طارق الحميد
سمى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الأشياء بأسمائها فيما يتعلق بالأزمة السورية، حيث اعتبر في المؤتمر الصحافي الذي عقد بجدة بحضور وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أن سوريا تعتبر اليوم أرضا محتلة، وذلك بعد تدخل ميليشيات حزب الله هناك مدعومة من قبل الحرس الثوري الإيراني.
الأمير سعود يقول: «إن أخطر المستجدات على الساحة السورية هي مشاركة قوات أجنبية، ممثلة في ميليشيات حزب الله وغيرها، مدعومة بقوات الحرس الثوري الإيراني، في قتل السوريين وبدعم غير محدود بالسلاح الروسي»، ومضيفا أن «هذا الأمر خطير في الأزمة ولا يمكن السكوت أو التغاضي عنه بأي حال من الأحوال؛ كونه يضيف إلى حالة الإبادة الجماعية التي يمارسها النظام ضد شعبه معنى جديدا يتمثل في غزو أجنبي مناف لكل القوانين والأعراف والمبادئ الدولية، كما أنه يستبيح الأرض السورية ويجعلها ساحة للصراعات الدولية والإقليمية، وعرضة للنزاعات الطائفية والمذهبية، ولا يمكن اعتبار سوريا الآن إلا كونها أرضا محتلة».
وبالطبع فسوريا محتلة، ومقسمة أيضا، فما يحدث اليوم، وعلى يد الأسد، يدحض كل محاولات من يريدون الدفاع عن هذا النظام الإجرامي، أو تبرير جرائمه، سواء الروس، أو إيران، أو بعض الموالين للحلف الإيراني، ومن ضمنهم نوري المالكي في العراق.
الواقع اليوم بسوريا يقول إن المقاتلين الأجانب المحسوبين على إيران، سواء الحرس الثوري، وفيلق القدس، وكذلك مقاتلو حزب الله، والميليشيات الشيعية العراقية، وآخرون للأسف من شيعة المنطقة، كلهم يتدفقون لسوريا بدعوة من الأسد، ومن أجل محاولة دعم نظامه، فأمن دمشق بيد الإيرانيين، وتحديدا قاسم سليماني الذي قيل إنه لا يغيب عن العاصمة السورية.
وهناك الحدود المتاخمة للبنان، حيث يرعاها حزب الله، ومثلها الحدود مع العراق التي تحرك الحكومة العراقية قواتها، هذا عدا الميليشيات الشيعية العراقية، لتأمينها دعما للأسد، وفي محاولة لخنق الجيش السوري الحر، وبالطبع فإن هناك الجولان المحتلة من قبل إسرائيل التي سمحت لقوات الأسد باستخدام الدبابات من أجل إخراج الجيش الحر من معبر القنيطرة، ومن ناحية البحر المتوسط هناك البوارج الروسية! كل ذلك يقول إن سوريا مقسمة ومحتلة بفعل الأسد الذي قتل قرابة المائة ألف من السوريين.
حديث الأمير سعود الفيصل يعني أن السعودية لا تقبل بحل سياسي يبقي الأسد، وهذا بمثابة رسم مسار لأي محاولات سياسية قائمة أو قادمة، سواء على غرار «جنيف2» الذي بات مشكوكا في أن يعقد، أو غيره من الأفكار، والمبادرات التي تطرح من هنا وهناك والهدف منها إنقاذ الأسد. ولذا فإن حديث الفيصل مهم، وحاسم، حيث سمى الأشياء بأسمائها، وشكل رافعة مهمة للمعارضة السورية حين رسم حدود ما هو مقبول وما هو غير مقبول، كما أن حديث الأمير سعود يعني أن الرياض ماضية قدما في دعم الجيش السوري الحر من أجل تمكينه من حق الدفاع عن النفس والأرض.
نقلا عن جريدة الشرق الاوسط