عيون وآذان بين المقاومة والإرهاب

عيون وآذان (بين المقاومة والإرهاب)

عيون وآذان (بين المقاومة والإرهاب)

 عمان اليوم -

عيون وآذان بين المقاومة والإرهاب

جهاد الخازن

اذا قُتِل جندي إسرائيلي في الأراضي الفلسطينية فهذا مقاومة، وإذا قتلت طفلة إسرائيلية في باص فهذا إرهاب. سأعود إلى المقاومة مع انتفاضة ثالثة لا بد قادمة، واكتفي اليوم بالإرهاب، فعندما يقتل عشرة جنود مصريين في سيناء، أو شرطيان في الإسماعيلية، أو 25 مدنياً في لبنان، أو يقتل المسلمون في بنغازي، أو عشرات العراقيين في بغداد فهذا إرهاب. التكفيريون إرهابيون، فهم يبيحون دم المسلمين، والقرآن الكريم قال: «يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لستَ مؤمناً تبتغون عرض الحياة الدنيا»... وقال أيضاً: «ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً أليماً». أحكي للقرّاء قصتين: الأولى، عن مقابلة أجريتها للملك الحسن الثاني رحمه الله، في أبو زنيقة، وهي قرب الصخيرات إلى جهة البر، ونشرت في 27/10/1994 وأخذني الملك بعد المقابلة لأرى خيوله العربية، وسرنا ووراءنا على بعد خطوات أركان الدولة وضيوف آخرون. وسألت الملك الذي درس على يدي الزعيم علال الفاسي ودرس المحاماة في فرنسا: من هم المسلمون في نظرك؟ هو رد: هذا أمر محسوم. وقلت له إننا في المشرق لا نزال على خلاف، وقال: المسلمون سبعة، المذاهب السنّية الأربعة، والشيعة الجعفرية الاثنا عشرية، والزيديون في اليمن، والإباضية (الطائفة الأخيرة من السنة وتعود إلى الخوارج بعد أن خسروا أمام الإمام علي ثم معاوية وتراجعوا إلى التخوم، وأكثرهم الآن في عُمان والجزائر والمغرب). قلت للملك: ماذا عن الإسماعيليين والعلويين والدروز؟ زاد أنهم غير مسلمين (هناك فتوى سياسية من الأزهر أيام جمال عبد الناصر وكمال جنبلاط أن الدروز طائفة إسلامية). الثانية، بعد سنوات على ما سبق عقد في الأردن في تموز (يوليو) 2005 المؤتمر الإسلامي الدولي بحضور مئتين من علماء المسلمين من 50 بلداً. ولاحظت وأنا أتابع أخبار هذا المؤتمر أن ثماني طوائف دعيت إليه. ومضت أشهر وكنت في دافوس لحضور المؤتمر السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي ودعاني الملك عبدالله الثاني إلى غداء، ووجدت أنني من ضيوف طاولة الملك وإلى جانبي، إن لم تخُنّي الذاكرة، الأمير غازي بن محمد، رئيس مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي. حكيت للأمير ما قال لي الملك الحسن الثاني عن سبع طوائف إسلامية، وسألته عن الطائفة الثامنة التي دعيت إلى الأردن. هو قال لي: الظاهرية، قلت له إنني درست هذا المذهب في الجامعة واعتقدت أنه لم يعد موجوداً. وهو أوضح لي أن هناك مئات الألوف من أتباعه إلا أن أكثرهم في الشرق الأقصى. ما أذكر من دراستي أن اتباع هذا المذهب يأخذون ظاهر النص ويرفضون التأويل. وأصدر شيخ الأزهر الذي شارك في مؤتمر عمان فتوى تمنع تكفير أصحاب العقيدة الأشعرية، ومن يمارس التصوف الحقيقي، كذلك لا يجوز تكفير أصحاب الفكر السلفي الصحيح. مؤتمر عمان الذي ضم أبرز علماء المسلمين في العالم كله بحث في تعريف من هو المسلم؟ وهل يجوز التكفير؟ ومن له حق في أن يتصدى للإفتاء؟ علماء المسلمين أعلنوا بعد تعريف المسلم بأنه ينتمي إلى أحد المذاهب الثمانية التي سجلت للقراء أسماءها، أنه لا يجوز تكفير أي فئة أخرى من المسلمين تؤمن بالله ورسوله وأركان الإيمان وتحترم أركان الإسلام، ووضعوا شروطاً يحب أن تتوافر في من يصدر فتوى. هذا هو الإسلام الصحيح والتكفيريون إرهابيون لأنهم يبيحون دماء المسلمين. «القاعدة» منظمة إرهابية، ومثلها كل جماعة تتبع فكرها، من نوع «جبهة النصرة» و «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) وجماعات إرهابية أخرى في كل بلد عربي وفي أفريقيا وغيرها. القرآن الكريم قال: «فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك»، أي أنه طلب من المسلم أن يتشاور مع اليهودي والمسيحي. والقرآن الكريم قال أيضاً: وإن أحد من المشركين استجارك فأَجِرْه حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه». ويأتي بعد ذلك إرهابيون من الفئة الضالة ويقتلون المسلمين.

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان بين المقاومة والإرهاب عيون وآذان بين المقاومة والإرهاب



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 19:30 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:44 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعه 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الجدي

GMT 23:57 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab