ذكريات وسياسة بين البحرين ولبنان

(ذكريات وسياسة بين البحرين ولبنان)

(ذكريات وسياسة بين البحرين ولبنان)

 عمان اليوم -

ذكريات وسياسة بين البحرين ولبنان

بقلم : جهاد الخازن

أكتب ذكريات ممزوجة بالسياسة معتمداً على ذاكرتي التي لم تخذلني بعد، فأنا في البحرين، وكل ما أرى يوقظ ذكرى قديمة. المنامة والجفير والمناطق المجاورة ورشة عمار ما يعني استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية والإنسانية.

عملتُ ذات صيف في البحرين وأنا أودع المراهقة، وقد قُبِلتُ في الجامعة، وكان خالي يرأس شركة لآل القصيبي ومنهم غازي وعادل. وعدت إلى بيروت بثمن سيارة فولكسفاغن، بعد أن أفهمني خالي أن البنات كبرن ولن يركبن ورائي على فيسبا.

كان الحاكم هو الشيخ سلمان بن حمد، ورأيته غير مرة في سيارة كرايزلر قديمة كان يفضلها لأن التهوئة فيها أفضل من السيارات الأوروبية.

الشيخ عيسى بن سلمان كان صديقاً شخصياً، وبما يتجاوز العلاقة بين رئيس دولة وصحافي أو كاتب، فلا أنسى كيف وقف على الطريق العام يسأل ركاب السيارات إن رأوا حادث سير بعد أن تأخرت في الوصول إليه لأن السائق أخذني إلى الديوان بدل بيته. كان الزميل حسن اللقيس يقف إلى جانب الشيخ عيسى.

لا أذكر من تلك الأيام أي خلاف ديني مسيحي - مسلم في لبنان، أو سنّي - شيعي في البحرين، فأهل البحرين صوتوا بما يشبه الإجماع على الاستقلال، وكان ذلك قبل سنوات من صعود آيات الله إلى الحكم في إيران. في تلك الأيام كنت أصطاد في جنوب لبنان، وفي بلدة القصر قرب الهرمل، وهما منطقتان شيعيتان، فلا أذكر سوى أنني تعرفت إلى حسن دندش، كبير «الطفّار» في زمانه، أي الهاربين من العدالة.

الملك الحسن الثاني قال لي في بوزنيقة أن الطوائف الإسلامية سبع هي المذاهب السنيّة الأربعة والشيعة الجعفرية الاثنا عشرية، والزيديون في اليمن (وهم نصف شيعة ونصف سنّة) والإباضية. الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قال لي الكلام نفسه. وبعد بضع سنوات عُقِد أكبر مؤتمر إسلامي تابعته على الإطلاق في الأردن بدعوة من جمعية آل البيت، وكانت الطوائف ثمانياً بزيادة الظاهرية.

ربما أنتقد الطموحات الفارسية بغطاء ديني لآيات الله في قم، إلا أن هذا الانتقاد لا يشمل الشيعة جميعاً، وقد زرت البحرين سنة 2011 فور أن سمعت عن التجمعات في ميدان اللؤلؤ، واعتقدت مع ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد أن المشكلة ستحل خلال أيام. زرت ميدان اللؤلؤ مرتين في ليلتين متتاليتين، وسمعت بأذني الهتاف «يسقط النظام» فكان أن أسقط النظام المعارضة السقوط الذي لا قيام بعده، ولم يكن معتدياً لأن المعتدي هو البادئ.

زيارة البحرين ناقصة إذا لم أرَ الملك حمد بن عيسى، ومع أنني بقيت يومين فقط في المنامة فقد كان حظي طيباً ورأيت نائب رئيس الوزراء الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، ووزير الإعلام الأخ علي بن محمد الرميحي، والأخت سميرة رجب وزيرة الإعلام السابقة التي كنت رأيتها قبل أسبوع في القاهرة وأصدقاء آخرين.

أزور البحرين فأذكر الشيخ عيسى، وكان الصديق وزير الإعلام حينذاك نبيل الحمر اتصل بي في لندن وقال أن الأمير سأل عني. قد كنت وعدته بأن أزوره. طلبتُ مهلة أسبوع وتوفي الشيخ عيسى من دون أن أراه مرة أخيرة ولا تزال الغصّة في قلبي. (خالاتي قلن لي يوماً أن أتصل بجدتي في بيروت. رأيت الوقت متأخراً وأنا في لندن وقلت أتصل بها في اليوم التالي إلا أنها توفيت عن مئة عام كاملة، ولا تزال الغصّة في قلبي لأنني لم أحدثها).

لن أتهم قيادات المعارضة في البحرين بأنها خائنة، وإنما أقول أنها تقدّم الولاء الديني على مصلحة الشيعة في البحرين، فيدفع مواطنون أبرياء مخدوعون ثمن طموحات فارسية أو شخصية.

كان الحل في البحرين سنة 2011 في متناول اليد، إلا أنني أخطأت في تقدير حجم أطماع قيادات المعارضة. وكان الحل في سورية بعد أحداث درعا في متناول اليد أيضاً، وراهنت على أن المشاكل ستنتهي في أسبوع وقد أكملنا خمس سنوات من الموت والدمار والحل الصعب أصبح مستحيلاً.

أسجل على نفسي أنني أخطأت، إلا أن الخطأ لا يُقاس بخطايا قيادة معارضة في بلد ونظام قمعي في بلد آخر.

omantoday

GMT 14:03 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 13:59 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 13:51 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أخبار من السعودية وفلسطين والصين

GMT 14:53 2021 الأربعاء ,19 أيار / مايو

أخبار عن مجموعة الدول السبع وروسيا وأفغانستان

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذكريات وسياسة بين البحرين ولبنان ذكريات وسياسة بين البحرين ولبنان



أحدث إطلالات أروى جودة جاذبة وغنية باللمسات الأنثوية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 09:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab