العراق سيكون خطأ الأكراد القاتل

العراق.. سيكون خطأ الأكراد القاتل!

العراق.. سيكون خطأ الأكراد القاتل!

 عمان اليوم -

العراق سيكون خطأ الأكراد القاتل

طارق الحميد

 على أثر انهيار قوات الجيش العراقي النظامي في عدة مناطق وهروبها من كركوك التي سيطرت عليها القوات الكردية بات هناك اعتقاد أن هذه هي الفرصة التاريخية السانحة ليعلن الأكراد انفصالهم عن العراق، وخصوصا أن كركوك التي يعتبرونها عاصمتهم التاريخية، باتت بأيديهم، كما باتوا يسيطرون على احتياطيات نفطية مهولة فيها.
خطورة وجدية التلويح الكردي بالانفصال عن العراق باتت مؤكدة مع تصريحات الزعيم الكردي مسعود بارزاني الذي هدد في مقابلة له مع محطة «سي إن إن» الأميركية بإجراء استفتاء على الانفصال عن العراق، حيث قال إن الوقت حان ليحدد الشعب الكردي مصيره. والأمر نفسه نقلته وكالة أنباء «رويترز» عن عدة شخصيات كردية يقولون، إن الاتفاق الذي يبقي العراق دولة موحدة مهدد في الوقت الحالي. وهذا ما دفع بالطبع بوزير الخارجية الأميركي لزيارة كردستان العراق ولقاء بارزاني الذي أكد لكيري، وبحسب ما نقلته «رويترز»، أن العراقيين يواجهون حقيقة جديدة اليوم. وبالطبع، فإن الأكراد، ومن ضمنهم بارزاني، يلقون باللوم على «السياسات الخاطئة» لنوري المالكي ويحملونه مسؤولية ما يحدث، مطالبين إياه بالاستقالة، لكن السؤال هنا هو: هل الأكراد وحدهم المتضررون من المالكي وما فعله ويفعله في العراق؟ الإجابة الأكيدة: لا!
المتضررون من المالكي اليوم، وبالأمس، هم السنة والشيعة، ومثلهم الأكراد، بل والعراق الكيان، وحتى جيران العراق المعتدلون، وبالتالي فإن القول إن «العراقيين يواجهون حقيقة جديدة اليوم» لا يمكن أن يعني تقسيم أو انهيار العراق، بل يجب أن يكون ما يحدث هناك بمثابة نقطة التحول لنبذ الطائفية والإقصاء وبناء دولة حديثة تجمع ولا تفرق، وهذا الدور التاريخي الذي يمكن أن يلعبه الأكراد اليوم، وليس السعي للانفصال، والذي لو حدث سيكون بمثابة الخطأ الكردي القاتل. فانفصال الأكراد عن العراق من شأنه أن يوحد الجميع ضدهم، سواء في الداخل العراقي، حيث لن يقبل العراقيون الشرفاء، سنة وشيعة، بذلك. وبالنسبة للخارج فلن تقبل تركيا ولا إيران بحدوث هذا الانفصال لأنه سيهدد أمنهما القومي، والأمر نفسه سيكون مرفوضا عربيا.
وعليه، فإن انفصال الأكراد عن العراق سيكون إيذانا بدخول المنطقة برمتها إلى مرحلة جديدة معقدة سمتها العنف والحروب التي لا طائل منها، بينما بإمكان الأكراد الآن أن يضربوا عصافير بحجر واحد، فيكونوا، أي الأكراد، هم لاعبي دور الوسيط في الأزمة العراقية، حيث يضمنون إنزال المالكي من فوق الشجرة، ويسعون إلى تقريب السنة والشيعة، في العراق، والعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية من دون المالكي، وهو الأمر الذي يطالب به الأكراد، وكل العقلاء في العراق وخارجه. ولذا فالأمل أن يسعى الأكراد الآن للعب دور المقرب، والمجمع، لكل العراقيين، وليس استغلال ما يحدث من أجل الانفصال، فهذه هي الفرصة التاريخية التي من شأنها منح الأكراد مكانة حقيقية في المكون العراقي، وليس الانفصال.

omantoday

GMT 17:25 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 17:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 17:23 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 17:21 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 17:20 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 17:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 17:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 17:14 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان أمام المجهول

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العراق سيكون خطأ الأكراد القاتل العراق سيكون خطأ الأكراد القاتل



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab