مهزلة جنيف النظام هو المعارضة

مهزلة جنيف: النظام هو المعارضة

مهزلة جنيف: النظام هو المعارضة

 عمان اليوم -

مهزلة جنيف النظام هو المعارضة

بقلم : عبد الرحمن الراشد

حتى تسيطر ألمانيا النازية على فرنسا المحتلة في الحرب العالمية الثانية جاءت بفرنسيين وصنعت منهم حكومة من دمية٬ُ سميت بحكومة فيشي٬ وذلك حتى تقنع العالم بشرعية وجودها. هذا ما يفعله نظام دمشق. فهو عندما تبين له أن للمعارضة شرعية تتجاوز شرعيته لجأ إلى حيلة اختراع جماعات تدعي المعارضة٬ وفتح لها باب العمل في دمشق٬ وأرسلها للعواصم الموالية له٬ مثل طهران وموسكو٬ تفاوض بالنيابة عن المعارضة. ولأكثر من ثلاث سنوات لم يصدق أحد هذه المسرحية٬ التي تسمى بمنصة موسكو ومنصة القاهرة٬ مجرد ملحق بالنظام السوري.

نظام دمشق٬ من خلال روسيا٬ أص ّر على فرض هذه الجماعات المزورة في مفاوضات جنيف٬ وبعد أن وافق المبعوث الدولي على إشراكها٬ الآن تصر موسكو على أن تدمجها ضمن وفد المعارضة الحقيقي! وعندما رفضت المعارضة الحقيقية ضم المزورة إليها اتهمتها بتخريب المفاوضات! ٍو مع منصة

ولم يعجب الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا رفض المعارضة٬ وقالت إن «الهيئة العليا للمفاوضات ترفض التعاون على مستوى متسا موسكو ومنصة القاهرة وتقوض بحكم الأمر الواقع الحوار».

بعد إشراك منصتي موسكو والقاهرة أصبحت مفاوضات جنيف مهزلة سياسية هي الأسوأ في التاريخ٬ ولا نعرف لها مثيلا٬ حتى حكومة فيشي المزورة كانت أكثر نزاهة منها. في رأيي لم يعد هناك معنى لاستمرار المعارضة٬ أي الهيئة العليا للمفاوضات٬ في المشاركة٬ بعد أن سلبوا منها كل شيء٬ حتى حق تمثيل أنفسهم كمعارضة. أصبح كل شيء يمثل النظام مزوراً٬ فلا الجيش جيشه٬ ولا معارضوه الذين يصر على التفاوض معهم هم حقاً معارضوه. وقد اشتهر نظام الأسد بتلفيق الشعارات من قومية وعروبة وديمقراطية٬ وتزوير الانتخابات٬ واختراع تنظيمات مفبركة مثل «فتح الشام» نيابة عن المقاومة الفلسطينية في لبنان٬ و«الجهاد الإسلامي» في غزة. وعندما قرر اغتيال رفيق الحريري٬ رئيس وزراء لبنان الأسبق٬ في عام ٬2005 صنع تنظيماً سماه «جند الشام»٬ وأنتج شريط فيديو يزعم فيه شخص اسمه أبو عدس أنها رواية مكذوبة٬ حيث أظهرت التحقيقات الدولية أسماء الفاعلين الحقيقيين المرتبطين بالنظام في دمشق. وفعل أكثر من ذلك في أنه الانتحاري٬ وتبين للعالم لاحقاً

حرب العراق بعد الغزو الأميركي حيث أسس٬ بالتعاون مع إيران٬ تنظيمات ادعى أنها مقاومة إسلامية وبعثية. هذه المنصات المعارضة٬ واجهات تقدم مطالب النظام وتدافع عنه٬ وما دامت موسكو وإيران تساندان هاتين المعارضتين فالأجدى أن توقع معهما الاتفاق في طهران وتنهي هذه المهزلة.

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط

omantoday

GMT 10:00 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

استهداف الحوثيين والإيرانيين في البحر

GMT 18:55 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

المساومة على رفح؟

GMT 00:43 2024 السبت ,13 إبريل / نيسان

هل حرب إيران وإسرائيل وشيكة؟

GMT 00:00 2024 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

هل هي طبول «الربيع العربي»؟

GMT 16:25 2024 الجمعة ,15 آذار/ مارس

هل تعيد غزة التفاوض الأميركي الإيراني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مهزلة جنيف النظام هو المعارضة مهزلة جنيف النظام هو المعارضة



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab