«داعش» صارت أكبر من جيش الكويت

«داعش» صارت أكبر من جيش الكويت!

«داعش» صارت أكبر من جيش الكويت!

 عمان اليوم -

«داعش» صارت أكبر من جيش الكويت

عبد الرحمن الراشد

حتى نفهم حجم المشكلة عالمياً، وليس سورياً أو إقليمياً فقط، لنعي معاني التقدير الذي أعلنته الاستخبارات الأميركية CIA بأن قوات « داعش » نمت إلى نحو ثلاثين ألف مقاتل. فقد كانت تقديراتها، قبل أقل من عامين، بضع مئات فقط، وقبل أشهر قدرت الوكالة عددهم بعشرة آلاف، والآن اعترفت هذا الأسبوع أن جيش « داعش » انتفخ عدده ثلاث مرات في فترة قصيرة، والكثير من حكومات العالم تؤكد أن أعدادا كبيرة من مواطنيها المسلمين التحقوا بالتنظيم.

أي أنه أكبر من أكبر تنظيم إرهابي في العالم، وعدده ضعف عدد جيش دولة الكويت، ويملك من المال والسلاح والمخابئ ما يجعله من أغنى دول المنطقة. ويضاف إلى ذلك، أن مقاتليه يتفوقون على جيوش العالم بامتلاكهم من العزيمة والاستعداد للموت مما يعني أن الفرد منهم يعادل عشرة من مقاتلي الجيوش النظامية، وبين صفوفه مئات راغبون في تنفيذ عمليات انتحارية، الذي يجعله ندا للجيش الأميركي، الأكثر تدريبا وتجهيزا في العالم. ومن المتوقع أن تقديرات الاستخبارات الأميركية العددية مبنية على معلومات مستقاة من اختراقات ميدانية، ورقابة جوية، واستجواب مساجين، وجمع معلومات من أجهزة صديقة.

وبالتالي، فالاعتقاد بأنه يمكن حسم المعركة من الجو، أو عبر حملة عسكرية في العراق فقط، هو وهم، أو تبسيط للحالة الصعبة التي كبرت مع الوقت، ومع الإهمال. نحن أمام حرب ضروس في سوريا وجوارها، ستستهلك على الأقل عامين، والأرجح ضعف ذلك. وكل مؤشرات الاستعداد الحالية تعطي الانطباع بأن الزمن سيكون أطول من ذلك خاصة في سوريا، على اعتبار أن في العراق دولة، وجيشا، وإمكانيات، وتحالفات محلية، قادرة على طرد وهزيمة «داعش»، طالما أن الحكومة المركزية في بغداد تتعامل بجدية مع الخطر. أما الحرب على «داعش» في سوريا، فإنها القصة الأصعب سياسيا واجتماعيا وعسكريا.

باستمرار السكوت عن قوات الأسد التي تمعن في استهداف سبعين في المائة من سكان البلاد، وهم السنة، بالقتل المباشر، وباستمرار ميليشيات حزب الله اللبنانية والإيرانيين تقاتل إلى جانبها، فإن « داعش » ستغير موقفها وستعود للحاضنة السنية لتحتمي بها، وتكسب تعاطف السنة في أنحاء العالم، كما فعلت طالبان التي لجأت إلى مناطقها القبلية في أفغانستان.

والخطوة الإيجابية التي أقدم عليها الرئيس الأميركي بإقرار دعم من خمسمائة مليون دولار لتدريب معارضي الجيش الحر لمقاتلة « داعش »، ستؤسس للعلاقة بين الولايات المتحدة والشعب السوري، وقد تكون الخطوة الأولى للقرار المنتظر من ثلاث سنوات، بدعم التغيير في سوريا. إنما، لا نعول كثيراً على مبلغ التدريب، ولا حتى الخمسة مليارات من أجل مواجهة «داعش»؛ فمخصص التدريب الـ500 مليون دولار، سيؤول إلى أقل من ثلاثة آلاف مقاتل من الجيش الحر، أي نصف عدد ميليشيات حزب الله التي تقاتل في سوريا، وهو رقم صغير في مواجهة جيش «داعش» المرعب. والذي يزيد من الوضع صعوبة أن تدريب المعارضة السورية، حتى تصل إلى رقم الثلاثة آلاف مقاتل، عملية بطيئة جداً قالوا إنها ستستغرق عامين.
مقاتلة «داعش» لا تحتمل الانتظار، مما سيتطلب من المهتمين العودة إلى قوائم المنشقين من عساكر الجيش السوري، وهم بالآلاف، الذين يعيشون في المخيمات أو داخل بلدهم في الملاجئ، وهم كجنود محترفين سيسدون الفراغ، إلى جانب العودة للحل السياسي، عسى ولعل القوى الموالية لنظام الأسد أصبحت تدرك الآن أن حليفها غرق في المستنقع، وحان الوقت لحكومة تصالحية لا يكون فيها.

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«داعش» صارت أكبر من جيش الكويت «داعش» صارت أكبر من جيش الكويت



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 19:30 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:44 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعه 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الجدي

GMT 23:57 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab