كتب فيها متعة للقارئ

كتب فيها متعة للقارئ

كتب فيها متعة للقارئ

 عمان اليوم -

كتب فيها متعة للقارئ

جهاد الخازن

 ماذا يجمع بين الدكتورة السعودية سامية العمودي والشاعر العماني سعيد الصقلاوي؟ يُفترَض أن يكون الجواب لا شيء، وأرجّح أنهما لا يعرف أحدهما الآخر. غير أنني وقد قرأت كتابيهما «مذكرات امرأة سعودية» و «وصايا قيد الدرس» وجدت أنني (عدم المواخذة) الجامع بينهما.

كيف؟ الدكتورة سامية طبيبة عظيمة كانت بين الدفعة الأولى من الطبيبات اللواتي تخرّجن سنة 1982، في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة. وهي أيضاً أديبة لها نشاط كبير وكتب، من الرواية إلى سرطان الثدي، وزاوية أسبوعية في جريدة «المدينة» وتغريدات. أما الصديق سعيد فهو باش مهندس ناجح عمل في الدولة والقطاع الخاص. وأيضاً له نشاط أدبي واسع مثل رئاسة تحرير مجلة «الثقافة» والبرنامج الوطني لدعم الكتاب العماني وله كتب عدة ودواوين شعر.

ما هو دوري في ما سبق؟ في جيلي وجيل الوالدَيْن وجيل الأبناء العربي لا ينجح إلا مَن كان طبيباً أو مهندساً. عندما دخلت كلية العلوم السياسية في الجامعة الأميركية ببيروت، ذهب عمي الباش مهندس فؤاد فضيل الخازن، كبير العائلة، إلى والدتي وقال لها: ابنك ولد صايع، يدرس العلوم السياسية. غداً سيتخرج ويصبح معلماً مرتبه مئتا ليرة في الشهر. وكان أن أصبتُ بقرحة معوية خوفاً من المستقبل وقلقاً.

الدكتورة سامية والأخ سعيد استطاعا أن يكونا طبيبة ومهندساً، وأن يحترفا الأدب في الوقت نفسه، وهو ما قصّرت عنه... بامتياز.

أبدأ بكتاب الدكتورة سامية العمودي، فهي بنت لأب يمني وأم سعودية، توفي والدها وهي تستقبل المراهقة، وكادت ألا تدخل المدرسة الثانوية لولا وساطة أصدقاء نجحت في أن يمنح الملك فيصل، رحمه الله، الأسرة الجنسية السعودية، وكان أن سامية العمودي دخلت كلية الطب، وكانت متفوقة دائماً، نالت جائزة الطالبة المثالية وهي في الثانوية، وألقت خطاب التخرج نيابة عن زميلاتها الطبيبات. وفي سنة 2007، فازت بجائزة الشجاعة الأميركية لأنها كسرت حاجز الصمت ونشرت الوعي بسرطان الثدي، فقد أصيبت به سنة 2006 وعولجت وشفيت وانتكست، فأرجو لها السلامة.

شيء واحد فقط اعترضت عليه، فهي تنقلت بين نقاب وحجاب وتقول عن الحجاب أنه «شرع ربي وهو شعاري». أقول إن الأزهر الشريف أعلن في بيان أن الحجاب عادة وليس عبادة، وهو أعلم مني ومن الدكتورة.

أطلت فأنتقل إلى ديوان «وصايا قيد الدرس» والشاعر سعيد الصقلاوي يتقلب بين شعر الغزل والقصائد الوطنية كأنهما واحد.

في قصيدة عنوانها: إليك تسعى جفوني، هو يقول: إذا جزيت فؤادي بدمعة واغترابِ/ إليك تسعى جفوني/ برغم كل الصعابِ/ ولست أخشى كلاماً/ ولست فيك أحابي/ فأنت نوري وظلي/ وحضرتي وغيابي.

هو ينتقل بعد ذلك إلى قصيدة عنوانها «خيل وجناح/ إلى والدي فتى قريش»، فلا ينتهي منها حتى أقرأ له قصيدة عنوانها «ذكرى» يقول فيها: شافته عيني/ صاحت ويلاه/ قلبي سماه/ أحلى دنياه/ حلمي أن تبقى/ نفسي سكناه/ لو ينسى حبي/ صعب أنساه. ماذا بعد هذا؟ أقرأ له قصيدة وطنية عنوانها «سلام على الرافدين».

وضاق المجال، وعندي ديوان آخر أتمنى على كل قارئ أن يطلبه هو «قصائدي التي تصحبني» للصديق فاروق شوشة. وأختار من قصيدة له قوله: أحبك حتى البكاء/ وأعلم أن الذي بيننا/ ليس نزواً/ ولا هو محض اشتهاء/ ولكن معناه/ فيك ومنك/ ... أحبك حتى البكاء/ كأن البكاء طريقي إليك/ وفي موكب الدمع أصعد...

وفي قصيدة «الدم العربي» يقول: أخيراً يقول الدم العربي/ تساويت والماء/ أصبحت لا طعم/ لا لون/ لا رائحة/ أخيراً يقول الدم العربي/ أسيل فلا يتداعى ورائي النخيل/ ولا ينبت الشجر المستحيل.

وعدت من سفر ووجدت أنني تلقيت الكتاب «ناصر المنقور: أشواك السياسة وغربة السفارة» من تأليف الأخ محمد بن عبدالله السيف، ولا بد من أن أعرضه على القراء في المستقبل القريب.

هي كتب تستحق أن تُقرأ.

omantoday

GMT 19:41 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

الثرثار الرائع

GMT 19:40 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

صور متخيلة لعالم وهو ينتقل من عام إلى آخر

GMT 19:39 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أزمة السودان وخطاب الإقصاء

GMT 19:38 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 19:37 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

كليوباترا وسفراء دول العالم

GMT 19:36 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

«قيصر» وضحايا التعذيب في سوريا

GMT 19:34 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

طرق معبّدة نحو ألماس الدم

GMT 19:33 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

عالم جديد جداً

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتب فيها متعة للقارئ كتب فيها متعة للقارئ



أحدث إطلالات أروى جودة جاذبة وغنية باللمسات الأنثوية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى
 عمان اليوم - إطلالات كيت ميدلتون أناقة وجاذبية لا تضاهى

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم
 عمان اليوم - أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 اكتشف مغامرات جديدة حول العالم

GMT 09:25 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
 عمان اليوم - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024

GMT 09:56 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

طرق فعالة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab