعيد غزة التفاوض الأميركي الإيراني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انفصال الجنوب عن اليمن انفصال الجنوب عن اليمن



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 19:30 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:44 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعه 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الجدي

GMT 23:57 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab