جحيم أهل سورية مستمر

جحيم أهل سورية مستمر

جحيم أهل سورية مستمر

 عمان اليوم -

جحيم أهل سورية مستمر

بقلم : جهاد الخازن

الغوطة ليست مجرد ضاحية لدمشق قتِل فيها 310 أشخاص منذ الأحد الماضي ويسكنها 400 ألف مواطن. هي واحدة من أجمل بقاع الأرض، وقد عرفتها العمر كله كما لا يعرفها كتـّاب افتتاحية «نيويورك تايمز» وبعضهم صهيوني.

لا أؤيد النظام في سورية، ولا أؤيد المعارضة. أؤيد الشعب السوري وأعتبر نفسي واحداً منه. الافتتاحية تتحدث عن أن الأدلة يجب أن تُستَعمَل «لبناء قضية لمحاكمة المستر أسد بجرائم حرب».

لماذا لم تقل الافتتاحية يوماً مثل هذا الكلام عن بنيامين نتانياهو وعصابة الحرب والشر الإسرائيلية حوله؟ في الحرب الأخيرة على قطاع غزة قتِل 2200 مواطن بينهم 518 طفلاً. في الغوطة الشرقية قتِل 310 من مختلف الأعمار. «نيويورك تايمز» لا تهتم بقتل الفلسطينيين فهي تؤيد إسرائيل مثل دونالد ترامب أو أكثر، وإنما تتباكى على موت سوريين في الغوطة.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال عن الوضع في سورية إنه «جحيم على الأرض» وأراه كذلك، وتبعه الأمير زيد بن رعد الحسين، رئيس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الذي قال عن الغوطة إن فيها «حملة إبادة شيطانية.»

أقول لكتـّاب افتتاحية «نيويورك تايمز» إن المطلوب قبل أي محاكمة بتهمة «جرائم حرب» في سورية أن يُحاكَم بنيامين نتانياهو وأفيغدور ليبرمان وأوري آرييل وسوفا لاندفر وأرييه درعي ونفتالي بنيت ويعقوب ليتزمان وإسرائيل كاتز وزيف الكين وجيلاد أردان وياريف ليفين وإيليت شاكيد ويوفال ستاينتز وتزاخي هانغبي وديفيد أزولاي وأوفر أكونيس وجيلا غانليل وحاييم كاتز وأيوب قرا، وهذا الأخير درزي من ليكود.

ربما أثقلت على القارئ إلا أن الأسماء السابقة من حكومة نتانياهو تضم أعضاء من حزب ليكود و»البيت اليهودي» و»إسرائيل بيتنا» و»التوراة الموحدة اليهودية» و»شاس».

كل واحد من هذه الأحزاب الإرهابية يستحق السجن مدى الحياة ومع المجرمين الآخرين من قادة المستوطنين وعصابة الحرب والشر من يهود الولايات المتحدة الذين يدافعون عن جرائم إسرائيل، وخصوصاً أصحاب البلايين الذين تبرعوا لحملة الرئاسة التي خاضها دونالد ترامب بأموالهم وانتهى ونتانياهو حليفه، وهو يعلن القدس عاصمة لإسرائيل.

لم يكن هناك يوماً عبر التاريخ المسجل دولة يهودية عاصمتها القدس وإنما كان هناك عرب من أصول كنعانية على امتداد الألفي سنة الأخيرة. والخليفة عمر بن الخطاب طرد اليهود من القدس سنة 632 ميلادية وسلمها للنصارى بقيادة البطريرك صفرونيوس، كما سلم مفتاح كنيسة القيامة إلى صحابيّ مرافق وأمره أن يفتح الكنيسة في الصباح ويغلقها في المساء، ولا يزال المفتاح عند أسرة نسيبة السنيّة المسلمة الفلسطينية.

الإرهابي نتانياهو يحذر إيران فهو يريدها خارج الحلبة السورية، إلا أن الأخيرة لاعب واحد في مجموعات تضم النظام وحليفيه روسيا وإيران، وأيضاً «حزب الله»، وهناك الولايات المتحدة، ثم تركيا التي دخلت شمال سورية مع قوات موالية لها، ما أدى إلى قيام تحالف بين النظام السوري والأكراد في الشمال لإخراج القوات التركية من الأراضي السورية. الأكراد لهم منطقة حكم ذاتي الآن أرجو أن تستمر عندما يتوقف القتال لأنهم الضحية في كل بلد، من تركيا الى سورية والعراق وإيران.

أكتب والألم يعصر قلبي، وربما يؤثر في تفكيري، فأنا لم أحلم أو لم أرَ في كابوس أن تدمَّر سورية على رؤوس أهلها. أصدقائي من السوريين من خيرة الناس في كل بلد، ولا أصدق أنني قد أموت من دون أن أرى الغوطة مرة ثانية، أو سوق الحميدية أو الشارع المستقيم أو أسوار دمشق أو حلب الشهباء أو نواعير حماة. أين «الحور من دُمَّر أو حول هامتها» اللواتي تحدث عنهن أحمد شوقي؟ هن إن لم يسبق إليهن الموت في مخيمات اللجوء.

المصدر : جريدة الحياة

omantoday

GMT 22:08 2023 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

المناظرات الكبرى!

GMT 08:25 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

لماذا لا يتعاطف العالم مع طهران ودمشق؟

GMT 05:14 2020 الثلاثاء ,18 آب / أغسطس

الفلسطينيون وسلاح الوقت

GMT 06:07 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

يا مال الشام

GMT 00:02 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

DOWN TOWN

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جحيم أهل سورية مستمر جحيم أهل سورية مستمر



أحدث إطلالات أروى جودة جاذبة وغنية باللمسات الأنثوية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 15:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 عمان اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 09:56 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

طرق فعالة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 06:35 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab