متى يهرب الرئيس اليمني

متى يهرب الرئيس اليمني؟

متى يهرب الرئيس اليمني؟

 عمان اليوم -

متى يهرب الرئيس اليمني

طارق حميد

 اللافت في الأزمة اليمنية، واحتلال الحوثيين للعاصمة صنعاء، والاستيلاء على كافة مؤسساتها الحيوية، هو عدم هروب الرئيس عبد ربه منصور هادي من اليمن إلى الآن؟ والأغرب من عدم هروب الرئيس هو إعلان سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية تأييدهم لدور هادي كرئيس شرعي، ومطالبة جميع الأطراف بضرورة دعمه!

والاستغراب من عدم هروب الرئيس، ودعم سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية له، سببه بسيط جدا؛ فما فعله الحوثيون في صنعاء مشابه تماما لما فعله «حزب الله» حين احتلاله لبيروت في السابع من مايو (أيار) 2008. فمن حينها بات لبنان كله تحت رحمة «حزب الله» الذي تحول إلى قوة معطلة ومسيطرة على مفاصل الدولة اللبنانية، وبدعم إيراني خالص، وها هو «حزب الله» يقاتل السوريين دفاعا عن المجرم بشار الأسد، فكيف ننتظر أن يكون هادي سيد قراره في اليمن والحوثيون يسيطرون على العاصمة اليمنية تماما؟!

الحقيقة أن واقع الحال في اليمن اليوم، وتحديدا في صنعاء، هو أن الحوثيين باتوا يسيطرون بالكامل على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية، كما داهموا منازل مسؤولين وشخصيات يمنية بارزة، حيث هاجم الحوثيون منزل اللواء الركن علي محسن الأحمر، مستشار الرئيس لشؤون الدفاع والأمن، ومنزل الشيخ حميد الأحمر، ومنزل وزير التربية والتعليم، وأكثر من ذلك. ويحدث كل هذا وسط رفض الحوثيين التوقيع على الملحق الأمني لاتفاق إنهاء الأزمة الذي يضمن تسليم جميع الأسلحة التي جرى الاستيلاء عليها من معسكرات الدولة، ورفع النقاط المسلحة من صنعاء، والمخيمات المسلحة بداخلها.

وعليه، وبعد كل هذه السيطرة الحوثية على صنعاء، مع الخيانات التي وقعت داخل المؤسسة العسكرية، فكيف سيكون بمقدور هادي الاستمرار بممارسة أعماله كرئيس؟ وكيف يمكن أصلا دعمه، والوقوف معه، من قبل سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية طالما أن صنعاء كاملة باتت تحت سيطرة الحوثيين الذين يجوبون المنازل بحثا عن خصومهم السياسيين؟ ولذا فمن الغريب صمود الرئيس اليمني وعدم هروبه للآن، ومن يدري؟! فقد يكون هادي هدفا للحوثيين في قادم الأيام. وفي حال لم يكن الرئيس هدفا فالأكيد أنه بات بلا قوة، كما لا يمكن أصلا الاعتداد بأي اتفاق يتم توقيعه تحت الحصار والسلاح، كما فعل الحوثيون في صنعاء، حيث كانوا يحتلون مؤسسات الدولة الواحدة تلو الأخرى بينما كانوا يفاوضون المندوب الأممي جمال بنعمر الذي لا يختلف كثيرا عن المبعوث الأممي السابق لسوريا الأخضر الإبراهيمي إلا في كون أن الأخير تنبه متأخرا للعبة الأسدية وقرر التقاعد، بينما ضحك الحوثيون مطولا على بنعمر!

خلاصة القول هي أن اليمن تغير، ويجب أن تتغير نظرة دول المنطقة له، وقبل أن تفاجأ بهروب الرئيس. وما يجب أن يقال، وبصوت مسموع، هو أن زمن الابتزاز قد ولى، وبدلا من دفع 5 مليارات، مثلا، للمبتزين، فالأفضل إنفاق مليار واحد لتأمين الحدود مع اليمن، وتغيير قواعد اللعبة تماما! الرسالة لدولنا هي: فكر خارج الصندوق!

omantoday

GMT 17:25 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 17:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 17:23 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 17:21 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 17:20 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 17:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 17:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 17:14 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان أمام المجهول

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى يهرب الرئيس اليمني متى يهرب الرئيس اليمني



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab