هل هناك حملة على الإعلام في مصر

هل هناك حملة على الإعلام في مصر؟

هل هناك حملة على الإعلام في مصر؟

 عمان اليوم -

هل هناك حملة على الإعلام في مصر

طارق الحميد

أسوأ المواقف هي المواقف الانتهازية، واليوم نلاحظ انتهازية واضحة من قبل البعض تجاه موقف السلطات المصرية من بعض وسائل الإعلام الداخلية والخارجية. والإشكالية في منطقتنا، وليس اليوم فقط، بل ومنذ الانفجار الفضائي الإعلامي، وكذلك وسائل التقنية، هي في استخدام الإعلام للتضليل والكذب من باب أن الحرب خدعة، ودون أخلاقيات مهنية ذاتية من بعض وسائل الإعلام، ودون وجود قوانين عصرية قابلة للتنفيذ، والأسوأ من كل ذلك انتشار المفاهيم المغلوطة حول ماهية الإعلام نفسه، وقواعده، ونظرياته، حيث إن بعض الإعلام العربي بات مسرحا لمن يملك الصوت الأعلى، والأكثر نفوذا ماديا، وعملية تحزب وشللية، وليس مسرحا للكفاءات، والأفكار، والمعلومات، ومحكوما بقوانين وقواعد أخلاقية. وفوق هذا وذاك، هناك إشكالية من يتبنون شعارات براقة «أخلاقيا»، ومن باب كلمة حق يراد بها باطل، للدفاع عن الإعلام الذي يسيء للإعلام الرصين نفسه. في مصر، مثلا، داهمت السلطات محطات التحريض الديني فانبرى البعض مدافعا عن تلك القنوات بحجة حرية الرأي، ومن قال إن حرية الرأي هي بالدعوة للعنف، والتحريض بالقتل، والتكفير، واستهداف السلم الأهلي؟ بل وكيف يمكن إغفال الاعتبارات السيادية والقانونية بالنسبة للإعلام الخارجي؟ فقبل أيام أغلقت السلطات المصرية مكتب قناة «العالم» الإخبارية الإيرانية، وقبلها تعاملت السلطات مع مكتب قناة «الجزيرة»، ونجد من يدافع عنهما، كما وجدنا من يدافع عن قناة «المنار» التابعة لحزب الله في فترة من الفترات، والسؤال هنا: هل يسمح للإعلام العربي، وليس المصري فقط، التنقل بحرية في إيران، مثلا؟ أو في الضاحية الجنوبية ببيروت، حيث حزب الله؟ وهل بمقدور الصحافي العربي أن ينتقد تلك الجهات من فوق أراضيها؟ الإجابة لا بالطبع، وعليه فلماذا هذا الدفاع الانتهازي عن وسائل إعلام لو قامت بما تقوم به بمصر في أي دولة أوروبية، أو في أميركا، لتم إغلاقها، ومحاكمة العاملين فيها؟ وبالطبع، فإنه لا أحد يريد تكميم الأفواه، لكن لا خطأ في أن يقول صحافي أو مثقف، علنا: نعم لتنظيم الإعلام وإخضاعه لقوانين شفافة، وذلك حماية للإعلام نفسه. فلا يعقل أنه في الغرب، مثلا، يحاكم من يغرد بتغريدة عنصرية حول مباراة كرة قدم، بينما نجد بمنطقتنا، أو من الخارج، من يدافع عن إعلام يحرض، ويخون، ويبث خطاب كراهية، بحجة المبادئ، وشعارات مفرغة من محتواها الأخلاقي والقيمي. الحرية مسؤولية، وهذا ما يحدث في الغرب، فلماذا المزايدة بمنطقتنا؟ قلنا هذا الرأي في أول الربيع العربي، ونقوله الآن، فلا يعقل أن يصبح الإعلام العربي مسرحا للتضليل، والتزوير، ونوعا من أنواع «انشر تؤجر»، بل إن للإعلام قواعد وأخلاقيات! ولذا، فإن ما يحدث بمصر هو تنظيم يستحق الدعم، ويجب أن يكون وفق القوانين والأنظمة، أما أصحاب «الانتهازية» الأخلاقية فإن السؤال لهم هو: أين كنتم ممن يحاصرون مدينة الإنتاج الإعلامي في مصر، وليس الآن، بل وفي فترة حكم مرسي؟

omantoday

GMT 17:25 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 17:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 17:23 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 17:21 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 17:20 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 17:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 17:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 17:14 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان أمام المجهول

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل هناك حملة على الإعلام في مصر هل هناك حملة على الإعلام في مصر



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab