نهاية المالكي درس للأسد والمنطقة

نهاية المالكي درس للأسد والمنطقة

نهاية المالكي درس للأسد والمنطقة

 عمان اليوم -

نهاية المالكي درس للأسد والمنطقة

طارق الحميد

 رغم كل محاولات نوري المالكي للتمسك بالسلطة، وحتى كتابة هذا المقال، فإن الأكيد هو أن المالكي قد انتهى، وكل ما يفعله الآن لا يعدو أن يكون إلا محاولات لتحسين شروط نهاية الخدمة بعد أن طردته كل المكونات العراقية من السلطة، وتخلى عنه أقرب الحلفاء، وفي هذا الأمر درس لبشار الأسد، وللمؤثرين في المنطقة.

اللافت في العراق هو تسارع القوى الإقليمية، السعودية وإيران، إلى تهنئة القيادة العراقية الجديدة، الرئيس ورئيس البرلمان ورئيس الوزراء، ورغم وجود المالكي بالسلطة، مما يعني إقرار الرياض وطهران أن اللعبة قد انتهت مع المالكي، وحان وقت التغيير. هنأت السعودية بالتغيير من باب الذكاء السياسي، وفتح صفحة جديدة مع عراق ما بعد المالكي، بينما هنأت إيران، من باب تجرع السم، واستدراك ما يمكن استدراكه، خصوصا أن المالكي رجلها في العراق، وتحت تخطيط وتدبير الجنرال الإيراني قاسم سليماني، ورأينا كيف هاجم المالكي واشنطن بسبب مباركتها لخلفه، بينما لم ينطق بكلمة حيال الموقف الإيراني الذي بارك استبداله، والأرجح أن المالكي سيغادر السلطة بعد مباركة المرشد الأعلى الإيراني لتعيين رئيس وزراء عراقي جديد بالأمس.

والسؤال الآن: كيف اتفقتا السعودية وإيران على أهمية التغيير في العراق؟ وما هو الدرس من ذلك؟ الإجابة بكل بساطة هي أن الوقائع على الأرض، التي أدت إلى تنافر، وتناحر، المكونات العراقية، ثم إجماعها على رفض المالكي الذي هدد وجود الكيان العراقي بسياساته الفاشلة، كل ذلك أدى إلى أن تتجرع إيران كأس السم مرة أخرى في العراق، وتتنازل عن حليفها المالكي. بالنسبة للسعوديين فإن همهم الرئيس هو عودة العراق إلى حاضنته العربية، ويكون دولة مستقلة تحمي كل مكوناتها، وكل ما فعله السعوديون تجاه العراق هو أنهم انتظروا على ضفاف النهر ورأوا جثث أعدائهم تمر من أمامهم، كما يقول المثل، وها هي إيران تتخلى عن المالكي، وبعد أن استثمرت فيه مطولا!

حسنا، ما علاقة الأسد بذلك؟ الوحيد الذي عليه أن يقلق اليوم في المنطقة هو الأسد فمثلما تخلت إيران عن المالكي فقد تتخلى عنه، فالمصالح الإيرانية أهم من الأشخاص، وقد تفعلها إيران ولو ببديل «مقبول» عن الأسد، لكن هذا يعني أن على المؤثرين في المنطقة، وأولهم السعودية، أن يدركوا حقيقة مهمة وهي ضرورة إحداث فارق على الأرض في سوريا.. صحيح أن «داعش» سرعت بالتدخل الأميركي الحالي في العراق، لكن القصة ليست كلها «داعش»، بل هناك العشائر السنية، والأكراد، وحتى الشيعة، وهذا يعني أنه لا بد من جولة جديدة في المشهد السوري سياسيا، وعسكريا، لإحداث فارق، ولا يهم تدخل حزب الله أو إيران هناك حيث لم تستطع إيران، وميليشياتها الشيعية بقيادة قاسم سليماني حماية المالكي.

هذا هو الدرس، ومن المهم استيعابه، والتحرك لإسقاط الأسد الذي حاول المالكي مرارا حمايته، وها هو يغادر قبله، وبمباركة إيرانية.

omantoday

GMT 17:25 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 17:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 17:23 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 17:21 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 17:20 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 17:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 17:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 17:14 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان أمام المجهول

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نهاية المالكي درس للأسد والمنطقة نهاية المالكي درس للأسد والمنطقة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab