كش رئيس ترامب برلسكوني أميركا

كش رئيس: ترامب برلسكوني أميركا؟

كش رئيس: ترامب برلسكوني أميركا؟

 عمان اليوم -

كش رئيس ترامب برلسكوني أميركا

بقلم : مأمون فندي

هناك إحساس مسيطر علي أن دونالد ترامب ركب موجة الشعبوية وغرر بالمجتمع الأميركي٬ وأنه سيكون رئي ًسا مارقً مًعا. في تصوري أن السيناريو المحتمل هو عكس ذلك تما ًما٬ فدونالد ترامب (رجل الأعمال وليس الرئيس) بكل فريق المحامين الذين معه استطاع التملص من القانون أكثر من مرة٬ أو أنه تحايل على القانون وتهرب من دفع الضرائب٬ وظني أنه تهرب كثي ًرا من دفع المستحقات حتى حاصره الأميركيون في البيت الأبيض٬ حيث تكون كل تصرفاته معلنة وتخضع للمحاسبة٬ الشعب الأميركي حشر ترامب في البيت الأبيض٬ أي أن البيت الأبيض هو الفخ الذي وقع فيه ترامب. وهذا ما يعبر عنه العنوان ا بكسب اللعب «كش ملك».

في عبارة «كش رئيس» اقتداء بنقلة قطعة الشطرنج النهائية إيذانً ترامب الرئيس سيخضع للقانون الأميركي الصارم٬ حيث كل شيء مراقب ومسجل في البيت الأبيض. ومن هنا سيعيش ترامب أربع سنوات أو دونها وليس أكثر تحت كاميرات أشبه بتلفزيون الواقع٬ على غرار برنامج «الأخ الأكبر» (Brother Big(٬ تلك البرامج التي كان يحبها ترامب الوجه التلفزيوني وترامب رجل الأعمال. تحت كل هذه الرقابة والتسجيلات حت ًما سيرتكب ترامب الحماقة الكبرى التي قد تؤدي إلى عزله قبل نهاية المدة الأولى لرئاسته.يتصور البعض أن رجل الأعمال ترامب بكل زخمه القادم به يستطيع أن يأخذ الرئاسة الأميركية إلى مستوى آخر. الحقيقة هي أن عالم المال هو عالم هواة٬ مقارنة بعالم السياسة. وترامب ليس رجل الأعمال الوحيد الذي دخل عالم السياسة في الغرب٬ فهناك المثل الأقرب لترامب في دولة أصغر بكثير من الولايات المتحدة٬ وهنا أقصدا منه أنها تدوم٬
رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني٬ الذي ترأس الوزارة في إيطاليا لتسع سنوات. برلسكوني دخل السياسة الإيطالية بأمواله ونسائه ظنًا عن مصير برلسكوني.

وخرج من السياسة بفضائح طفت جذوته ربما إلى الأبد. مصير ترامب لن يكون مختلفً هناك تقاطعات كثيرة بين شخصية برلسكوني وشخصية دونالد ترامب٬ الأولى هي المال واستخداماته السياسية٬ والثانية هي احتقار كل منهما للنساء واستغلالهن بشكل لا يليق٬ أما التقاطع الثالث فعلاقة كل منهما بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. أما الاختلاف بين الشخصيتين فيظهر في علاقة كل منهما بالإعلام. فبينما جاء برلسكوني إلى السياسة من خلال امتلاكه للإعلام وإصراره على السيطرة الإعلامية٬ جاء ترامب إلى رئاسة أميركا من خلال احتقاره للإعلام. أما الاختلاف الأكبر والأهم فهو أنبرلسكوني رغم ما يقال عنه فهو سياسي إيطالي تدرج في مجلس النواب الإيطالي ولم يأ ِت إلى رئاسة الوزارة فجأة. ورغم كل هذه الخبرة  السياسية الطويلة كان مصير برلسكوني السجن بأمر قضائي نتيجة لفساده وتهربه من دفع الضرائب٬ وترامب الذي ليست له أي خبرة سياسية تذكر٬ لن يدوم في عالم السياسة كما استمر برلسكوني٬ إذ قد يتعثر بسرعة من خلال أخطاء تخص النساء٬ أو مخالفة القانون تجعل مسألة عزله أمًرا وارًدا بأسرع مما نتخيل.

ترامب لا يخفي علاقته أو إعجابه بالسياسي الإيطالي٬ فهل سيكون مصيره هو مصير برلسكوني وبشكل أسرع وربما بفضائح أكبر؟ أعتقد أن المقارنة بين برلسكوني وترامب قد تكون مفيدة رغم الفارق بين حجم الدولتين. فبينما كان برلسكوني يترأس الوزارة في بلد يعتبر قوة متوسطة عالمًيا٬ إلا أن ترامب هو قائد الدولة العظمى الوحيدة في النظام العالمي الحالي. إذا كان برلسكوني هو المثل الأعلى لترامب من حيث علاقة كل منهما باليمين المتطرف٬ وكراهيتهما للمهاجرين٬ فلن يكون مصيرا كثي ًرا عن مصير برلسكوني. ترامب في ظني مختلفً

عندما ينتقل ترامب من عالم المال وعالم الهواة من الساسة إلى عالم البريميرليغ (دوري الأبطال) ويجلس على كرسي الرئاسة٬ فإن قواعد المحاسبة ستختلف وكذلك ا مستأن ًسا يلعب حسب قواعد السياسة الأميركية٬ وإن خرج عن الخط فسيجد نفسه ا أليفًِ ح ترامب حيوانً

قواعد اللعبة برمتها. لن يأخذ ترامب أميركا إلى عالمه٬ بل سُيصب محاص ًرا ومعزولاً على غرار ما في العنوان: «كش رئيس».

في مقال سابق في هذه الصحيفة بعنوان «من يخاف من دونالد ترامب؟»٬ قللت من قدرات ترامب في أن يسبب أي مشكلات لأميركا ولا للنظام العالمي٬ لأن الدولة والنظام العالمي كوابح كبرى لأي رئيس مهما كانت قدراته. وفي هذا المقال أحاول أن أفتح الحوار في زاوية أخرى تجعلنا ننظر لترامب من منظور مختلف٬ وهو مقارنته برئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني. برلسكوني لم يدخل السجن نتيجة تقدمه في العمر ولكن ترامب قد يدخله. تكون سخرية القدر أن ترامب أراد أن يودع هيلاري كلينتون في السجن وربما نتيجة إساءة فهمه للنظام الأميركي٬ ونتيجة إساءة استخدامه للقوة تجعله عرضة للعزل٬ وربما السجن أكثر منها.

أعرف أن المقارنة ببرلسكوني قد يكون عليها ما عليها٬ ولكنني أطرح المقارنة هنا من أجل اتساع الرؤية والتفكير في ترامب بشكل مختلف لا يجعلنا أسرى التحليل التقليدي٬ خصو ًصا فيما يتعلق بعلاقة الولايات المتحدة الأميركية بالشرق الأوسط. فهل سيقول الأميركان لترامب يو ًما ما: «كش رئيس؟»٬ وهل سيكون ترامب هو برلسكوني أميركا أم أن ما أطرحه لا يتعدى كونه مبالغة سياسية؟

المصدر : صحيفة الشرق الآوسط

omantoday

GMT 08:57 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

هل ينقسم الحزب الديمقراطي؟

GMT 09:36 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

الكويت: بين المشروع وإعادة النظر

GMT 00:04 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

حتمية المواجهة الإيرانية ــ الإسرائيلية

GMT 00:00 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

رمضان وفلسفة الجوع

GMT 00:11 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

نقطة انقلاب في واشنطن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كش رئيس ترامب برلسكوني أميركا كش رئيس ترامب برلسكوني أميركا



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab