أوباما أمام مصير إرثه السياسي

أوباما أمام مصير إرثه السياسي

أوباما أمام مصير إرثه السياسي

 عمان اليوم -

أوباما أمام مصير إرثه السياسي

جهاد الخازن

إذا فشل الكونغرس في رفض الاتفاق النووي مع إيران، فالولايات المتحدة ستنجح في تحرير سياستها الخارجية من إسرائيل. هذا الكلام ليس لي وإنما كتبه جاستن رايموندو، وهو صحافي أميركي معتدل يعارض إسرائيل قال أن بلاده تستطيع بعد ذلك الاحتفال بيوم V1، أو ما يشبه D Day، وهو يوم بدء عمليات عسكرية ناجحة. ولعل أشهر يوم من هذه هو 6 - 6 - 1944، أو يوم إنزال الحلفاء قواتهم في نورماندي، ما يُعتبَر بداية النهاية لألمانيا النازية.

مضى وقت كانت هناك حكومة من اليهود الأميركيين تابعة لإسرائيل داخل الحكومة الأميركية ضمّت لويس (سكوتر) ليبي، مساعد نائب الرئيس ديك تشيني، نائب وزير الدفاع بول وولفوفيتز، نائب وكيل وزارة الدفاع دوغلاس فايث، وكيل وزارة الخارجية ثم السفير لدى الأمم المتحدة جون بولتون. لا يوجد مثلهم اليوم في الإدارة، ولكن هناك آخرون، والليكودي تشارلز كاروتهامر قال أن الاتفاق مع إيران هو الأسوأ في تاريخ الديبلوماسية الأميركية، ما يعني أنه بين الأفضل.

أنصار إسرائيل عملوا دائماً ضد مصلحة «بلادهم»، في إدارة جورج بوش الابن، وجاء باراك أوباما وحاول إصلاح الوضع وفشل أكثر مما نجح حتى وصلنا إلى اتفاق الدول الست مع إيران، وهو اتفاق سيحدد الإرث السياسي لأوباما، فإذا أقرَّ يكون قد حقق شيئاً يُذكَر له وإذا فشِل يصبح الفشل الصفة الأخرى لإدارته.

لا أقول اليوم أن إقرار الاتفاق مضمون، فالكونغرس يستطيع بغالبية الثلثين إحباط الـ «فيتو» الرئاسي، وهناك أعضاء يهود في مجلسي الشيوخ والنواب أعلنوا أنهم سيصوتون ضد الاتفاق. مع ذلك يُفترَض أن يكون تأمين ثلثي الأصوات صعباً.

أوباما اليوم يخوض حرباً، وهو وصف معارضي الاتفاق بأنهم لوبي ينفق ملايين الدولارات لشراء معارضين. وكان يقصد إيباك أو لوبي إسرائيل الذي اشترى أعضاء كثيرين في مجلسي الكونغرس ووضعهم في جيب البنطلون. أوباما قال أيضاً أن المعارضين الآخرين هم المتشددون الإيرانيون الذين يهتفون «الموت لأميركا»، وحذر من أن رفض الاتفاق سيعني أن تنتج إيران سلاحاً نووياً خلال أشهر وأن تزيد تأييدها الإرهاب في الشرق الأوسط كله، وربما سقطت صواريخ «حزب الله» على تل أبيب.

بين الجماعات اليهودية التي تؤيد أوباما لوبي ج ستريت المعتدل الذي يدعمه صندوق جورج سورس، وهو بليونير أميركي من أصل هنغاري، أنفق ملايين الدولارات على دعم سياسات معتدلة تعارِض إيباك.

عندي مَثل واحد على وحشية معارضي الاتفاق فقد سألوا كيف تقبل الولايات المتحدة أي اتفاق مع إيران، وهناك أربعة رهائن أميركيين فيها؟ نعم، أربعة أميركيين قد يواجهون المحاكمة أهم من مصير خلاف نووي يهدد الشرق الأوسط كله، وإذا هاجمت إسرائيل إيران بسببه وردّت إيران عليها فسيكون القتلى مئات الألوف.

أفضل ما قرأت في الدفاع عن أوباما وسياسته كان ما كتب بول كروغمان، الفائز بجائزة نوبل، تحت العنوان «مرشحو الحزب الجمهوري وفشل أوباما في أن يفشل». هو جمع ما قال 17 متنافساً جمهورياً على الترشّح للرئاسة في مناظرتهم التلفزيونية، ووجد أنهم ركزوا على أمور كثيرة وتجاهلوا سياسات أوباما التي يعارضونها مع أنهم يعتبرون سنوات أوباما في البيت الأبيض كارثية. الكاتب يهودي أميركي خبير عالمي في حقله وهو أثبت أن كل الكوارث التي نسبها الجمهوريون إلى أوباما لم تتحقق لذلك كان العنوان أنه فشل في أن يفشل كما يريد الجمهوريون.

مرة أخرى، أعتقد أن إقرار الاتفاق مع إيران أو رفضه سيكون المقياس الأهم لنجاح أوباما رئيساً أو فشله. والجواب سنعرفه خلال الشهر المقبل.

omantoday

GMT 17:26 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مفكرة القرية: الإلمام والاختصاص

GMT 17:25 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيديوهات غبية في هواتفنا الذكية!

GMT 17:24 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 17:23 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 17:22 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الهجوم الإخواني على مصر هذه الأيام

GMT 17:21 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 17:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عيد الميلاد المجيد... محرابٌ ومَذبح

GMT 17:19 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المسافات الآمنة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوباما أمام مصير إرثه السياسي أوباما أمام مصير إرثه السياسي



أحدث إطلالات أروى جودة جاذبة وغنية باللمسات الأنثوية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 09:56 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

طرق فعالة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab