تيريزا ماي أفضل من خصومها

تيريزا ماي أفضل من خصومها

تيريزا ماي أفضل من خصومها

 عمان اليوم -

تيريزا ماي أفضل من خصومها

بقلم : جهاد الخازن

إذا بقيت تيريزا ماي في رئاسة الوزارة البريطانية فربما فاز المحافظون في الانتخابات البرلمانية المقبلة. إذا نجحت مؤامرة بعض أعضاء حزبها ضدها فرئيس الوزراء القادم هو جيريمي كوربن، رئيس حزب العمال.

رئيسة الوزراء كانت مصابة بزكام وتلعثمت وهي تلقي خطابها في نهاية مؤتمر حزب المحافظين في مانشستر الأسبوع الماضي. الزكام لا دواء له وإنما هو أسبوع ويذهب.

مَنْ يخلف تيريزا ماي إذا أسقطها حزبها أو استقالت؟ هناك حديث مستمر عن بوريس جونسون، وزير الخارجية، إلا أنني أعتقد أنه استهلك حظه في رئاسة الوزارة، ورئيسة الوزراء قالت إن حكومتها كلها تؤيد استمرارها. ربما كان ديفيد ديفيس، وزير الخروج من الاتحاد الأوروبي، أفضل حظاً في رئاسة الوزارة، كما أن هناك فيليب هاموند، وزير الخزانة، وقرأت اسم أمبر راد، وزيرة الداخلية بين المرشحين، إلا أنها كانت أصدرت تصريحاً واضحاً تؤيد فيه استمرار ماي في رئاسة الوزارة كما فعل جونسون.

هناك منافسون أو خصوم ومنهم:

- غرانت شابس، رئيس الحزب السابق، وهو كان حليفاً لرئيس الوزراء الأخير ديفيد كامرون الذي عينه في رئاسة الحزب سنة 2012، واستقال سنة 2015، إثر فضيحة داخل الحزب. شابس زعم أن لديه قائمة بثلاثين عضواً محافظاً يريدون استقالة ماي. أعتقد أن هذا كذب، ولكن لو كان صحيحاً فالرقم جزء بسيط من نواب المحافظين في البرلمان فهم 316 عضواً.

- آنا سوبري، وزيرة تجارة سابقة تعارض تيريزا ماي التي طردتها من العمل، وأرجّح أنها تطمح إلى منصب وزاري مرة أخرى.

- إد فيزي طرد من منصب وزير التعليم، وهو صديق قديم لكامرون، وأرجّح أن أسباب معارضته من نوع أسباب سوبري.

- نيكي مورغـــان عضـــو برلمان محافظة متقلبة الأهواء، فهـــي يومـــاً مع الــــخروج من الاتحاد الأوروبي ويوماً آخر مع البقـــاء. تقلّبـــها جعل زملاءها يطلقون عليها اسم «مسّ التقلّب».

- أندرو ميتشل طرد من الحكومة سنة 2012 بعد أن فقد أعصابه وشتم شرطياً.

ما حدث الآن هو أن أعضاء الحزب في البرلمان هاجموا المتآمرين علناً واعتبروهم جبناء أو موتورين، ورفضوا زعمهم وجود 30 نائباً ضد تيريزا ماي. كان زعمهم الآخر أن أعضاء في الحكومة يريدون إسقاطها، غير أن أعضاء الحكومة جميعاً التفوا حول رئيسة الوزراء ودانوا المتآمرين.

أتابع السياسة البريطانية يوماً بعد يوم، بدءاً بأيام عملي في بيروت رئيس نوبة في وكالة الأنباء العربية، التي ألغيت وأصبحت وكالة رويترز، تعمل باسمها الأصلي في الشرق الأوسط. ولاحظت في المعركة الأخيرة التي تخوضها تيريزا ماي، أن خصومها نسوا الأهم، وهو الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، فالطريق مليء بالأشواك وأركان الاتحاد في بروكسيل بدأوا يفاوضون حزب العمال، وكوربن تحديداً، ويبدو أنهم يعتقدون أن حكومة المحافظين ستنهار.

لا أرى ذلك ممكناً غداً أو بعد غد، وإنما أرى خلافاً كبيراً على ثمن الانسحاب، والاتحاد الأوروبي يطالب بريطانيا ببلايين الجنيهات ثمناً، أو «متأخرات» على الحكومة البريطانية أن تدفعها.

حتى إشعار آخر، ألمانيا وفرنسا ترفضان قبول العروض البريطانية، ومجموعة ألمانية في الاتحاد تريد أن تعرف ماذا ستدفع بريطانيا مقابل الانسحاب الذي حدّد له سنة 2019. الموقف الفرنسي من نوع الموقف الألماني ومعارضة هذين البلدين تعني تعطيل أي اتفاق ممكن على المستقبل بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي.

في غضون ذلك، أجد أن تيريزا ماي أفضل عضو في حزب المحافظين لرئاسة الوزارة، فالطامحون كثيرون، إلا أن أسبابهم مفضوحة، أما تيريزا ماي فهي تقود الحكومة بصبر وأناة وهدوء وسط أنواء الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.

omantoday

GMT 14:47 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين: رجل الضريح ورجل النهضة

GMT 14:45 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

رؤية تنويرية لمدينة سعودية غير ربحية

GMT 14:44 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحوار الاستراتيجي بين القاهرة وواشنطن

GMT 14:43 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

... في أنّنا نعيش في عالم مسحور

GMT 14:42 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو عمار... أبو التكتيك

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تيريزا ماي أفضل من خصومها تيريزا ماي أفضل من خصومها



أحدث إطلالات أروى جودة جاذبة وغنية باللمسات الأنثوية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المجلس الأعلى للقضاء العماني يعقد اجتماعه الأول لعام 2025
 عمان اليوم - المجلس الأعلى للقضاء العماني يعقد اجتماعه الأول لعام 2025

GMT 16:54 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab