هل حسمت انتخابات اميركا قبل التصويت

هل حسمت انتخابات اميركا قبل التصويت؟

هل حسمت انتخابات اميركا قبل التصويت؟

 عمان اليوم -

هل حسمت انتخابات اميركا قبل التصويت

بقلم : مأمون فندي

هلُحسمت انتخابات الرئاسة الأميركية قبل شهرين من إجراء الانتخابات لصالح السيدة هيلاري كلينتون، عضو مجلس الشيوخ، ووزيرة الخارجية السابقة، وزوجة الرئيس الأسبق بيل كلينتون؟ وماذا يعني هذا لأميركا وللعالم؟ وهل يتحرك الحكم في أميركا داخل عائلات سياسية غدت تمثل أرستقراطية أميركا، مثل عائلة بوش وعائلة كيندي وعائلة كلينتون؟

آخر استطلاعات رأي في 17 أغسطس (آب) في الانتخابات الرئاسية على مستوى أميركا تشير إلى تقدم هيلاري كلينتون بفارق من 6 إلى 8 نقاط. وفي بعض الولايات، مثل فرجينيا وكلورادو، تتقدم كلينتون بفارق يصل إلى 15 نقطة. وهناك ولايات مثل أيوا، تتقدم فيها كلينتون بثلاث نقاط، فارق بسيط قد يقع داخل هامش الخطأ، بينما يتقدم دونالد ترامب بفارق 11 نقطة في ولاية إنديانا. ويبقى الحسم في ولايات مثل بنسلفانيا وفلوريدا، وحتى الآن كلينتون متقدمة في بنسلفانيا بفارق عشر نقاط، وكذلك في أوهايو، أما فلوريدا فحتى الآن أمرها غير محسوم. ولكن استطلاعات الرأي منذ مؤتمرات الحزبين حتى الآن، كلها تقول بتقدم هيلاري كلينتون كخط بياني غير متقطع لم يحدث فيه أي خلل، بل الاختلال والارتباك حتى الآن هو ما يحدث في معسكر الحزب الجمهوري، ممثلا بمرشحه دونالد ترامب الذي يغير أعضاء حملته كل أسبوعين منذ مؤتمر الحزب.

أيًضا مهم أن نعرف أن كل قيادات الحزب الجمهوري المهمة لا تستطيع أن ترمي بثقلها السياسي خلف دونالد ترامب، لما أصبح معروفا عنه من مواقف عنصرية تجاه المسلمين خصوصا، والغرباء من أميركا اللاتينية عموما.

كل هذه المؤشرات تقول إن هيلاري كلينتون هي الرئيس القادم للولايات المتحدة الأميركية، طبعا هذا إذا لم تحدث كارثة في معسكرها، سواء فيما يخص الإيميلات الخاصة بها أو فضيحة سياسية أو أخلاقية أخرى، إذا لم يحدث أي من هذا، فقد تفوز هيلاري كلينتون بفارق كبير من الأصوات غير مسبوق في الحزب الديمقراطي منذ عقود.

وجود أول امرأة على قمة الهرم السياسي في الولايات المتحدة الأميركية، لا بد أن يغير الأجندة العالمية بشكل يحقق مكاسب للمرأة، هذا إذا ظلت السيدة كلينتون وفية لأجندتها النسوية.

طبعا المرأة والسلطة أمر معقد، وفي الغالب ما تأخذ السلطة المرأة إلى حالة رجولية، أكثر من كونها نسوية. ففي حالات مثل حالة أنديرا غاندي في الهند، وبي نظير بوتو في باكستان، وغولدا مائير في إسرائيل، كلهن تقريبا تقمصن دور الرجل عندما وصلن للسلطة. إذن التحدي بالنسبة لهيلاري كلينتون، بوصفها رئيًسا قادًما للولايات المتحدة، هو إلى أي جنس تنحاز؟ هل ستأخذها سكرة السلطة وتصبح رجلا في ممارستها، أم تظل وفيه لمبادئها النسوية التي تبنتها منذ أن كانت طالبة في كلية القانون في جامعة يل الأميركية؟

أما فيما يخص قضايا الشرق الأوسط التي تهمنا، فلا أعتقد أن هيلاري كلينتون ستختلف كثيرا في سياساتها عن سياسة باراك أوباما الخارجية، التي كانت هي ممثلها الأول في فترة أوباما الرئاسية الأولى.

قد تتحيز كلينتون لإسرائيل أكثر من أوباما، وتسعى لتنشيط عملية السلام، والوصول إلى شيء أقرب إلى ما طرحه زوجها بيل كلينتون على الراحل ياسر عرفات في التسعينات، إذ لا شك عندي أن بيل كلينتون سيكون مستشار هيلاري الأول في السياسة الخارجية، وريما يحاول أن يكمل مشروعه من خلال زوجته، وبهذا تصبح الفترة الأولى للرئيس هيلاري كلينتون هي فترة رئاسية ثالثة لبيل كلينتون.

كل من عملوا في ملف السلام، من مارتن إنديك إلى دينس روس إلى مادلين أولبرايت، سيجتمع هؤلاء مرة أخرى، مع إضافة إسلامية إثنية في حالة مستشارتها الخاصة هوما عابدين الباكستانية الأصل، ذات المعرفة المحدودة بتعقيدات الشرق الأوسط.

أما إيران وبقايا قضايا الاستقرار في المنطقة، فستأخذ أميركا بنصيحة تل أبيب أكثر من أي رئاسة مضت، أي أن مستشار الأمن القومي لهيلاري سيكون بالاسم في واشنطن، ولكن في الواقع بتل أبيب. لست ممنُيعرف عنهم تفكير المؤامرة، والربط اللصيق بين أميركا وإسرائيل، ولكن في حالة رئاسة كلينتون سيكون الأمر كذلك.

فإيران وسوريا ستكونان من خلال السيدة وندي شيرمان، التي هي أيًضا تحلم بأن تكون وزيرة خارجية يوما ما رغم تقدمها في العمر، ولكنها هي التي أدارت المفاوضات حول النووي الإيراني مع جون كيري، وكانت الأكثر التصاقا بالملف الإيراني من كيري ذاته. وهي ذاتها قريبة جدًا من التوجه الاسرائيلي في المنطقة وتأخذ نصيحتها من تل أبيب.

الملفات كثيرة ومعقدة في منطقتنا، ولن يختلف أي رئيس كثيرا عن سابقه ما لم تحدث كارثة كبرى في الشرق الأوسط، وما لم تحدث كارثة في الانتخابات، فلن تتغير السياسة الخارجية الأميركية تجاه الشرق الأوسط كثيرا. إنها فترة رئاسية ثالثة لكلينتون.

بينما يقترب دونالد ترامب من الانتحار السياسي كل يوم، ويرى الأميركيون أنهم يختارون بين سيء وأسوأ. وفي هذا الاختيار الصعب، ستحسم الانتخابات قبل حدوثها لصالح كلينتون، وبذا ستكون هذه واحدة من أكثر الانتخابات مللا.

omantoday

GMT 08:57 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

هل ينقسم الحزب الديمقراطي؟

GMT 09:36 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

الكويت: بين المشروع وإعادة النظر

GMT 00:04 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

حتمية المواجهة الإيرانية ــ الإسرائيلية

GMT 00:00 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

رمضان وفلسفة الجوع

GMT 00:11 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

نقطة انقلاب في واشنطن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل حسمت انتخابات اميركا قبل التصويت هل حسمت انتخابات اميركا قبل التصويت



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab