عيون وآذان السِلم في الاسلام

عيون وآذان (السِلم في الاسلام)

عيون وآذان (السِلم في الاسلام)

 عمان اليوم -

عيون وآذان السِلم في الاسلام

جهاد الخازن

جلست مع الشيخ عبدالله بن زايد في مكتبه في أبو ظبي، لأسأله عن سحب السفراء من قطر، غير أن حديثنا كان قصيراً، وهو قال لي إنه يريد حضور ختام مؤتمر «تعزيز السلم في المجتمعات الاسلامية» الذي عُقِد برعايته ودعاني الى مرافقته. جلست الى جانبه في سيارة صغيرة، وهو إنطلق مسرعاً، ومع ذلك فسيارة على «اوتوستراد» عريض صدمتنا من خلف صدمة خفيفة، ولم يتوقف الشيخ عبدالله وإنما وصلنا مع وصول شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ضيف المؤتمر، ودخلنا معاً. المؤتمر أعاد إليّ ثقتي بالنفس البشرية، فقد سمعت من التوصيات إقتراحاتٍ لجائزة عن أفضل الدراسات العلمية في موضوع السلم، وجائزة عن أفضل مبادرة وإنجاز في مجال تحقيق السلم، وإصدار مجلة أكاديمية تُعنى ببحوث السلم، وإنشاء جهاز إعلامي يؤصِّل لمفاهيم السلم وقيمه، وتنظيم ندوات في البيئات الأكثر حاجة الى إستيعاب نتائج المنتدى. الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، إستقبل العلماء الذين شاركوا في المؤتمر وقال لهم إن أمامهم تحديات كبيرة واستثنائية في مواجهة دعاة الفتن والفوضى. وهو أكد أن الاسلام كان وسيظل الى يوم الدين مثالاً للخير والتسامح والمحبة. في افتتاح المؤتمر قال الشيخ عبدالله بن زايد: «إن شريعتنا السمحاء تعزز السلم وتحفظ الأنفس وتصون الدماء... جاء الاسلام ليجمعنا فلماذا يوظفه بعض مَنْ ينتمون اليه لتفرقتنا ويتكئون على مفاهيم مغلوطة لتشتيتنا». وهو دعا العلماء الى الطلوع بمبادرات لإعادة المتناحرين الى جادة الصواب. المؤتمر كله مهم، ولكن تابعت منه موضوعاً يهمني شخصياً هو تصدُّر أشباه العلماء لمراكز الريادة ومنابر فتياً لناس غير مؤهلين للإفتاء، وأيضاً أنه لا يجوز لمسلم تكفير آخر، فهذا الموضوع شغل جلسة كاملة. لاحظت أن مؤتمر أبو ظبي تزامن مع مؤتمر وزاري في مقر جامعة الدول العربية دان الارهاب. والأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، دان الارهاب بجميع أشكاله وأكد أن بلاده تقف مع مصر قلباً وقالباً. لم أكن أحتاج أن أذهب الى القاهرة لأعرف مدى الأذى الذي يوقعه الارهاب بالمسلمين، ففي أبو ظبي كانوا يكرمون ذكرى شهيدهم طارق الشحي الذي سقط مع شرطيَيْن بحرينيَيْن في تفجير إرهابي في البحرين، وأراه عبثياً لأن شعب البحرين سينتصر على كل إرهاب مستورد. إذا كان لي أن أختصر كل ما سبق بكلمات قليلة أقول إن الارهاب والتحريض عليه والفتن والفوضى يمثلها يوسف القرضاوي، وإن إسلام الخير والتسامح والمحبة يمثله الدكتور أحمد الطيب. الإمارات العربية المتحدة، وأعرف منها جيداً أبو ظبي ودبي والشارقة، تعيش فورة اقتصادية مستمرة، وقد طوَّعت الحكومة التكنولوجيا، وأصبحنا نسمع عن الحكومة الذكية والمدينة الذكية. ولكن ربما كانت أفضل شهادة في البلد هي ما يقدمه المقيمون فيها، فعندي في الامارات عشرات الأصدقاء، وبعضهم أثرى وتقاعد، من دون أن يترك الامارات، وإنما بقي فيها ليُسر العيش والأمن والأمان والخدمات المتكاملة. أحدهم قال لي: أين نجد بلداً أحسن من الإمارات؟ أخيراً، ذهبت الى أبو ظبي لإلقاء محاضرة في مركز الإمارات للبحوث والدراسات الاستراتيجية عنوانها «الصحافة بين بلادنا وبلادهم»، ورأيت في المركز مجموعة أخرى من الأصدقاء، وسرني كثيراً أن أرى أخانا الدكتور جمال سند السويدي رئيس المركز، وقد تعافى من مرض، فأرجو أن تكون علاقته القادمة بالأطباء إجتماعية فقط. المركز يحتفل بــمرور 20 عاماً علـــى تأسيسه، وقد أخذني الأخ أحمد الأستاد في جولة حول المكتبة وسرني أنـــها مفتوحة لطلاب الجامعات من الذين يحضرون لماجستير أو دكتوراة. أرجو أن نحتفل مع المركز والدكتور السويدي ورفاقه بالعيد الفضي للمركز ثم العيد الذهبي وكل عيد.

omantoday

GMT 14:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 14:28 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 14:27 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 14:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 14:25 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 14:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 14:22 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 14:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان السِلم في الاسلام عيون وآذان السِلم في الاسلام



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab