عيون وآذان اختراع اليهود

عيون وآذان (اختراع اليهود)

عيون وآذان (اختراع اليهود)

 عمان اليوم -

عيون وآذان اختراع اليهود

جهاد الخازن

أمامي أكثر من 20 خبراً عن كوميدي فرنسي يضع ساعده على صدره، في تحية نازية معكوسة بحسب قول منتقديه، وخبر واحد عن عالم إسرائيلي ينكر نظريات جينات تزعم أن اليهود شعب واحد. كنت في البداية أهملت الخبر عن الكوميدي ديودونيه الذي يرسم علامة تسمى بالفرنسية quenelle، وهي حتماً ليست تحية النازية المعروفة برفع اليد إلى الأمام وإلى فوق، ثم كثرت الأخبار وزاد عليها استعمال لاعب الكرة الفرنسي نيكولا أنيلكا الذي يلعب مع نادٍ إنكليزي، الإشارة نفسها. فقررت أن أجمع المادة المتوافرة لمراجعتها، وتجمع عندي في يومين أو ثلاثة مجموعة كبيرة منها بعد وقف ديودونيه عن أداء اسكتش كوميدي والمطالبة برأس أنيلكا. في المقابل عندي خبر واحد عن قصة قديمة جديدة، فأبدأ بمقدمة تعود إلى الكاتب اليهودي البريطاني الهنغاري الأصل آرثر كوستلر، مؤلف إحدى أشهر روايات القرن العشرين «ظلام عند الظهر»، فقد كان اليهود حول العالم يفاخرون به حتى صدر له الكتاب «القبيلة الثالثة عشرة»، وفيه يقول إن اليهود الأشكناز الذين احتلوا فلسطين ليسوا شرقيين، بل أصلهم من جبال القوقاز. وقبل بضع سنوات صدر للبروفسور الإسرائيلي شلومو ساند الذي يعمل في جامعة تل أبيب، كتاب عنوانه «اختراع اليهود» يكرر رأي كوستلر متوكئاً على العلم والتاريخ. وأترجم الآن عن مقال في مطبوعة «فوروارد» كتبته ريتا روبن بعنوان: عالم جينات يهاجم بحدة نظرية أن «اليهود شعب». والكاتبة وكل العلماء في مقالها يهود، وبعضهم إسرائيلي. هي قالت: العلماء عادة لا يتهم أحدهم الآخر بالكذب. غير أن هذا ما فعله الدكتور آران إلهايك الباحث في جامعة جونز هوبكنز، عندما تحدّث عن مجموعة من علماء الجينات المحترمين، بينهم هاري أوسترر، أستاذ الباثولوجيا والجينات في كلية ألبرت آينشتاين للطب في جامعة ياشيفا (نيويورك) ومؤلف كتاب صدر سنة 2012 بعنوان «إرث: التاريخ الجيني للشعب اليهودي». لسنوات عدة بقيت استنتاجات أوسترر وعلماء آخرين من دون أي تحدٍ لها في موضوع جينات اليهود والأصول المشتركة الشرق الأوسطية لمجموعات يهودية كثيرة حول العالم بينها الأشكناز، وقول هؤلاء العلماء إن اليهود شعب واحد بحسب أبحاث أوسترر، فهم رغم تفرقهم تربطهم صلة إثنية عرقية وأصل واحد من أرض اليهودية في فلسطين كما سمّاها الغزاة الرومان. الآن عالم الجينات الجزيئية آران إلهايك (أو الحايك فهو ابن رجل إيطالي وامرأة إيرانية) نشر بحثاً ينقض النظرية السابقة ما أطلق جدلاً متوقعاً. هو، أي إلهايك، مخطئ بحسب رأي ماركوس فيلدمان، الباحث في جينات اليهود والأستاذ في جامعة ستانفورد. بحث علماء الجينات السابق يؤيد ما يُعرف باسم فرضية أرض الراين التي تقول إن يهود العالم يتحدرون من يهود فلسطين الذين فروا منها بعد الفتح الإسلامي. إلهايك يصف هذا الكلام بأنه هراء. هو يهودي في الثالثة والثلاثين من بئر السبع نال دكتوراه من جامعة هيوستن، وصدر له في الشهر الماضي بحث بعنوان «الحلقة المفقودة عن جذور اليهود في أوروبا. مقارنة فرضيتي أرض الراين والخزر». أعتذر من القراء عن صعوبة الموضوع إلا أنني أعتقد أنهم يتفقون معي على أنه مهم جداً، فأقول إن إلهايك أثبت مختبرياً وعلمياً أن أصل اليهود الأشكناز ليس من فلسطين وإنما من القوقاز، مكرراً رأي كوستلر ثم ساند. هم وجدوا أنفسهم في القوقاز بين الإمبراطوريتين الإسلامية والمسيحية فقالوا إنهم يهود خشية أن تنتصر واحدة على الأخرى ويُقتَلوا، ثم هاجروا إلى أوروبا الشرقية ومنها إلى أوروبا الوسطى ووصلوا إلى بلادنا بعد المحرقة النازية، واحتلوا فلسطين حيث لا توجد آثار إطلاقاً لأنبياء كذبة أو ممالك، فهذا ما سمعت طالباً في جامعة جورجتاون. ونحن دفعنا ثمن جرائم الغرب بحق اليهود الخزر ولا نزال ندفع.

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان اختراع اليهود عيون وآذان اختراع اليهود



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 19:30 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:44 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعه 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الجدي

GMT 23:57 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab