أكتب لتسلية القارىء على حسابي

أكتب لتسلية القارىء على حسابي

أكتب لتسلية القارىء على حسابي

 عمان اليوم -

أكتب لتسلية القارىء على حسابي

جهاد الخازن

كنت أقيم في لندن وأعمل، ثم أعاند مصرّاً على أن الحرب الأهلية في لبنان ستنتهي خلال شهرين أو ثلاثة ونعود جميعاً إلى بلادنا. غير أن الحرب استمرت وأصرّت العائلة، خصوصاً الوالدة، على أنني أعاند الأقدار، وأخيراً اقتنعت. واشترينا سنة 1978 بيتاً للصيف في جنوب فرنسا، حيث أقرب جزء من البحر الأبيض المتوسط إلينا في لندن.

يُفترَض أن أهنئ نفسي على حسن حظي، إلا أن ظواهر الأمور ليست كخوافيها، فأنا أعمل في لندن، وأزور العائلة في جنوب فرنسا كلما وجدت فرصة، واستطعت أن أدبر أموري لأقضي هذا الأسبوع، وهو الأخير في إجازة الصيف مع العائلة في الريفييرا الفرنسية.

أكتب لتسلية القارئ على حسابي، فقد وصلت من دون تأخير، ثم لاحقني النحس يوماً بعد يوم. يوم وصولي الأحد الماضي حجزت نفسي والأهل خارج البيت في المساء لأنني نسيت أن أحمل مفتاح بوابة الحديقة. في اليوم التالي وجدت نفسي محجوزاً داخل البيت، فقد انقطعت الكهرباء عن بلدة سان جان كاب فيرا من الساعة التاسعة مساء تقريباً حتى العاشرة من صباح الثلثاء، يعني 13 ساعة متواصلة، ووجدت أنني لا أستطيع أن أفتح البوابة التي تعمل بالكهرباء لأخرج إلى عشاء مع أصدقاء. كل يوم هناك عشاء، وهو ليس مهماً، غير أن عندي أصدقاء أعزاء يعملون في المملكة العربية السعودية ودول الخليج، ولا أراهم إلا في الصيف، وعشاء الإثنين كان مع بعض منهم. عندما يئستُ من عودة الكهرباء في المساء طلبنا تاكسي ووصلنا متأخرين لكن عذرنا معنا، وقد تحدثت عنه الجريدة المحلية في اليوم التالي.

مشاكل الإثنين لم تنتهِ بانتهائه فقد كنت حملت معي إلى جنوب فرنسا مقتطفات من صحف ودور بحث وفكر تتناول قضايا تهمني، وطلبت من الإخوان في لندن أن يرسلوا إليّ مع DHL أي مادة إضافية عن المواضيع التي رشحتها للمتابعة، وربما التعليق. الإخوان في لندن اتصلوا بي الإثنين وقالوا أن اليوم «عطلة بنكية» وDHL وغيرها لا تعمل، ووعدوا بإرسال المادة الثلثاء فتصل إليّ الأربعاء.

مع غياب المادة المطلوبة قررت أن أقبل دعوة أصدقاء للذهاب معهم في يخت خاص من كان إلى موناكو. غير أنني وصلت والعائلة إلى كان، ووجدت أنهم قرروا الإبحار إلى سان ريمو في إيطاليا للتسوّق، لم تكن معنا جوازات سفر، فقنعنا من غنيمة الرحلة بالإياب، وعدنا في القطار إلى بلدة قريبة من البيت، ثم مشينا لعدم وجود أي تاكسي.

لم يبقَ من الإجازة كلها سوى ثلاثة أيام، وذهبت إلى البنك لأخذ ذخيرة من اليورو للسياحة المحلية. البنك الذي تعاملت معه سنوات فاجأني بالقول أنني استهلكت كل المبلغ الذي يحق لي سحبه نقداً (كاش) خلال شهرين، وأنني أستطيع أن أستعمل «كريدت كارد» الخاص بالبنك في مشترياتي. قلت لمديرة الفرع أن ليس عندي «كريدت كارد» من البنك، وما ذنبي إذا كانت الحكومة الفرنسية تقاوم غسل الفلوس. قلت أن عندي بطاقات أخرى، إلا أن استعمالها يعني أن أحفظ رقماً سرياً خشية أن تكون البطاقة مسروقة. شرحت لمديرة الفرع أنني أحفظ أرقام هواتف كل أفراد العائلة وأخويَّ وأختي وخالاتي، إلا أنني لا أحفظ رقماً سرياً واحداً لاستعمال بطاقات البنوك.

كانت المديرة لطيفة، إلا أنني وجدتُ ما قالته بمعنى «ذنبك على جنبك» وخرجت من البنك وفي جيبي ما يكفي من اليورو لشراء هامبرغر واحد وثلاثة أيام من الإفلاس.

بدأت أحكي مع نفسي، وكان كلامي من نوع «المنحوس منحوس ولو علقوا له فانوس»، أو «جَت الحزينة تفرح ما لقت مطرح». وأخذت أحسد الناس الذين لم يذهبوا في إجازة، فهم إضافة إلى كل ما سبق لا يعانون صبحَ مساء كما أعاني من لسع البرغش الذي واجهته بكل سلاح متوافر من «منشة» الذباب ودخان وأجهزة كهربائية، ثم وجد طريقاً إلى رقبتي وقدميّ وذراعيّ. يبدو أنه أذكى من تكنولوجيا العصر.

omantoday

GMT 17:26 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مفكرة القرية: الإلمام والاختصاص

GMT 17:25 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيديوهات غبية في هواتفنا الذكية!

GMT 17:24 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 17:23 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 17:22 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الهجوم الإخواني على مصر هذه الأيام

GMT 17:21 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 17:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عيد الميلاد المجيد... محرابٌ ومَذبح

GMT 17:19 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المسافات الآمنة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكتب لتسلية القارىء على حسابي أكتب لتسلية القارىء على حسابي



أحدث إطلالات أروى جودة جاذبة وغنية باللمسات الأنثوية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 16:54 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab