وأغنّ أكحل من مها بكفّيه / علقت محاجره دمي وعلقته
دخل الكنيسة فارتقبت فلم يطل / فأتيت دون طريقه فزحمته
فازورّ غضباناً وأعرض نافراً / حال من الغيد الملاح عرفته
فصرفت تلعابي الى أترابه / وزعمتهنّ لُبناتي فأغرته
فمشى اليّ وليس جُؤذرٍ / وقعت عليه حبائلي فقنصته
وقال في زحلة:
يا جارة الوادي طربت وعادني / ما يشبه الأحلام من ذكراك
مثلت في الذكرى هواك وفي الكرى / والذكريات صدى السنين الحاكي
لم أدر ما طيب العناق على الهوى / حتى ترفق ساعدي فطواك
وقال في "نهج البردة":
ريم على القاع بين البان والعلم / أحلّ سفك دمي في الأشهر الحرم
لما رنا حدثتني النفس قائلة / يا ويح جنبك بالسهم المصيب رمي
جحدتها وكتمت السهم في كبدي / جرح الأحبة عندي غير ذي ألم
وقال في "نكبة دمشق":
سلام من صبا بردى أرق / ودمع لا يكفكف يا دمشق
ومعذرة اليراعة والقوافي / جلال الرزء عن وصف يدق
رماكِ بطيشه ورمى فرنسا / أخو حربٍ به صلف وحمق
إذا ما جاءه طلاب حقٍ / يقول عصابة خرجوا وشقوا
وقال أيضاً:
آمنت بالله واستثنيت جنته / دمشق روح وجنات وريحان
جرى وصفق يلقانا بها بردى / كما تلقاك دون الخلد رضوان
وله في النسيب:
خدعوها بقولهم حسناء / والغواني يغرّهنّ الثناء
أتراها تناست إسمي لما / كثرت في غرامها الأسماء
إن رأتني تميل عني كأن لم / تكُ بيني وبينها أشياء
نظرة فابتسامة فسلام / فكلام فموعد فلقاء
وقال أيضاً:
روّعوه فتولى مغضبا / أعلمتم كيف ترتاع الظبا
خلقت لاهية ناعمة / ربما روعها مر الصبا
لي حبيب كلما قيل له / صدّق القول وزكّى الريبا
ومن أشهر غزله:
مضناك جفاه مرقده / وبكاه ورحّم عوّده
الحسن حلفتُ بيوسفه / والسورة إنك مفرده
مولاي وروحي في يده / قد ضيّعها سلمت يده
ما خنت هواك ولا خطرت / سلوى بالقلب تبرّده