أردوغان وبوتين وسوريا

أردوغان وبوتين وسوريا!

أردوغان وبوتين وسوريا!

 عمان اليوم -

أردوغان وبوتين وسوريا

طارق الحميد

من المفترض أن يصل اليوم إلى إسطنبول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ حيث سيقوم بتوقيع عدة اتفاقيات اقتصادية بين البلدين، وبالتأكيد ملف الأزمة السورية سيكون حاضرا بقوة في لقاء رئيس الوزراء التركي والرئيس الروسي، فهل يمكن توقع، أو انتظار، تغير في الموقف الروسي حيال الثورة السورية؟ لا يوجد شيء أكيد، وكل ما لدينا هو التسريبات والمؤشرات. فمثلا، يقول السفير الروسي في أنقرة إن بلاده تريد تجاوز حادث اعتراض الطائرة السورية في تركيا في أكتوبر (تشرين الأول)، للاشتباه بنقلها أسلحة روسية للنظام الأسدي، وأضاف السفير الروسي أنه «كلما أسرعنا في تجاوز هذا الحادث المشؤوم كان ذلك أفضل»! والسؤال هنا بالطبع: أفضل بالنسبة لمن؟ هل أفضل لتركيا المتضررة من جراء الأزمة السورية، أمنيا واقتصاديا وسياسيا؟ أم أنه أفضل لموسكو التي ذهبت بعيدا في الانغماس بالدم السوري، ومن خلال دعم روسيا للأسد بالسلاح، والفيتو في مجلس الأمن؟ المصلحة التركية أن يكون الجار السوري آمنا هادئا، ولا يتحقق ذلك إلا بوقف الجرائم الأسدية، واحترام رغبة الشعب السوري الذي ذهب قرابة الأربعين ألفا منه ضحية للجرائم الأسدية. أما المصلحة الروسية من الوقوف مع قاتل شعبه، طاغية دمشق، فليست ظاهرة، وغير مفهومة، خصوصا أن المعارك الآن تدور في العاصمة السورية دمشق، وليس بأطراف المدن، حيث الواضح أن الثوار السوريين يريدون إسقاط النظام مباشرة، وليس إسقاط المدن، والواقع على الأرض يقول إن مصالح الروس من بقاء الأسد، وأيا كانت، فإنها باتت مهددة، خصوصا أن المعارك باتت بمحيط الطاغية. وإن كانت المسألة مسألة ثمن سياسي فإنه بكل تأكيد سيكون ثمنا بخسا الآن، خصوصا مع المتغيرات على الأرض، ولذا فإن المصالح الروسية غير مفهومة الآن، خصوصا أن روسيا قد أفرطت بالدفاع عن الأسد! المصادر المعنية والمطلعة، على الملف السوري جيدا، تقول إن الروس يقولون إنهم الآن في مرحلة إعادة التقييم للموقف من سوريا، وبشار الأسد، وهذا ما لمح له الروس في عدة لقاءات في المنطقة، وهذا ما يطمح إلى تحقيقه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان؛ حيث أشار إلى رغبته في بذل جهود لإقناع الروس بتعديل موقفهم من سوريا، حيث يقول السيد أردوغان إن «بوتين يصل إلى تركيا الاثنين، سنبحث هذه المسألة بطريقة معمقة. روسيا تملك أوراقها»، ومضيفا: «إذا أعلنت روسيا موقفا أكثر إيجابية، فذلك سيدفع إيران بدورها إلى إعادة النظر في موقفها». الأطراف العربية المعنية بالملف السوري تقول إنها لم تعد مشغولة بالتصريحات والتلميحات الروسية، ولا حتى بالوعود، فبحسب ما سمعته من أحد النافذين بالملف السوري حول الموقف الروسي هو قوله: «تجاوزنا مرحلة الاعتداد بالأقوال، نحن الآن بمرحلة الأفعال»، فإذا اتخذ الروس موقفا واضحا صريحا، فحينها لكل حادث حديث، وبالطبع فإن سبب هذه اللغة، من المعنيين بالملف السوري، هو مجريات الأحداث على الأرض في سوريا، فهل ينجح السيد أردوغان في إيقاظ الدب الروسي من سباته، وإقناعه بأنه يخسر يوما وراء يوم، من موقفه المتعنت بسوريا؟ دعونا نرَ. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

omantoday

GMT 17:25 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 17:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 17:23 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 17:21 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 17:20 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 17:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 17:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 17:14 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان أمام المجهول

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أردوغان وبوتين وسوريا أردوغان وبوتين وسوريا



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab